مرت سبع سنوات على إعدام رئيس النظام السابق صدام حسين، ويبدو أن العراقيين لا ينسون سنوات حكمه التي يرون أنها أفرزت سلبيات ما يزال البلد يدفع ثمنها، نتيجة حروب وحصار طويل أفقد العراق الكثير من وزنه الدولي، وجعله نحيفاً يعيد ترتيب أوضاعه من جديد.
السومرية نيوز / بغداد
مرت سبع سنوات على إعدام رئيس النظام السابق صدام حسين، ويبدو أن العراقيين لا ينسون سنوات حكمه التي يرون أنها أفرزت سلبيات ما يزال البلد يدفع ثمنها، نتيجة حروب وحصار طويل أفقد العراق الكثير من وزنه الدولي، وجعله نحيفاً يعيد ترتيب أوضاعه من جديد.
وتشير الوقائع الى أن المجتمع العراقي بقي أسير تأثيرات حقبة النظام السابق، الى درجة جعلته يفقد بعض صفاته الإبداعية التي عرف بها تاريخيا، فهو كمن كان محبوساً في سجن انفرادي لسنوات طويلة وأطلق سراحه فجأة بعد كسر القيود التي كانت تكبت ما بداخله، لكن ثمة اجيالاً جديدة كبرت عقب سقوط صدام وإعدامه، ولا تعرف عن حقبته الكثير إلا ما يرويه لهم الأهل وما يتحدث عنه الإعلام، وتريد العيش بعيدا عن منغصات تلك الحقبة.
عرق خفيف غطى جبهة كمال عبد الله (61 عاماً)، وعندما تحدث اتضح أنه فقد أغلب أسنانه، يقول إن "الابادة والحروب الديكتاتورية واستنزاف ثروات البلاد على أمور لا ناقة للبلد فيها ولا جمل" هي أبرز ما يتذكره من حقبة صدام.
ويضيف عبد الله في حديث لـ"السومرية نيوز"، بينما يتوكأ على عكاز طبي يعينه على الحركة، إنه عراقي شهد "أسوأ سنوات الحكم في العراق" ولا ينساها أبداً، وضاع شبابه وصحته في الخدمة العسكرية التي كانت حتمية ويُعدم من لا يلتحق بها.
ويشير الى ان "صدام رحل الى غير رجعة، وترك العراق منهكا وضعيفاً بسبب سياسة هوجاء غير منطقية ما يزال العراق يدفع ثمنها".
ويوضح المحلل النفسي جمال كريم أن "المجتمع العراقي فقد الكثير من صفاته المميزة التي اشتهر بها عبر التاريخ بسبب الحروب والتعرض لأسوأ حصار في التاريخ، وما تبعه من تداعيات قاسية أعقبت سقوط النظام عام 2003، وذلك بسبب سياسات صدام".
ويقول لـ"السومرية نيوز" إن "العراق بدا كسجين محتجز في سجن انفرادي لمدة طويلة واطلق سراحه فجأة، فأصبح كمن لا يصدق نفسه في البداية"، مبيناً أن "آثار الحقب الدكتاتورية تجعل الشعوب إما تستمر بالخوف من الحاكم وكأنه موجود بعد رحيله، أو تحصل حالة من الإعجاب الخفي به، وهذا هو أحد أسباب العديد من الصدمات التي حصلت في العراق خلال السنوات الماضية".
ويبين كريم أن "الأجيال التي تلت عهد صدام جاءت بفكر مختلف، ومن المرجح ان تكون بينهم وبين الأجيال السابقة فجوة، كونهم يريدون انجازات وخدمات وترفيه، ولا يكترثون لماضي صدام وقساوته المفرطة، وهذه النقطة يجب أن يحسب لها المسؤولون حساباً".
جيل الشباب الصاعد الذي شب عقب سقوط صدام، ولايعرف عنه الكثير سوى أنه "ظالم ودكتاتور"، وحرم العرقيين من حقوقهم، يريدون حياة أفضل في ظل عدم وجود خدمة عسكرية يفكرون بها أو كبت للآراء، كما كان يحصل.
تقول سوسن طارق (39 عاماً) لـ"السومرية نيوز" إن "ابني البكر أصبح شابا، ويسأل احيانا عن حقبة صدام من باب الفضول، لكنه سرعان ما ينشغل بهاتفه الذكي وينشغل بالحديث مع اصدقائه".
وترى طارق أن "للشباب إمكانيات هائلة، ويريدون مستقبلا أفضل، ولا يأبهون لما حصل سابقاً، فالمستقبل لهم وهم ابناء اليوم، ولابد من جعلهم ينسجمون مع المجتمع، رغم اهمية التذكير بالحقبة الدكتاتورية، لتكون هناك مقارنات منطقية تجاه الأفضل، كون الحرية لا يمكن تعويضها".
وتلفت الى أن "الانترنت والفضائيات وحرية التعبير، كلها كانت عبارات بالكاد يحلم بها العراقيون في عهد النظام السابق، واصبحت متاحة للجميع حاليا وبالذات الشباب"، لافتة الى أن "صدام اعدم ورحل وطويت صفحته دون رجعة، ولابد من التطلع للمستقبل، وعدم التشبث بذيول الماضي غير المجدية".
وأعدم رئيس النظام السابق صدام حسين، فجر السبت (30 كانون الأول 2006)، بعد ادانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، لتنتهي بذلك مرحلة من تاريخ العراق الذي حكمه صدام أكثر من ثلاثة عقود قبل الإطاحة به في نيسان عام 2003.