بصري يفتتح متحفاً تراثياً في منزله يضم آلاف المقتنيات القديمة

السومرية نيوز/ البصرة

بعد أربعة عقود أمضاها في ممارسة هواية جمع المقتنيات التراثية الثمينة والمواد القديمة، انتهز المواطن أحمد محمود الدفتر حلول عيد الفطر ليعلن عن افتتاح أول متحف للتراث الشعبي في محافظة البصرة يضم آلاف القطع التي أنفق على شرائها مبالغ طائلة، ومنها مواد كانت تمتلكها أسر بصرية عريقة ومقتنيات تعود الى شخصيات شهيرة.

وقال الدفتر في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المتحف الذي يشغل خيمة كبيرة ملحقة ببيت العائلة الواقع في منطقة (كردلان) ضمن قضاء شط العرب يحتوي على آلاف القطع والمقتنيات التراثية، والكثير منها تعد نادرة وباهضة الثمن"، مبيناً أن "فكرة إنشاء متحف للتراث الشعبي كانت تراودني كثيراً في غضون الأعوام القليلة الماضية، خاصة بعد أن امتلأت ثلاث غرف بالمواد التي جمعتها، ثم تولدت لدي قناعة أن الوقت حان ليطلع الناس على الجهود التي بذلتها وأنا أمارس هواية جمع المواد القديمة النادرة والمقتنيات التراثية الثمينة على مدى أكثر من 40 عاماً".

ولفت الدفتر الى أن "من أهم أهداف افتتاح المتحف تذكير البصريين بتراثهم الجميل ودعوتهم الى الحفاظ عليه من الإندثار أو النسيان"، مضيفاً أن "بعض موجودات المتحف من المواد القديمة تعود الى أسر بصرية عريقة كانت تحظى قديماً بثقل سياسي ومكانة اجتماعية مرموقة، إلا أنها إضطرت الى بيعها خلال التسعينات تحت ضغط الظروف الاقتصادية القاهرة الناجمة عن الحصار، ولا أستطيع الإفصاح عن ألقاب تلك الأسر حتى لا أتسبب بجرح مشاعر ما تبقى من أفرادها".

وأشار الدفتر، وهو أحد شيوخ عشيرة القطارنة في البصرة ومن وجهاء قضاء شط العرب، الى أن "ما يجعلني أشعر بالسعادة أن الكثير من أهالي القضاء توافدوا في ساعة مبكرة من صباح اليوم على المتحف قبل أن يحين موعد الإفتتاح، وبعضهم أخذوا يلتقطون الصور التذكارية مع المقتنيات"، معتبراً أن "الخطوة الثانية ستكون إنشاء بناية كبيرة مخصصة للمتحف لان الخيمة الحالية لا تستوعب كل المواد والمقتنيات التراثية التي أمتلكها".

وأكد صاحب المتحف أن "هواية جمع المقتنيات التراثية والمواد القديمة الثمينة تعد من أصعب الهوايات، ولذلك هي قليلة الممارسة في العراق خلال المرحلة الحالية، وخير دليل على ذلك ندرة المتاحف والمعارض الشخصية التي يفترض أن يقيمها الهواة، فضلاً عن عدم تنظيم مزادات لتجارة المقتنيات التراثية الثمينة"، مضيفاً أن "الكثير من تلك المواد وجدت طريقها خلال العقدين الماضيين الى خارج العراق، ونسبة كبيرة منها تم تصديرها الى دول الخليج بواسطة تجار محليين".

وتبدو الخيمة المتحف مزدحمة بأباريق نحاسية ومناضد وصناديق خشبية مزخرفة وأدوات طبخ بدائية وأجهزة مذياع وتلفاز وآلات موسيقية وساعات وأسلحة نارية وسيوف وخناجر قديمة، فضلاً عن جوازات سفر ومخطوطات ونقود وطوابع عراقية تعود الى مراحل مختلفة، وكذلك صور فوتغرافية لشخصيات وأماكن وأحداث إستقرت في ذاكرة التاريخ، وبعض المقتنيات لا تبدو ذات قيمة مادية لكنها تذكر الزائرين بزمن مضى يعد أقل مرارة من حاضرهم، بما فيها علب فارغة لمنتجات غذائية وعطور ومشروبات كانت رائجة محلياً، ومنها على سبيل المثال زجاجة حليب (أبو غريب)، كما يضم المتحف منتجات مصنعة يدوياً بإتقان من قصب الأهوار وسعف النخيل، ومعظمها عبارة عن سلال وحصائر ومراوح يدوية.

وعند سؤال صاحب المتحف عن القطعة الأحب إليه بين الموجودات حاول أن يكون دبلوماسياً عندما قال "كلها جميلة وتستحق العرض"، وبعد تكرار السؤال عليه بصيغة مختلفة أجاب بصوت خافت "انها (الدشداشة) التي كنت أرتديها وأنا في عمر ستة أشهر"، ومن الأشياء الأخرى التي تسربت سهواً أو أقحمت عمداً تحت عنوان التراث الشعبي المحلي صورة جدارية قديمة الطبع يظهر فيها الزعيم النازي أدولف هتلر وهو يرتدي بزة عسكرية.