شخصيات علمانية ومدنية تحاول كسر الطبيعة العشائرية والدينية في الأنبار

السومرية نيوز/الأنبار
قبل يوم من بدء عملية الاقتراع العام في محافظة الأنبار، مرشحون يرفعون شعار العلمانية والمدنية علناً ولأول مرة في المحافظة خلال حملاتهم الانتخابية، يحاولون كسر طبيعة حالة الاحتكار العشائري والديني الذي سيطر على مجلس المحافظة خلال السنوات الماضية.

وتشارك 16 كتلة وكيانا سياسيا في الانتخابات المحلية لمحافظة الأنبار التي ستجري الخميس المقبل (20 حزيران 2013)، للفوز بمقاعد مجلس المحافظة البالغة 30 مقعداً، رغم انحسار المنافسة بين ثلاث كتل كبيرة من المتوقع أن تنال غالبية مقاعد المجلس.

وفيما تراهن بعض تلك الكتل على الزخم الجماهيري في ساحات الاعتصام والمتظاهرين، تعتبر كتل أخرى ذلك وسيلة غير أخلاقية لكسب الأصوات، في حين يجاهد مرشحون مدنيون تخلوا عن ثوب العشيرة وعمامة الدين للفوز بالانتخابات.

القوائم المشاركة في انتخابات محافظة الأنبار هي، ائتلاف أهالي الأنبار الموحد، وائتلاف عامرون، وتجمع روافد العراق، والقائمة العراقية العربية، وقائمة عراق الخير والعطاء، وتحالف متحدون، وائتلاف التعاون الوطني، وائتلاف المجد للعراق، ونجم عبد الله أحمد، وحزب الدعوة الإسلامية تنظيم الداخل، وائتلاف الأنبار الوطني، وائتلاف العراقية الوطني الموحد، وعابرون، وكتلة صناديد العراق، ومشروع الإرادة الشعبية، وائتلاف باب العرب.

ويقول المتحدث باسم ائتلاف عابرون محمد فتحي حنتوش، لـ"السومرية نيوز"، إن ائتلافه "يحظى بشعبية واسعة في المحافظة على عكس الكتل السياسية الأخرى، كونه أكثر من خدم المحافظة من خلال المحافظ قاسم الفهداوي الذي يترأس الائتلاف".

ويضيف حنتوش "بالنسبة لتحالف متحدون فقد سبق أن اختبره الناس ونجد أننا الأجدر لقيادة المحافظة، بدليل المشاريع والإعمار والخدمات التي قدمناها في فترة قياسية"، مؤكدا أن ثقل كيانه الانتخابية يتوزع في عموم مدن الأنبار "ويحظى بقبول شرائح مختلفة بدأ من المثقفين وانتهاءا بالفقراء والمعدمين والساكنين في القرى والأرياف".

فيما يصف القيادي بتحالف متحدون أحمد أبو ريشة، تحالفه بأنه "صوت المظلومين والمهمشين والمتطلعين لغد أفضل، ولن يكون هناك أفضل منها لقيادة الأنبار إلى مستقبل أفضل".

ويشير في حديثه لـ"السومرية نيوز"، إلى أن "التحالف يجمع خليط من المكون العشائري والديني والسياسي وممثلين عن مختلف مكونات وطبقات الأنبار، ونحن نعول من خلاله على خدمة أهالي المحافظة أمنيا وخدميا واجتماعيا".
فيما يقول نائب محافظ الأنبار والمرشح عن ائتلاف العراقية الوطني الموحد حكمت جاسم زيدان، لـ"السومرية نيوز"، إن "غالبية الكتل ستحظى بمقاعد في المجلس الجديد لكن المنافسة ستنحصر بين ثلاث كتل رئيسة هي متحدون وعابرون والعراقية الوطني الموحد".
ويلفت إلى أن "نتائج الانتخابات ستكون مؤثرة على الجانب السياسي وعلاقة المحافظة ببغداد وعلى الجانب الأمني أيضاً"، داعياً المواطنين إلى أن "يحسبوا ألف حساب قبل التصويت لأي شخص، وعن نفسي أفضل أن ينتخبوا من لا يؤمن بالعنف ومن لا يتخذ من محراب الجامع أو مضيف العشيرة مصدر قوة له".

المحلل السياسي في محافظة الأنبار نهاد العبيدي، يرى في حديثه لـ"السومرية نيوز"، أن المنافسة "باتت واضحة بين ثلاث كتل رئيسة هي متحدون وعابرون وائتلاف العراقية الوطني الموحد".

وتوقع العبيدي أن تكون نتائج الانتخابات "بواقع 10 مقاعد لتحالف متحدون، و8 لائتلاف عابرون، وستة مقاعد لائتلاف العراقية الوطني الموحد، فيما ستتوزع المقاعد الستة على باقي الكتل الصغيرة".

وينوه إلى أن "تشكيل الحكومة المحلية في الأنبار سيكون صعبا للغاية بسبب تقاطع تلك الكتل فيما بينها فكريا وسياسيا وسيتجه الجميع للتحالف مع الكتل الصغيرة التي قد تحسم الموقف".

أما المرشح عماد القيسي عن كتلة العراقية العربية، فيقول "نحن نرفع المواطنة والمدنية إلى أعلى درجات المجتمع فوق الدين والعشيرة والانتماء لأي حزب"، مضيفاً "نعتقد أن هذا سيحل مشاكل الأنبار والعراق بشكل عام".

ويستدرك في حديثه لـ"السومرية نيوز"، "لسنا ضد الكتل العشائرية والدينية لكن حان الوقت للمدنيين والمثقفين وحملة الشهادات الحقيقية وليست المزورة أن يتولوا مهمة إنقاذ البلاد".

ويرى القيسي أن "مشاكل العراق ستكون بسيطة جدا في حال تنحى أهل الدين والقبليين عن السلطة"، لافتا إلى أن "فرصة المدنيين المستقلين في الحصول على مقاعد بمجلس المحافظة مرتفعة جدا خاصة مع وعي الناس لهذا الأمر وتجربتهم الشخصيات الدينية والعشائرية في السابق".

ويتفق المواطن خالد أحمد (32 عاماً) مع ما ذهب إليه القيسي، إذ تقول لـ"السومرية نيوز"، إن "هناك طبقة مثقفة في الأنبار تؤيد المرشحين غير المنبثقين من رحم العشيرة والمسجد ونرى أن فرص فوزهم كبيرة".

ويضيف أن "اضطرار المثقفين إلى الترشح في قوائم مختلفة ومتفرقة، سببه فشل المثقفين في خلق كتلة انتخابية خاصة بهم".

ويصف أحمد هذه الخطوة بأنها "البداية فقط ومهما كانت النتائج للعلمانيين أو المدنيين لكنها ستكون بداية وخطوة أولى طيبة نحو مستقبل أفضل ويضيف أعتقد أن المواطن الأنباري تخلى عن سذاجته السابقة وعليه اليوم أن يختار المرشح كما يختار القميص الذي يرتديه".