إجراءات أمنية تحول دون عودة عوائل بصرية الى أراض نزحت منها قبل ثلاثة عقود

السومرية نيوز/ البصرة
تواجه عشرات العوائل البصرية التي كانت تسكن في ناحية البحار الحدودية التابعة إدارياً لقضاء الفاو مشكلة تحول دون عودتها الى أراضيها الزراعية التي كانت تسكن وتعمل فيها قبل نشوب حرب الخليج الأولى، حيث تطالبها قوات حرس الحدود بالحصول على موافقات أمنية كشرط لعودتها.

وقال التدريسي في جامعة البصرة عبد الرضا أكبر علوان في حديث لـ السومرية نيوز، إن "عشرات العوائل التي كانت تقطن في أراض زراعية تقع ضمن ناحية البحار نزحت منها قسراً الى مناطق أخرى من المحافظة ومحافظات أخرى عند اندلاع الحرب العراقية الإيرانية التي تسببت بهدم بيوتهم وتجريف أراضيهم"، مبيناً أن "تلك العوائل ترغب بالعودة الى أراضيها لزراعتها والسكن فيها لكنها لا تستطيع العودة بسبب صعوبة حصولها على موافقات أمنية من قيادة قوات حرس الحدود باعتبار أراضيهم قريبة من الشريط الحدودي".

ولفت علوان، وهو أحد الذين لاقوا صعوبات جمة في الحصول على موافقة أمنية، الى أن "تلك الأراضي هي من أراضي المغارسة التي تقوم على أساس الشراكة بين مالكيها والمزارعين العاملين فيها"، مضيفاً أن "الحكومة ينبغي أن تشجع المواطنين على العودة واستصلاح أراضيهم بدل أن تمنعهم وتضع عراقيل غير مبررة أمامهم".

من جانبه، قال رئيس المجلس المحلي لناحية البحار علي حسين عبد علي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الناحية تواجه مشكلة كبيرة تتمثل بعدم السماح للعوائل بالعودة الى أراضيها إلا بعد حصولها على موافقات أمنية، ولا ندري بالضبط من هي الجهة المسؤولة عن إصدار الموافقات"، موضحاً أن "هذا الاجراء الذي بدأ تطبيقه قبل عامين لا يقتصر على الأراضي الزراعية المحاذية لضفة شط العرب، وانما جميع أراضي الناحية".

وأشار رئيس المجلس الى أن "إحدى العوائل التي عادت الى أرضها قبل تطبيق الاجراء حاولت قبل أشهر قليلة بناء بيت آخر في أرضها، إلا أن قوات حرس الحدود في المنطقة الرابعة تدخلت ومنعتها من البناء".

يذكر أن ناحية البحار والمناطق المجاورة لها كانت أراضيها عامرة بمئات آلاف النخيل، وعند نشوب الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينات نزح منها أهلها وتحولت الى مسرح للعمليات العسكرية، ولم تزل آثار تلك الحرب ظاهرة في بعض المناطق، حيث السواتر والخنادق والمراصد الترابية، كما واجهت عملية استصلاح تلك الأراضي مشكلة أخرى بدأت عام 2007 وأخذت تتكرر في كل فصل صيف، وهي ظاهرة تغلغل اللسان الملحي القادم من الخليج في شط العرب، وتلك الظاهرة الطبيعية التي كانت تعد نادرة أدت خلال الأعوام القليلة الماضية الى تدهور الأنشطة الزراعية في أقضية الفاو وأبي الخصيب وشط العرب.