إعلان ميثاق للصلح العشائري في البصرة برعاية سياسية للحد من النزاعات

السومرية نيوز/ البصرة
أعلن حزب الفضيلة الإسلامي في البصرة، الثلاثاء، توقيع العشرات من شيوخ عشائر محافظات البصرة وميسان وذي قار على ميثاق يهدف الى الحد من الأعراف العشائرية المنافية للقانون وتحجيم النزاعات العشائرية المسلحة بعد تفاقمها في الآونة الأخيرة.

وقال أمين حزب الفضيلة الإسلامي في البصرة محسن حامد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "إشتداد النزاعات العشائرية المسلحة في المحافظة وبلوغها مرحلة تهديد السلم الأهلي هو الذي دفعنا الى عقد مؤتمر موسع شارك فيه العشرات من شيوخ عشائر محافظات البصرة وميسان وذي قار"، مبيناً أن "المؤتمر الذي عقد في المركز الثقافي النفطي تمخض عن توقيع وثيقة محرم الحرام للإصلاح العشائري، وهي ترتكز على ستة بنود على الموقعين الإلتزام بها، أهمها عدم تصعيد الخلافات العشائرية وحلها سلمياً عن طريق المحاكم المختصة، وعدم الدفاع عشائرياً عن الخارجين عن القانون، وبخاصة المتهمين بالإرهاب وسرقة المال العام، فضلاً عن إلغاء المظاهر المسلحة وعدم اللجوء الى إطلاق النار العشوائي أو قطع الطرق عند حدوث صراعات عشائرية".

ولفت حامد الى أن "الحزب قرر تشكيل لجنة مركزية للإشراف على تنفيذ الميثاق والإلتزام به منها تتفرع ثلاث لجان في محافظات البصرة ميسان وذي قار"، معتبراً أن "المؤتمر يعد خطوة جادة باتجاه الحد من النزاعات العشائرية".

بدوره، قال مسؤول التنظيمات العشائرية في الحزب الشيخ جاسم شمخي الخفاجي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "أحد أبرز أسباب تفاقم ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة في البصرة وجود أشخاص متمردين على الأعراف العشائرية لا يمتثلون لقرارات شيوخ عشائرهم"، معتبراً أن "من الأسباب الأخرى عزوف القوات الأمنية أغلب الأحيان عن فض النزاعات المسلحة، إضافة الى عدم محاسبة المتسببين بها والمشاركين فيها والمحرضين عليها".

من جانبه، قال عضو مجلس محافظة البصرة نشأت المنصوري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "النزاعات العشائرية المسلحة أصبحت تمثل أكبر تهديد للوضع الأمني في المحافظة، وهي تقلقنا أكثر من الإرهاب لأن الاعتداءات الإرهابية نادرة الحدوث نتيجة عدم وجود حواضن للإرهاب في البصرة"، مضيفاً أن "عشائر البصرة تمتلك أسلحة أكبر وأكثر مما تمتلكه القوات الأمنية في المحافظة، ومن دون تعاون العشائر يصعب التخلص من النزاعات العشائرية المسلحة".

يذكر أن محافظة البصرة شهدت بعد عام 2003 الكثير من النزاعات العشائرية المسلحة التي استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفرت تلك النزاعات عن مقتل وإصابة المئات، وأغلبها جرت أحداثها في مناطق ريفية تقع شمال المحافظة، وهو ما دفع بقيادة فرقة المشاة الرابعة عشر في عام 2007 الى إنشاء (مضيف) تقليدي من القصب داخل أحد معسكراتها من أجل التعامل مع أطراف النزاعات العشائرية، وفي عام 2008 إنحسرت تلك النزاعات الى أدنى مستوى، ثم عادت مطلع العام الحالي وإنتشرت بكثرة بعد منتصف العام، بحيث لا يكاد يمر يوم إلا وحدث فيه إطلاق نار أو تم تفجير قنبلة على بيت شخص ما بسبب نزاع عشائري، وقد أعلنت الحكومة المحلية قبل أشهر قليلة عن تشكيل لجنة برئاسة المحافظ لحل النزاعات العشائرية المعقدة، ثم أعلنت عن تشكيل قوة أمنية وصفتها بـ"الضاربة" للتعامل مع النزاعات الخارجة عن السيطرة.