ملثمون يمنعون مرور السائقين الكُرد الى بغداد ويمنحون نصف أجورهم لآخرين يكملون الطريق

السومرية نيوز/ بغداد
وسط سيارات الأجرة الفخمة المصطفة في كراج بغداد جنوبي أربيل يجلس آشتي عبد الرحمن 55 عاما متأملاً المسافرين بعين من عدم الرضا بعد أن حرم من الوصول الى بغداد منذ أيام.

بين تلال حمرين وقضاء العظيم حيث يمر الطريق الواصل بين بغداد ومدن إقليم كُردستان، فرض واقع جديد تمثل بانتشار مسلحين ملثمين يأخذون على عاتقهم منع السائقين الكُرد من المرور عبر الطريق وإنزال المسافرين من سيارات الأجرة التي تحمل لوحات أرقام أربيل ليكملوا الطريق عبر سيارات أخرى، ومن بين هؤلاء السائقين عبد الرحمن.

ويقول عبد الرحمن لـ"السومرية نيوز"، بنبرة خشنة لا تخلوا من شدة الانفعال، إن "ملثمين مسلحين باتوا يمسكون الطريق الواصل لبغداد بين قضاء العظيم وتلال حمرين"، موضحا أن "أولئك الملثمون يأخذون نقودا من السائقين الكُرد على وجه التحديد ويرغمونهم على الرجوع أدراجهم، بعد إنزال المسافرين منهم وإركابهم في سيارات أجرة أخرى تتولى إيصالهم الى بغداد".

ويضيف عبد الرحمن الذي بدا عصبيا لما لحق به من ضرر، أن "الملثمين لم يكتفوا بمنع مرور السيارات التي تحمل لوحات أربيل، وإنما يمنعون الأشخاص الذين يحملون نفوس المحافظة أيضا".



وبحسب تفسير معظم السائقين الذين جرى منعهم، فإن الأمر على ما يبدو ينطلق من مبدأ المعاملة بالمثل، لكن من خلال جهات غير رسمية، أرادت معاملة الكُرد بذات الطريقة التي يعامل بها العرب عند دخولهم الى أربيل ومحافظات كُردستان الأخرى.

ويقول فَرمان ماهوش، وهو اسم مستعار لسائق كُردي آخر في العقد الثالث من عمره، إن "سائقي سيارات الأجرة التي تحمل لوحات أربيل يواجهون مشكلة في المنطقة المحصورة بين العظيم وتلال حمرين، تتمثل بوجود ملثمين مسلحين يمنعونهم من المرور الى بغداد"، موضحا أن "المسلحين يصادرون نصف أجرتهم ويمنحونها الى سائقين آخرين يقومون بنقل المسافرين في تلك السيارات لإكمال طريقهم الى العاصمة".

ويرى ماهوش، أن "ذلك التطور في الأحداث ينطلق من مبدأ المعاملة بالمثل، لأن الكرد يمنعون العرب من دخول محافظات الإقليم".

ودعا ماهوش حكومة المركز الى ضرورة "تشكيل وفد مختص يتوجه الى إقليم كردستان من اجل تسوية المسألة وإيجاد حلول فاعلة لها"، لافتا الى أن "سائقي الأجرة من كلا الطرفين تضرروا وقطعت أرزاقهم".

وكان قائممقام محافظة السليمانية أوات محمد أكد، الأحد (19 تشرين الأول 2014)، أن الإجراءات المتخذة في مداخل مدن إقليم كردستان جاءت للحفاظ على الأمن ومنع حدوث خروقات أمنية، معتبرا سحب هويات الأحوال المدنية بالنسبة للعرب عند نقاط تفتيش الإقليم إجراء روتينيا، فيما دعا الى عدم التذمر منها لأن البلاد في حالة حرب.

يذكر أن عدة من مواطنين من القومية العربية اشتكوا من سحب هويات الأحوال المدنية الخاصة بهم عند محاولتهم دخول محافظات إقليم كردستان عبر منافذها الرسمية، وإجبارهم على العودة من حيث جاؤوا بأسلوب "خشن" من قبل منتسبي القوات الأمنية الكردية، والعديد من هؤلاء لم يتمكنوا من استرداد هوياتهم رغم وعود من السيطرات الأمنية الكردية بإرسالها الى أماكن محددة.