عادت التفجيرات الأخيرة في بغداد والمحافظات، لتخلط جميع الأوراق في الساحتين السياسية والأمنية مجددا، فمن المطالبات الكثيرة بضرورة إعادة النظر في الخطة الأمنية، إلى الدعوات لحل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، يبقى المواطنون أسرى حلول غائبة حتى الآن.
السومرية نيوز/ بغداد
عادت التفجيرات الأخيرة في بغداد والمحافظات، لتخلط جميع الأوراق في الساحتين السياسية والأمنية مجددا، فمن المطالبات الكثيرة بضرورة إعادة النظر في الخطة الأمنية، إلى الدعوات لحل الحكومة والبرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، يبقى المواطنون أسرى حلول غائبة حتى الآن.
ففي بغداد التي شهدت منذ مطلع شهر أيار الجاري، واحدة من أعتى وأشرس الهجمات بالسيارات المفخخة والعبوات الناسفة وموجة من الاغتيالات، اتخذت قيادة عمليات بغداد عددا من الإجراءات الساعية إلى السيطرة نسبيا على الأوضاع الأمنية السائرة نحو الانفلات.
فقد منعت قيادة عمليات بغداد، الدراجات النارية والعربات بشتى أنواعها والسيارات ذات لوحات التسجيل (المنيفيست) من السير والحركة في شوارع العاصمة ابتداء من يوم غد الجمعة حتى إشعار آخر، خاصة أن الأسبوع المقبل سيشهد زيارة الإمام موسى بن جعفر التي ستشهد كثافة عالية كما في كل عام منذ 2003.
ودفعت الأوضاع الأمنية المتوترة، الدعوة إلى حل مجلس النواب والحكومة وإجراء انتخابات مبكرة إلى السطح مجددا، إذ دعا الأمين العام للكتلة الوطنية البيضاء جمال البطيخ، اليوم، إلى حل الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة، حملا السلطتين التشريعية والتنفيذية مسؤولية مسلسل الدماء المستمر في البلاد.
وقال البطيخ في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "أشلاء الضحايا تتناثر أمام أعيننا، في ظل عجز تام للأجهزة الأمنية أمام إعصار إرهابي مدمر"، مشيراً إلى انه "إذا كانت هناك ثمة ذرة من الحياء باقية في جبين أي مسؤول عراقي فعليه أن يتقدم بطلب لحل البرلمان والحكومة والدعوة لإجراء انتخابات مبكرة".
ويبدو أن الولايات المتحدة الأميركية، لم تكن بعيدة عن مرمى الاتهام والمسؤولية عما يجري في الساحة العراقية، فقد حمّلها نائب رئيس الوزراء لشؤون الخدمات صالح المطلك، اليوم، عبء "الجزء الأكبر" من الأحداث الجارية في البلاد.
وقال المطلك خلال لقائه مع مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما، المنسق الأول لشؤون الشرق الأوسط فيل غوردن، أن "على الولايات المتحدة أن تضطلع بدور إيجابي في العراق، كونها تتحمل الجزء الأكبر من الأحداث الجارية في البلاد والناتجة عن احتلالها للعراق".
وأشار المطلك إلى أن "العراق شهد انهياراً كبيراً في منظومته المؤسساتية والأمنية والاجتماعية جراء الاحتلال"، مشيراً إلى أن ذلك "فتح مجال أمام القوى الإرهابية والميليشياتية لتعبث في العراق قتلاً وتهجيرا".
وعلى الرغم من أن اليوم الخميس، استهل بإعلان جهاز مكافحة الإرهاب، القبض على 16 شخصا من المشتبه بضلوعهم في التفجيرات الأخيرة في بغداد، إلا إن العاصمة شهدت موجة من الهجمات في مناطق عدة منها.
وكان مصدر في جهاز مكافحة الإرهاب، أعلن في حديث لـ"السومرية نيوز" إنه "استنادا إلى معلومات استخبارية، فقد تمكنت قوة من مكافحة الإرهاب من اعتقال 16 شخصا يشتبه بصلتهم بتنفيذ التفجيرات الأخيرة في بغداد"، مبينا أن "عملية الاعتقال تمت عبر إنزال جوي نفذ على إحدى مناطق بغداد".
ويبقى المواطنون أسرى حيرة من جدوى الاجراءات الامنية التي تتخذ، خاصة مع ارتفاع وتيرة الهجمات التي لا تفرق بين منطقة وأخرى في بغداد أو بين المدنيين ورجال الامن والمنشآت الحيوية.
وقد ارتفعت حصيلة ضحايا تفجير السيارة المفخخة في شارع المغرب إلى أربعة قتلى و14 جريحاً، كما انفجرت عبوة ناسفة موضوعة على جانب طريق في منطقة السيدية جنوبي بغداد من دون معرفة حصيلة التفجير، إضافة إلى انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة على جانب طريق في حي البلديات شرقي بغداد، لدى مرور دورية للشرطة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من عناصرها وخمسة من المدنيين".
كما شهدت بغداد، صباح اليوم، مقتل 4 أشخاص وإصابة 13 آخرين بتفجير في حي البنوك شرقي بغداد، فيما قتل ثلاثة وأصيب 11 آخرون بانفجار سيارة مفخخة في مجمع المشن جنوبي بغداد، فضلاً عن مقتل شرطيين وإصابة 6 آخرين جميعهم من الشرطة في انفجار سيارة مفخخة قرب مستشفى عبد المجيد حسين في منطقة الكرادة، كما أصيب ثمانية أشخاص بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة بتفجير عبوة ناسفة في حي البلديات شرقي بغداد