النزوح أسوأ حلقة في مسلسل اجتياح "داعش" لعدة مدن في العراق، لشمولها آلاف الأسر من دون حل ينهي معاناتها، خاصة مع حلول عيد الأضحى وحرمانهم من لذة الفرح في المنزل وسط الأهل.
السومرية نيوز / الأنبار
النزوح أسوأ حلقة في مسلسل اجتياح "داعش" لعدة مدن في العراق، لشمولها آلاف الأسر من دون حل ينهي معاناتها، خاصة مع حلول عيد الأضحى وحرمانهم من لذة الفرح في المنزل وسط الأهل.
وعلى عكس المصائب الأخرى التي جلبها التشدد، يبدو النازحون في الانبار الأكثر تضرر ماديا ومعنويا، وإن قدمت لهم بعض المساعدات، في إشارة إلى عدم ارتياحهم الشديد ورغبتهم الجامحة بالعودة الى مناطقهم ومنازلهم بأسرع وقت وبأي وسيلة، فلا لذة للعيد لديهم وسط "البؤس" الذي يعيشونه، بعد أن مضى على نزوحهم قرابة العشرة أشهر.
ويقول حاتم الدليمي (45 عاما) وهو احد النازحين الذين يسكنون في مدرسة في قضاء هيت (70 كم غرب الرمادي) مع أسرته المكونة من خمسة أفراد، إن "علماء الدين وشيوخ العشائر يقدمون المساعدات الإنسانية والغذائية لنا لكنها لا تفي بالغرض وليست مستمرة".
ويؤكد الدليمي أنه لا يملك أي مال لسد حاجات أسرته، لافتا الى أنه لم يتمكن من شراء ملابس جديدة لأسرته لهذا العيد والعيد الذي سبقه.
ويعرب الدليمي عن رغبته الكبيرة بالعودة الى منزله في الفلوجة، الذي لا يعرف شيئا عنه منذ تركه قبل ما يناهز التسعة أشهر بسبب المعارك والقصف، ويدعو الحكومة الى "الإسراع بتطهير مناطقهم التي يسيطر عليها الإرهابيون، كي يتسنى لنا العودة".
أما النازح محمود الفلوجي (50 عاما)، فهو يعتبر بقاء النازحين في المخيمات "إهانة لهم"، ويطالب مجلس محافظة الانبار بـ"إعادة النظر في وضعهم المعيشي".
ويوضح الفلوجي أن "الأسر النازحة والمهجرة لا تعلم متى يأتي العيد ومتى يذهب بسبب انشغالها بالحياة الصعبة والمعاناة الكبيرة الناجمة عن عدم وجود عمل ومال ولا حتى مواد غذائية".
ويناشد الفلوجي الأمم المتحدة والمنظمات بـضرورة إيصال المساعدات لنا وإنقاذنا"، في إشارة الى "اليأس" من الوعود الكثيرة للحكومة المحلية بالعمل على إعادتهم الى منازلهم.
ويسترسل الفلوجي قائلا "كنا في السابق عندما يأتي العيد يفرح صغيرنا وكبيرنا ونذهب مع أسرنا للتسوق، أما اليوم فلم نفرح مثلما كنا في السابق بسبب وضعنا المأساوي المزري".
ويقول نازح آخر، وهو مروان سالم، إن "النزوح سلبنا لذة العيد"، متسائلا "ما ذنب الأطفال أن لا يفرحوا بالعيد، بسبب الحرمان والمرض؟".
ويلفت سالم الى أن "عودتي مع أسرتي المكونة من ستة أفراد الى منزلنا في مدينة الفلوجة، تعد اكبر فرحة بمناسبة العيد المبارك، إن تمت"، داعيا المسؤولين الحكوميين الى "المجيء في المخيمات التي نسكن فيها منذ عشرة أشهر".
وكان مجلس محافظة الانبار طالب، في (27 أيلول 2014)، مجلس النواب باستجواب وزارة المهجرة والمهجرين لعدم صرفها المبالغ المخصصة للأسر النازحة لمدة خمسة أشهر، فيما أكد أن أغلب الأسر النازحة داخل المحافظة لم تتسلم لغاية الآن أي منح مالية من الوزارة.
ويشهد العراق وضعا أمنيا استثنائيا منذ (10 حزيران 2014)، حيث تتواصل العمليات العسكرية الأمنية لطرد تنظيم "داعش" من المناطق التي ينتشر فيها في محافظتي نينوى وصلاح الدين، بينما تستمر العمليات العسكرية في الأنبار لمواجهة التنظيم، ونتيجة ذلك شهدت البلاد اكبر موجة نزوح في تاريخ العراق الحديث.