السومرية نيوز/كركوك
رفض سياسيون وشيوخ عشائر عربية في كركوك، السبت، وصف الجيش العراقي بـ"الطائفي والصفوي"، مؤكدين أن العمليات الأمنية تستهدف "المتورطين" لا الوطنيين، وأن أحداث الحويجة والتظاهرات "أنعشت" القاعدة وعصاباتها، وفيما شددوا على حرمة الدم العراقي وتقسيم العراق، طالبوا وزير التربية المستقيل بالعودة إلى الحكومة.
وقال رئيس مجلس قضاء الحويجة حسين علي صالح، في حديث لـ"السومرية نيوز"، على هامش تجمع نظمه، اليوم، المئات من شيوخ وأبناء العشائر العربية في كركوك وعدد من السياسيين في قضاء الحويجة، إن "المؤتمرين أجمعوا على حفظ وحدة العراق ورفض دعوات التقسيم والفدرلة التي يتبناها البعض".
وأضاف صالح أن "هناك بعض الأصوات الشاذة التي تطالب بخروج الجيش، وهي أصوات خاضعة لأجندات خارجية"، مؤكداً أن "جيشنا غير طائفي ولا صفوي بل عراقي، والعمليات التي ينفذها دقيقة وتستهدف المتورطين لا الوطنيين، فأحداث الحويجة والتظاهرات أنعشت القاعدة وعصاباتها بعد أن تقلص نفوذها".
وطالب صالح بعودة وزير التربية محمد تميم "والعدول عن استقالته خدمة للعراق والمكون العربي في كركوك، كما أطالب النواب العرب عن محافظة كركوك الذين علقوا حضورهم جلسات مجلس النواب بالعدول عن هذا القرار".
من جهته، دعا رئيس المجلس السياسي العربي الشيخ عبد الرحمن العاصي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إلى "المناصحة والمصافحة لجميع من غرر بهم للعودة إلى العملية السياسية والحفاظ على وحدة العراق ونبذ العنف وإعادة إعمار وبناء مناطق العرب في جنوب وغرب كركوك".
وشدد العاصي "لا يمكن تحقق التقدم بالعنف والتطرف ولكن الحوار والبناء والتصالح والتصارح كفيلان بالدفع نحو الأمام ونحن اليوم صوتنا موحد في تحريم الدم العراقي".
إلى ذلك، قال نائب الأمين العام للتجمع الجمهوري هاشم الحبوبي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "كركوك هي العراق المصغر لذا فهي ليست قضية بل امتحان للجميع وحل مشكلتها يسهم بحل مشاكل العراق جميعا".
أما عضو مجلس محافظة كركوك عن المكون العربي محمد خليل الجبوري، فقد أوضح في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المئات من شيوخ وأبناء العشائر والسياسيين العرب في محافظة كركوك تجمعوا، اليوم في قضاء الحويجة من اجل إيصال الصوت العربي إلى جميع أنحاء العراق".
وبين الجبوري أن "المجتمعين ناشدوا عشائر العراق والمراجع الدينية والقادة السياسيين للوقوف بحزم بوجه التحديات التي تواجه العراق عامة وكركوك بشكل خاص"، مؤكدا أنها "قضية وجود والجميع يتحمل مسؤولياته بالحفاظ عليها دون تمييز".
ولفت الجبوري إلى أن "التهميش اليوم أصبح أكبر، فهناك من يريد استغلال فاجعة الحويجة لتضييع وطمس الوجود العربي في كركوك"، مضيفاً أن "قضيتنا الأساسية ومطالبنا تكمن بتطبيق توصيات اللجان المشكلة للتحقيق بأحداث الحويجة".
وطالب الجبوري "الحكومة بمكافحة الميليشيات التابعة لأحزاب معروفة تقوم بالاختطاف والتصفية الجسدية"، من دون أن يحدد هوية تلك الأحزاب.
وأكد الجبوري "لا نقبل أبدا باستهداف مؤسسات الدولة العسكرية والمدنية كما لابد من سحب قوات البيشمركة من كركوك لأن دخولها مخالفة دستورية وقانونية واستفزاز للمكونات الأخرى".
من جانبه، قال الشيخ حسن نصيف الكظاوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "هذا التجمع العربي الكبير حمل رسالة واضحة وهي رفض الحديث عن تقسيم العراق ورفض الطائفية وحرمة الدم العراقي لأن وحدة الشعب والكلمة يجعل الجميع أمام المسؤولية".
وتابع بالقول، إن "وحدة الصف تقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية لا تريد للعراق الاستقرار وتحاول المساس بأمنه واستقراره"، مشدداً على أن "العراق خط أحمر ولا يمكن لأي شخص الحديث عن تقسيمه ونحن مع وحدة الصف وضد الطائفية التي يحاول البعض ركوب موجتها".
وشهد قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، في (23 من نيسان 2013)، مقتل 50 شخصا وإصابة 110 آخرين، في حصيلة اقتحام قوات سوات والشرطة الاتحادية ساحة الاعتصام وسط القضاء، بمساندة طائرات الهليوكوبتر، بحثا عن عناصر هاجموا نقطة تفتيش أمنية قرب الساحة.
وكان مجلس النواب العراقي قد شكل لجنة لتقصي الحقائق بشان أحداث الحويجة برئاسة عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية عمار طعمة وعضوية كل من رئيس لجنة حقوق الإنسان سليم الجبوري والنواب مظهر الجنابي ومها الدوري وسميرة الموسوي وجمال الكيلاني ووصال سليم.
فيما وجه رئيس الوزراء نوري المالكي، في (23 نيسان 2013)، بتشكيل لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك للتحقيق في أحداث الحويجة "ومحاسبة المقصرين"، فيما شدد على تعويض ضحايا الأحداث.