السومرية نيوز/ ديالى
قتلى وجرحى وخسائر مادية، هذا ما تخلفه عادة أعمال العنف وخاصة التفجيرات بالسيارات المفخخة أو العبوات الناسفة، إلا أن لهذه الصورة المؤلمة وجه آخر ينتفع منه بعض في المدن العراقية التي تشهد أوضاعاً أمنية غير مستقرة.
محافظة ديالى التي تعد من المناطق الأكثر اضطراباً أمنياً في البلاد، شهدت خلال العام الحالي ارتفاعاً ملحوظاً لمعدل أعمال العنف في مدنها المختلفة كبدت المواطنين خسائر جسيمة بشرية ومادية، إلا أنها عادت بالنفع على سوق الزجاج في المحافظة، فكلما ضربت التفجيرات إحدى المناطق استعد الأهالي لاستبدال الزجاج المهشم للنوافد أو الأبواب وغيرها من المستلزمات المنزلية القابلة للكسر.
العنف يدر المال
أهالي مدينة بعقوبة الذين باتت أعمال عنف جزء من حياتهم اليومية هم الأكثر تضرراً، بحسب ما ذكروا في أحاديثهم لـ"السومرية نيوز"، إذ يقول المتقاعد إبراهيم معن (65 عاما)، إن إصلاح زجاج النوافذ "بات من النفقات المعتادة لأهالي بعقوبة".
ويضيف معن وهو في طريقه إلى محل لتركيب الزجاج، بعد أن تهشم زجاج نوافذ منزله بتفجير استهدف معاونية شؤون الأفواج في مدينة بعقوبة مساء يوم أمس الأحد، "إنها ضريبة ندفعها بسبب العنف والتطرف ونحمد الله على كل شي"، مشيراً إلى أن "الكثير من الأسر أصبحت زبائن دائمة لمحال بيع وتركيب الزجاج".
ويتابع معن بسخرية "مصائب قوم عند قوم فوائد، أعمال العنف باتت تعود بمردود جيد على أصحاب محال بيع وتركيب الزجاج"، مستدركاً "لكن هم أيضاً قد يكونوا ضحايا العنف".
وكانت هجمات انتحارية بسيارات مفخخة استهدفت، مساء يوم أمس الأحد (3 تشرين الثاني 2013)، مقر معاونية أفواج شرطة ديالى شرقي بعقوبة، ما أدى إلى مقتل وإصابة 10 أشخاص نصفهم من منتسبي القوى الأمنية، إضافة إلى إلحاق أضرار مادية جسيمة بالمنازل السكنية القريبة من موقع الحادث.
مطالبة بالتعويض
الموظف سامي سعيد، من أهالي منطقة حي المصطفى ببعقوبة، هو الآخر راح زجاج منزله ضحية تفجير مساء أمس، يقول إنه اضطر خلال العام الحالي إلى استبدال زجاج منزله مرتين بسبب التفجيرات.
ويشير إلى أن التفجير "اضطرني إلى التوجه لمحل بيع وتركيب الزجاج بدلاً من التوجه إلى العمل، والحمد لله لم يصب أحد من أفراد أسرتي بجروح، هذا هو المهم".
مروة حسين قاسم، مدرسة في منطقة بعقوبة الجديدة، طالبت الجهات الحكومية بـ"تعويض سريع للمنازل التي تعرضت لأضرار مادية كبيرة بسبب التفجيرات وخاصة تهشم زجاج النوافذ".
وتؤكد قاسم أن "العشرات من المنازل السكنية تكبدت خسائر مادية ليست بالقليلة بسبب التفجيرات التي تحصل بين الحين والآخر"، مشيرة إلى أن ستنفق "أكثر من 100 ألف دينار على إصلاح وتركيب الزجاج الجديد".
سوق الزجاج ينشط
عبد الله القيسي، صاحب محل لبيع وتركيب الزجاج في سوق بعقوبة، يقول إن "أعمال العنف وخاصة التفجيرات انعشت سوق الزجاج، هذا أمر واقع، لكننا نتساهل مع المتضررين قدر الإمكان في التكاليف المادية".
زميله جبار شاكر، صاحب محل لتصليح وبيع الزجاج في منطقة بعقوبة الجديدة، يشير إلى أن "10 زبائن جاءوا إلى محلي صباح اليوم لإصلاح زجاج نوافذ منازلهم بسبب تفجير مقر معاونية شؤون الأفواج، مساء أمس".
ويؤكد "سوق الزجاج نشط منذ أشهر عدة بسبب حركة البناء والإعمار سواء للمشاريع الحكومية أو منازل المواطنين، وبالإضافة إلى تنامي أعمال العنف وما تخلفه من خسائر مادية في مقدمتها الزجاج".
الحكومة المحلية أيضاً تناشد
الناطق الإعلامي باسم إدارة ديالى تراث محمود، يقر بأن أهالي ديالى "يتكبدون خسائر مادية طائلة بسبب التفجيرات التي تضرب بين الحين والآخر مدن ديالى، وخاصة السيارات المفخخة التي تخلف مساحة تدمير أشد وأوسع".
ويضيف "إدارة ديالى تدعو الجهات المشرفة على ملف التعويضات إلى تعويض الأسر المتضررة بسبب اعمال العنف بغية تقليل الأعباء ومساعدتها في تجاوز أزمتها"، مؤكداً أن "العشرات من المنازل السكنية تضررت بفعل تفجيرات يوم أمس".