أكد اهالي قرى سنسل شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى، الخميس، بأنهم ضحايا ما سموهم بـ"اصحاب الرايات السوداء" وسط تخاذل الساسة عن دعمهم في اصعب ازمة يمرون بها، فيما عبر البعض عن خشيته من دوامة ثار تبيد نسلهم كونهم المشتبه الاول به في قتل العشرات من المدنيين ومنتسبي القوى الامنية.
السومرية نيوز/ بغداد
أكد اهالي قرى سنسل شمال شرق بعقوبة مركز محافظة ديالى، الخميس، بأنهم ضحايا ما سموهم بـ"اصحاب الرايات السوداء" وسط تخاذل الساسة عن دعمهم في اصعب ازمة يمرون بها، فيما عبر البعض عن خشيته من دوامة ثار تبيد نسلهم كونهم المشتبه الاول به في قتل العشرات من المدنيين ومنتسبي القوى الامنية.
ويقول عمر احمد الجبوري من اهالي قرى سنسل، (48 كم شمال شرق بعقوبة)، وهو نازح الى مخيم متواضع قرب بعقوبة، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "اتهام اهالي سنسل بأنهم في المجمل داعمين للتنظيمات المتطرفة أمر غير حقيقي والدليل بأن داعش قتلت اكثر من 15 من الاهالي لحظة اقتحامها للقرى في نهاية حزيران من العام الماضي تحت حجج وذرائع واهية".
ويضيف الجبوري، أن "اهالي سنسل ضحايا لاصحاب الرايات السوداء في اشارة منه الى تنظيم داعش الذي مارس سياسة الترويع والضغط من اجل تجنيد الشباب وجعل مناطقهم منطلقا للموت والخراب"، لافتا الى أن "الاف الاسر نزحت من منازلها لانها لم تكن تقبل ان تكون ادوات داعمة للتطرف".
من جانبه يقر مروان حميد من اهالي سنسل بأن منطقته "كانت معقلا كبيرا لداعش بسبب موقعها الجغرافي"، لافتا الى ان "اغلب عناصر التنظيم كانوا من العرب والاجانب الذين لا يكترثون لمعنى الانسانية ويعدمون أي شخص لمجرد الشك بانه غير موالي لهم".
ويبين أن "اهالي سنسل ينتمون الى عشائر عربية معروفة لذلك حاولوا ان يبعدوا الشر عنهم لكن الظروف لم تسعفهم لذلك نزحت الاف الاسر الى مخيمات ىتنعدم فيها ابسط المقومات ورغم كل ذلك لاتزال تلاحقهم تهمة الارهاب اينما ذهبوا"، مشيراً الى أن "اهالي سنسل يعيشون حاليا ازمة انسانية فاغلب اطفالهم بدون مدارس والفقر المدقع يلتهم اجسادهم في حين انهم كانوا في خير وفير".
الى ذلك ينتقد قاسم محمد وهو نازح من اهالي سنسل، "دور الساسة الذين تخاذلوا عن دعم قضية اهالي سنسل ومناطق شمال المقدادية بشكل عام وتركوهم لمصير حزين".
ويعتبر محمد أن "اهالي سنسل عنوان لمعنى انت مظلوم ومن حولك يعتبرك ظالم"، لافتا الى أن "الحديث عن كوني من سنسل يثير مخاوف من حولي لان منطقتي اخذت بعد كبير في وسائل الاعلام واصبحت احدى اهم مناطق ديالى التي تصدر الموت والقتل".
من جانب آخر يكشف محمود الجبوري وهو نازح من سنسل عن "تعرض بعض الاسر النازحة الى موجات ثار من قبل ذوي ضحايا داعش وقد تتسع الى درجة تبيد نسلنا"، داعيا الى "ضرورة اجراء حوارات للمصالحة الوطنية من اجل بيان بان اغلب الاهالي ليسوا لهم أي يد فيما حصل".
ويؤكد الجبوري عى "ضرورة كشف اسماء الاسر التي دعمت داعش في مناطق سنسل من اجل تبراء بقية الاسر والسماح لها بالعودة الى منازلها"، مبينا ان "تعميم تهمة الارهاب على الجميع ليس عادلا وسيزيد معاناة الاف".
من ناحية اخرى اتهم جاسم كريم "تنظيم داعش والميليشات المتطرفة قتلت بدم بارد مجتمعا عشائريا يمتهن الزراعة منذ قرنين في اشارة منه الى قرى سنسل".
ويضاف أن "حجم الدمار الذي لحق بمنازلنا وبساتين الزراعية ماهول وسنحتاج الى سنين طويلة لتجاوز الازمة الراهنة"، مبينا ان "اهم شي لدينا الان ان نعود لمناطقنا ونحن نامن على ارواحنا من ازيز الرصاص".
وراى كريم "ضرورة ان ينهض شيوخ العشائر بمهمة المصالحة وبيان بان ليس كل من سكن في قرى سنسل تورط بالارهاب فاعداد من دعموا داعش قليل جدا ويمكن ملاحقتهم وفق القانون من اجل اعطاء فرصة للاسر الاخرى البريئة بالعودة من جديد".
وتعد قرى سنسل التابعة لقضاء المقدادية (35 كم شمال شرق بعقوبة) من اهم معاقل تنظيم "داعش" في محافظة ديالى والتي تحررت بعد معارك عنيفة دامت ثلاثة ايام.