أعلن مجلس الوزراء، الثلاثاء، أن العراق سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني داخل أراضيه، وفيما كلف وزارة الخارجية بإبلاغ الجانب التركي اعتراض الحكومة على ذلك، أكد حق العراق في الدفاع عن سيادته واستقلاله بما يراه مناسبا.
السومرية نيوز/ بغداد
أعلن مجلس الوزراء، الثلاثاء، أن العراق سيقدم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي بشأن تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني داخل أراضيه، وفيما كلف وزارة الخارجية بإبلاغ الجانب التركي اعتراض الحكومة على ذلك، أكد حق العراق في الدفاع عن سيادته واستقلاله بما يراه مناسبا.
وقال المجلس في بيان صدر، اليوم، وتلقت "السومرية نيوز"، نسخة منه إن "مجلس الوزراء ناقش في جلسته التي عقدت، صباح اليوم، تطورات الاتفاق بين الحكومة التركية والمعارضة الكردية المتمثلة بحزب العمال الكردستاني الـPKK"، مبينا أن "الحكومة العراقية تقف إلى جانب الحلول السلمية لكل المشاكل التي تعاني منها دول المنطقة، ولكنها ترفض أن يكون ذلك على حساب العراق وسيادته الوطنية".
وأضاف المجلس أن "الحكومة ترفض انسحاب وتواجد مسلحي الحزب داخل الأراضي العراقية"، مشيرا إلى أنها "تعتبر ذلك بأنه انتهاكا صارخا لسيادة العراق واستقلاله وسيلحق ضررا بالغا بعلاقات الجوار بين البلدين وبمصالحهما المشتركة".
وأكد المجلس انه "قرر باجتماعه أن يقوم العراق بتقديم شكوى إلى مجلس الأمن الدولي لممارسة مهامه في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واتخاذ القرار المناسب بمنع التجاوز على السيادة العراقية"، مشيرا إلى انه "تم تكليف وزارة الخارجية بإبلاغ الجانب التركي اعتراض العراق ورفضه المطلق لدخول أي شخص مسلح أو غير مسلح للأراضي العراقية أو أي ترتيبات تتعلق بالعراق دون الرجوع إليه".
وتابع المجلس أن "وزارة الخارجية ستقوم بتقديم مذكرات بهذا الشأن إلى الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم العراق في الدفاع عن سيادته"، لافتا إلى أن "العراق يؤكد حقه في الدفاع عن سيادته واستقلاله بما يراه مناسبا وضمن القوانين والقرارات الدولية".
وكان حزب العمال الكردستاني أعلن، اليوم الثلاثاء (14 آيار 2013)، عن وصول أول مجموعة من مقاتليه المنسحبين من تركيا إلى الأراضي العراقية، مشيراً إلى أن عملية الانسحاب ستستمر خلال الأيام المقبلة.
وتشير مصادر بحزب العمال إلى أن عملية انسحاب مسلحيه إلى داخل الأراضي إقليم كردستان العراق قد تستغرق فترة طويلة، لكون المقاتلين ينسحبون سيراً على الأقدام ولا يستخدمون أية وسائل نقل، فضلاً عن أن المقاتلين ينتشرون في مناطق واسعة امتدادا من الحدود العراقية وإلى البحر الأسود، كما أنهم يتعاملون بحذر من نوايا تركيا لذلك فإن عملية الانسحاب تتم بتخطيط ومجموعات صغيرة.
وأعلنت قيادة الحزب، في (25 نيسان 2013)، أن جميع مسلحي الحزب سينسحبون من الأراضي التركية، مبينة أن عملية الانسحاب سيبدأ في الثامن آيار 2013.
فيما أعلنت وزارة الخارجية العراقية، في (9 آيار 2013)، أن الحكومة العراقية ترحب بأية تسوية سياسية وسلمية للمسألة الكردية في تركيا، إلا أنها ترفض دخول مجموعات مسلحة إلى أراضيها.
وبحسب التقديرات يبلغ عدد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في تركيا نحو 2000 مقاتل، إضافة إلى 2500 مقاتل يتمركزون في القواعد الخلفية في شمال العراق، ويحتفظ الحزب بعدة مواقع في المناطق الجبلية الوعرة الواقعة على الشريط الحدودي العراقي التركي منذ ثمانينيات القرن الماضي.
يذكر أن المواجهات المسلحة بدأت بين الطرفين في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، عندما أخذ الحزب الكردستاني سبيل المواجهة المسلحة مع الجيش التركي لتحقيق حكم ذاتي لكرد تركيا البالغ عددهم أكثر من 20 مليون بحسب مصادر غير رسمية، وتفيد مصادر حكومية تركية أن الصراع بين الجانبين المتواصل منذ سنوات، خلف أكثر من 40 ألف قتيل من الطرفين، فضلاً عن تدمير مئات القرى وتهجير آلاف الأسر.