من بغداد الى السويد، حملت الناشطة في مجال حقوق المرأة لينا طه، وجع المرأة العراقية وعبّرت عن معاناتها في خارج بلدها بنبض شبابيّ.
Honey & the bees هو إسم المجموعة التي قامت لينا بإنشائها على موقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، حيث تلتقي العديد من النساء العراقيات والسويديات ليعبّرن عن رأيهنّ ويطرحن مشاكلهنّ.
بعد سنة على إنشاء المجموعة، أصبحت
Honey & the bees أكبر مجموعة على موقع فيس بوك لجميع النساء في السويد.
وفي مقابلة مع موقع السومرية، اعتبرت الناشطة العراقية، لينا طه البالغة من العمر 25 سنة، أن فكرة إنشاء المجموعة جاءت بسبب المشاكل الإجتماعية التي تعاني منها المرأة العراقية في السويد، وأبرزها العنف الممارس عليها.
تعتيم على قضايا المرأة العربية في السويد
وأوضحت أن المرأة العراقية لا تتجرّأ على رفع شكوى ضدّ زوجها بحال تعرّضت للضرب والعنف بسبب الخوف والتقاليد التي تربّت عليها في المجتمع.
كذلك، إن النظام في السويد يقوم بالتعتيم على قضايا المرأة العربية ولا يحمي حقوقها، بحسب رأيها.
لينا طه وُلدت في بغداد وانتقلت مع عائلتها الى السويد بسبب الحرب عام 2001 حيث كانت تبلغ من العمر 10 سنوات. وهي تعمل اليوم في دائرة الهجرة في الحكومة السويدية الى جانب نشاطها الإجتماعي.
لينا: تأتينا يومياّ شكاوى من نساء معنفات
وتؤكّد لينا أنها تصادف حالات موجعة لنساء عراقيات بشكلٍ يومي، قائلةً: "تأتينا يومياّ شكاوى من نساء يتعرّضن للعنف من أزواجهنّ، ونقوم بعرض حالتهنّ تحت أسماء مستعارة من خلال المنشورات على مجموعة Honey & the bees".
وتضيف: "بعد عرض الحالة، تأتي مساعدات ماديّة أو حتّى تسدي العديد من النساء نصائح لصاحبة الشكوى ويمكن إرشادها أيضاً الى جمعيّات تدافع عن حقوق المرأة".
إحياء "أربعينية الكرادة" في السويد
من النشاطات التي نظّمتها الناشطة لينا طه بعد إنتشار إسمها بشكل واسع على مواقع التواصل الإجتماعي، إحياء "أربعينية الكرادة" في السويد، عقب الانفجار الكبير الذي هزّ المدينة العراقية وأودى بحياة مئات القتلى.
وتقول لينا: " قمنا بإشعال الشموع في وسط المدينة وأجريت مقابلات مع الصحف السويدية لأن التحرّك كان لافتاً إذ جمع بين العراقيين من كل المذاهب والطوائف، وكان أول حدث من نوعه يحصل في السويد".
المرأة العراقية لا تملك حرية الإختيار
في مقارنة بين واقع المرأة السويدية والعراقية، اعتبرت لينا أن المرأة العراقية ما زالت مقيّدة بالعادات والتقاليد التي تفرضها عليها عائلتها، إذ تُجبر على الزواج في سنّ مبكر وليس لديها حريّة الإختيار في القرارات المتعلّقة بمصير حياتها.
أما المرأة السويديّة، فلا تتعرّض للضغوطات من قبل عائلتها، بل لديها حريّة الإختيار على سبيل المثال في أن تكون امرأة عاملة أو ربّة منزل.
الناشطة العراقية لينا طه أصبحت اليوم مذيعةً لبرنامج على إحدى الإذاعات السويدية لطرح مشاكل النساء العربيات في السويد وبخاصة العراقيات، بهدف التوعية وحماية حقوقهنّ.
وهي تتمنّى أن تنتفض المرأة العراقية على العادات والتقاليد القديمة التي تسبّب الإجحاف في حقوقها.
وتسعى لأن يكون لديها برنامجاً تلفزيونياً في المستقبل لأن دولة السويد لا تضيء على هذه المواضيع التي تحتاج بحسب رأيها الى الطرح والمعالجة.