لم يكن فوز المنتخب الوطني على نظيره الصيني وتأهله لنهائيات آسيا مجرد مباراة كروية في نظر مواطنين عراقيين، حيث اعتبرتها الجماهير الرياضية التي احتشدت في الساحات والشوارع تحديا للإرهاب والتفجيرات التي تستهدف الشعب العراقي، فيما اضطر بعضهم لترك عمله وآخر ترك ابنه في المستشفى من أجل عيون المنتخب.
السومرية نيوز/ بغداد
لم يكن فوز المنتخب الوطني على نظيره الصيني وتأهله لنهائيات آسيا مجرد مباراة كروية في نظر مواطنين عراقيين، حيث اعتبرتها الجماهير الرياضية التي احتشدت في الساحات والشوارع تحديا للإرهاب والتفجيرات التي تستهدف الشعب العراقي، فيما اضطر بعضهم لترك عمله وآخر ترك ابنه في المستشفى من أجل عيون المنتخب.
وحدة العراقيين
يقول المشجع محمد طاهر الذي يعمل في فرن للصمون في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المباراة لمن ينظر لها تكون اعتيادية ومجرد مباراة كروية بين فريقين في بطولة ما"، معتبرا أن "المباراة كانت عبارة عن تحدي يدخله العراق مع الحياة لأننا كعراقيين نشعر أن كل شيء ضدنا".
واضاف طاهر أن "الخلافات السياسية والتي انعكست بشكل مباشر على الشارع العراقي والخدمات الحياتية جعلت من المواطن يشعر كانه بمعزل عن المجتمعات الأخرى وأنه لوحده"، مشيرا إلى أن فوز المنتخب جاء ليصفي النفوس ويوحد العراقيين وأنه جاء بوثت نحتاج إليه".
عنوان كبير
أما المواطن الشاب علي ابراهيم فقال في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المباراة كانت تعني له الكثير وهو الأمر الذي دفعه لترك ابنه الوحيد في المستشفى تحت رحمة الأطباء وحمل هو العلم العراقي وجاء لملعب الشعب ليتابع المباراة"، مؤكدا أن "الفوز والتأهل لنهائيات آسيا خفف عنه وطأة الألم بسبب مرض ابنه ورقوده في المستشفى".
وتابع ابراهيم أن "الفرصة لم تكن مؤلاتية له للبقاء بعد المباراة والاحتفال مع الجماهير لأنه هرع مسرعا إلى المستشفى ليكون بقرب ابنه"، داعيا "جميع أطياف الشعب العراقي للتلاحم والتآخي تحت راية العراق وعنوانه الكبير".
"ولد الملحة"
بدورها حضرت الحاجة ام محمد متوشحة العلم العراقي وهي ترقص فرحا حتى قبل أن تبدا المباراة لتطلق كلماتها العفوية "عفية ولدي سباع ولد الملحة فرحوا شعبكم وامهاتكم"، وراحت تتنقل من مكان لآخر في ملعب الشعب لتهتاف وتهزج فرحا ومؤازرة للمنتخب.
وقالت في حديث لـ"السومرية نيوز"، أنها "لاتعرف شيئا عن التسلل وهوما دفعها لإطلاق عبارات الإستهجان والتذمر نحو حكم المباراة بعد حالة تسلل احتسبها ضد اللاعب علي عدنان"، وأهدت بعد المباراة زغارديها وهتافاتها للشعب العراقي بصورة عامة.
التفريط بالعمل
ومن جانبه كشف احد الشباب العاملين في محال لبيع المواد الغذائية أنه "لم يحصل على إجازة او مغادرة زمنية من صاحب المحل ليذهب لمتابعة المباراة في ملعب الشعب"، لافتا إلى أن "رفض صاحب المحل هدده بالإستغناء عنه في حال ذهب إلى الملعب وهوما دفع به للتفريط بعمله والمشاركة في الاحتفالات".
وبين الشاب رأفت أنه "لن يبالي لما لحقه جراء عشقه للمنتخب الوطني وانه فكر بأن فرصة العمل ستأتيه حتما ولن تقف على العملر بهذا المحل".
وتحدث الحاج أبو علي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التفجيرات الإرهابية لن تقف امام الزحف الجماهيري لمتابعة المباراة والاحتفال مع المنتخب بالفوز والتأهل"، مشيرا إلى أن "التفجيرات لايمكن لها أن تعطل الحياة ولا يمكن ان توقف آمال المواطنين الذين يجدون في فرحة الفوز ما يزيدهم تلاحما وتعاضد".
وكانت شوارع العاصمة بغداد شهدت احتفالات جماهيرية وشعبية عقب فوز المنتخب العراقي على نظيره الصيني والتأهل لنهائيات آسيا.