السومرية نيوز/ بغداد
لليوم الرابع على التوالي تستعر الحرائق في إسرائيل والتهمت مساحات شاسعة من المناطق الى درجة وصفت بأنها "مهولة" ويصعب السيطرة عليها، وفي خضم هذه الكارثة غير المسبوقة اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات التي جاءت غالبيتها "شامتة" عازية الحرائق إلى "انتقام إلهي" رداً على منع الحكومة الإسرائيلية الأذان في أماكن عدة قبل بضعة أيام.
السلطات الإسرائيلية سارعت الى تفسير سبب الحرائق واعتبرتها "عمل إرهابي"، فيما أبدت امتعاضها من ردود الفعل العربية التي كانت جلها "فرحة" بعد إجلاء أكثر من 50 ألف شخص من منازلهم وإغلاق مطار بن غوريون في تل أبيب.
دعوات بمطر من بنزين
عجبت مواقع التواصل الاجتماعي بمئات التعليقات التي بينت حجم العداء التاريخي بين اسرائيل والعرب، ومن بين هذه التعليقات جاء ما نصه، "اللهم أمطر عليهم البنزين"، "فلنستمتع بالنيران"، "إسرائيل تحترق"، "النار تلتهم إسرائيل"، "الغضب الإلهي"، "نار جهنم تضرب إسرائيل على الأرض"، "يمنعون الأذان فتحرقهم النيران".
وثمة تعليقات كثيرة أخرى عبّ من خلالها عرب عن "فرحتهم" الغامرة بمنظر الحرائق التي تشهدها الأراضي المحتلة منذ أربعة أيام وبلغت ذروتها، اليوم، ودفعت السلطات الإسرائيلية للاستعانة بدول أخرى للمساعدة في إخمادها.
ونشبت الحرائق في غابات على امتداد مساحات واسعة واتسعت الأبخرة والدخان لتغطي مناطق حورون ودوليف ونتاف وزخرون ومناطق أخرى، في وقت نشرت القنوات العبرية صوراً تظهر حجم الحريق، كما أعلنت مشاركة 30 طاقماً من طواقم وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي في عمليات إخماد النيران، بينما جرى تسجيل العديد من حالات الاختناق في صفوف المستوطنين، الذين تم إسعافهم لاحقاً، وإجلاء بلدات ومستوطنات ومناطق كثيرة.
"عقاب إلهي"
وبالغ الكثيرون في تفسير ما حدث واعتبروا الحرائق انتقام الإله ورده على قرار إسرائيل بمنع الأذان بالمسجد الأقصى قبل أيام، فكتب أحد المغردين، #اسرائيل_تحترق، وقال مغرد إن نار جهنم اشتاقت لتعذيب اليهود فجاءتهم بالدنيا، #الكيان_الصهيوني_يحترق ، فيما ذهب آخر أمنيته برؤية يوم خروجهم من فلسطين.
تغريدة خارج السرب
انتشرت تغريدة للشيخ محمد بن عبد الرحمن العريفي، تمنى فيها أن يحفظ الله أرامل وأطفال ويتامى إسرائيل من الحرائق، الأمر الذي لم يعجب الكثيرين، فثار المغردون بهاشتاغ #العريفي_يدعم_اسراييل، وسارع الشيخ لحذف تغريدته المثيرة للجدل وإن لم يستطع محو أثرها رغم إصرار مؤيديه على أنها ملفقة.
كما نشر القارئ الكويتي الشيخ مشارى بن راشد العفاسى تغريدة ليعبر من خلالها عن سعادته من الحرائق التي ضربت إسرائيل ليقول "كل التوفيق للحرائق ..إسرائيل تحترق".
تفسيرات "ساذجة"
اتخذ فريق ليس بالقليل من العرب موقفاً معارضاً للشماتة والتفسيرات التي اعتبروها ساذجة، فاستغربت إحدى المغردات انتظار الانتقام من إسرائيل بغير أيدي العرب، فكتبت، "لم تستبعد الشرطة الإسرائيلية فرضية إشعال الحرائق عمدا من قبل محرضين".
وكتبت لوبا السمري، المتحدثة بلسان الشرطة الإسرائيلية، على "فيسبوك"، أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، غلعاد آردان، أوعز للشرطة "في تركيز جل جهودها للتوصل إلى المحرضين على إضرام الحرائق وذلك عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وكذلك مؤيديهم ومشجعيهم وتقديمهم جميعهم أمام سيادة العدالة الشديدة وعاجلا قبل آجلا".
اسرائيل تشكو الشماتة
أعدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية تقريرا عن تناول الشخصيات العربية البارزة الحرائق التي ضربت الغابات فى إسرائيل لليوم الثالث على التوالي، معنونة تقريرها بـ"إسرائيل تحترق.. شماتة في شبكات التواصل الاجتماعي في العالم العربي".
وأضافت الصحيفة، أن "هاشتاغ إسرائيل تحترق" تحول في غضون ساعات بمقدمة الترندات في العالم العربي، حيث عبر المتفاعلون عبر "الهاشتاغ" عن سعادتهم بالحريق لدرجة أن قائد شرطة دبى السابق ضاحي خلفان كتب تغريدة قال فيها "إسرائيل تحترق بعدما حظرت رفع الأذان"، بالإضافة إلى عدة تغريدات أخرى على حسابه الشخصي.
وكانت بلدية مدينة حيفا قد أعلنت عن إجلاء نحو 50 ألف شخص من منازلهم في مدينة حيفا خوفاً من وصول حرائق الأحراش المجاورة إلى المدينة، وقالت أليس دورون المتحدثة باسم بلدية حيفا، في تصريح لوكالة فرانس برس، "تم إجلاء نحو 50 ألف شخص من منازلهم وأماكن عملهم"، فيما أشار مسؤول في البلدية إلى أن العدد قد يصل إلى تسعين ألفاً.
واضطر آلاف الإسرائيليين لترك منازلهم بعد اتساع نطاق حرائق الغابات حول مدينة حيفا، ثالث أكبر مدن إسرائيل، بالإضافة إلى الناصرة والقدس، وكان المسؤولون يستعدون لعمليات إجلاء أخرى من المستشفيات والجامعات، بينما أوضح المتحدث باسم مطار حيفا أنه تم إغلاق المطار والمجال الجوي للسماح لطيران الإطفاء بإتمام عملياته.