السومرية نيوز/ بغداد
أب وأم و جمع من الرجال .. احتشدوا أمام منزل، منهم من يشكك ومنهم من لديه آمل برجوع شاب مختطف بعد دفع فدية كبيرة، ليبقى السؤال حتى لدى عودته، "هل سينتهي الأمر عند هذا الحد؟" أو "متى سنمشي دون خوف؟".
"السومرية نيوز" حضرت إلى منزل أسرة أختطف أحد أبنائها، التي رفضت مطلقا ذكر مكان المنزل أو أي اسم من الحاضرين حفاظا على سلامة ولدهم، الصمت يخيم على المكان بعد حلول منتصف الليل، يخترقه صوت الأم المفجوعة، والتي لا تريد شيئا سوى رؤية ولدها يمشي أمامها، ملامح وجه الأب تحكي قصةَ انتظار دامت أكثر من أسبوعين، أرهقهم فيها الخاطفون بطلب الفدية والتهديدات، فازداد خوفهم عند سماع حالات مشابهة قتل فيها شبان رغم دفع الفدية، لا حول ولا قوة لهم إلا الدعاء.
في تلك الليلة القاسية، وصل المختطف فعلا بعد دفع فدية قدرها 30 ألف دولار استدان الوالد ثلثيها، وكادت الأم أن يغمى عليها من شدة الفرح، بينما أطلق الأب العنان لدموعه، لكن ذلك الحادث لم يترك لهم المجال للبقاء في منزلهم خشية على مستقبل أولادهم، هم يتمنون خلاص البلد من عصابات الخطف والابتزاز، هذا باختصار حال من التقتهم "السومرية نيوز" في منزل عاش تجربة قاسية مع أحد حوادث الاختطاف، كما أعربوا بعفويتهم عن رغبتهم بمكان أكثر أمناً.
الشاب المختطف بدا منهكا، وعانق والديه بحرارة، بينما بالكاد يستطيع الكلام، أكد أنه سيهاجر العراق بأي وسيلة، مكتفيا بالقول "كتب لي عمر جديد، ونجوت من أناس عديمي الضمير".
القضية على طاولة لجنة الأمن النيابية
ويقول عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية ماجد الغراوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الكثير من العصابات الإجرامية استغلت الوضع الأمني الحالي، وقامت بعمليات سطوا مسلح وسرقة أموال بارتداء زي القوات الأمنية والحشد الشعبي"، مؤكدا أن "تلك العصابات نفذت عمليات اختطاف لمواطنين أبرياء وطالبت ذويهم بفديات مالية مقابل إطلاق سراحهم".
وأضاف الغراوي، أن "لجنة الأمن والدفاع النيابية ناقشت قضية اختطاف المواطنين وسرقتهم خلال استضافتها لبعض القيادات الأمنية في قاطع عمليات بغداد".
أما النائب عن اتحاد القوى العراقية مطشر السامرائي، فهو يرى، أن "أبناء الشعب يدفعون الكثير وأصبحوا ضحية الإرهاب الأعمى"، مبينا أن "الأجهزة الأمنية عليها أن تأخذ دورها في هذه القضية وإبعادها عن القضايا السياسية".
وطالب السامرائي القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بـ"تفعيل الجهد الاستخباراتي وإعطاء مكافأة لمن يبلغ على العصابات التي ترعب المواطنين الأبرياء وتختطفهم".
وأشار السامرائي في حديثه لـ"السومرية نيوز"، الى أن "العصابات الإجرامية استغلت الوضع الحالي، وقامت باختطاف العديد من المواطنين ومطالبة ذويهم بدفع أموال طائلة"، مشيرا الى أن "بعض المختطفين قتلوا وتم رميهم بالشوارع رغم دفع الفديات، وهذه جريمة بحق الإنسانية".
خلية متخصصة لمكافحة جرائم الاختطاف
وفي ذات السياق أكد المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن، في حديث لـ"السومرية نيوز"، "تشكيل خلية للعمل على الحد من ظاهرة الخطف المتكررة داخل بغداد، بتوصية من وزير الداخلية ومتابعة من قبل قائد عمليات بغداد"، مشيرا الى وجود "نشاطات مستمرة لمكافحة ظاهرة الخطف بكل من جانبي الكرخ والرصافة في بغداد".
وأشاد معن بـ "دور الشرطة الاتحادية والجيش اللذان يعملان على القبض على عدد كبير من عصابات الخطف والتسليب"، موضحا أن "للمواطن دور فاعل بمساعدتنا بذلك من خلال إعطاء المعلومات والإخبار عن أي حالة بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني للحد من انتشار هذه العصابات والقضاء عليها".
وكانت قيادة عمليات بغداد أعلنت، في (19 آب 2014)، عن تشكيل خلية مختصة لمتابعة حالات الخطف في العاصمة بالتعاون والتنسيق مع جهاز الأمن الوطني.
يذكر أن العاصمة بغداد تشهد أعمال عنف بشكل شبه مستمر، تتمثل بتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة ولاصقة، تسفر عن مقتل وإصابة العشرات من المواطنين وعناصر الأجهزة الأمنية، فضلا عن حصول حوادث أخرى تحمل طابعا جنائيا، الى جانب حوادث اختطاف بهدف الحصول على فديات مالية.