تجدد الدعوات في البصرة للاستفادة سياحياً من جبل سنام بصيغة الاستثمار

السومرية نيوز / البصرة
دعا المجلس المحلي في ناحية سفوان الحدودية بمحافظة البصرة، الثلاثاء، الحكومة المحلية في المحافظة الى السعي لتحويل جبل سنام الى منتجع سياحي بصيغة الاستثمار، مؤكدا أن البناء فوق قمة الجبل غير ممكن لأن القمة في ارتفاع مستمر.

وقال رئيس المجلس المحلي للناحية التي يقع فيها الجبل مناضل الجوراني في حديث لـ السومرية نيوز، إن "العديد من رجال الأعمال العراقيين والعرب والأجانب زاروا جبل سنام خلال الأشهر الماضية وأبدوا اعجابهم بالمنطقة لكن من دون أن يقدموا فعليا على انشاء منتجع سياحي في الموقع، ومنهم رجال أعمال من الإمارات"، مبينا أن "تحقيق ذلك الطموح يتطلب تبني الحكومة المحلية بشقيها التنفيذي (ديوان المحافظة) والتشريعي (مجلس المحافظة) لجهود الترويج للمشروع كفرصة استثمارية ثمينة مع تقديم تسهيلات للراغبين بتنفيذه".

وأضاف الجوراني أن "رؤيتنا تقضي بتشجير موقع الجبل ليكون غابة وبناء مرافق سياحية وترفيهية"، مشيرا الى أن "مديرية البيئة في البصرة اعترضت على تلك الرؤية، حيث أكدت وجود عصافير مهاجرة من نوع معين تقصد منطقة الجبل موسميا، وان تشجير المنطقة قد يؤثر سلبا على وفرة التنوع الأحيائي ويتسبب بعزوف العصافير عن بلوغ المنطقة".

وأوضح أن "التحديات الأخرى تشمل عدم امكانية البناء فوق قمة الجبل بالرغم من وجود مساحات منبسطة عليها، وذلك لان القمة ترتفع سنويا بمعدل عدة سنتيمترات، إذ ان الجبل في حالة نمو للأعلى منذ آلاف السنين وفقا لتقارير ودراسات جيولوجية مصدرها جامعة البصرة"، معتبرا أن "من غير المناسب أن يبقى الجبل مهملا، ولا بد من الاستفادة منه سياحيا عن طريق الاستثمار لتحسين الوضع الاقتصادي في الناحية عبر خلق فرص عمل جديدة، وكذلك النهوض بالواقع السياحي المتدهور على مستوى المحافظة".

وأكد رئيس مجلس الناحية التي تتخذ من الجبل شعارا لها، أن "جبل سنام لو كان في مدينة خليجية أخرى لكان من أهم المعالم السياحية في تلك المدينة"، لافتا الى أنه "يشكل ظاهرة طبيعية نادرة في الشرق الأوسط وفريدة من نوعها على مستوى العالم".

من جانبه، قال قائممقام قضاء الزبير طالب خليل الحصونة في حديث لـ السومرية نيوز، إن "الحكومة المحلية ليس بامكانها الاستفادة سياحيا من الجبل بتمويل حكومي، ولذلك تعول على القطاع الخاص في إحياء المنطقة بجهد استثماري"، مضيفا أن "مؤسسات حكومية في مقدمتها هيئة الاستثمار ومديرية حماية وتحسين البيئة وهيئة السياحة والآثار من واجبها التحرك باتجاه اقناع مستثمرين بجدوى تنفيذ مشروع انشاء منتجع سياحي قرب الجبل، مع الحرص على اعتبار المناطق المجاورة له كمحمية طبيعية".

يشار الى أن جبل سنام اكتسب اسمه من شكله شبه البيضوي الشبيه بسنام الجمل، ويبلغ ارتفاعه 152 مترا فوق مستوى سطح البحر، وهو يقع في منطقة صحراوية حدودية متاخمة للأراضي الكويتية، ويبلغ طوله 1700 متر، وعرضه 1200 متر، وله أكثر من قمة، ويضم 64 واديا صغيرا ناشئا عن تساقط الأمطار تسمى أودية عمياء.

وبحكم غرابته الناجمة عن وجوده منفردا وسط أراض شبه منبسطة تمتد لعشرات الكيلو مترات، فقد أثار الجبل قديما العديد من الأساطير التي كانت تتناقلها بعض القبائل العربية، أشهرها ما يفيد بأن (سنام) وعشيقته (طمية) هما جبلان كانا يقعان ضمن سلسلة جبال الحجاز، ولأنهما انزعجا من الجبال الملاصقة لهما، انقطعا عنها واتجها شرقا، ولما وصلا إلى نجد (وسط الجزيرة العربية) توقفت (طمية) وامتنعت عن مواصلة السير لتعبها الشديد، ولم ينفع معها إلحاح عشيقها (سنام) على المضي، فتركها وواصل المسير لوحده، وعندما ابتعد عنها كثيرا ندم على فعلته، واشتاق لرؤيتها فالتفت الى الوراء لعله يراها إلا ان رقبته انكسرت ومكث واقفا في مكانه الى الأبد.

ولا يعتبر سنام الجبل الوحيد الذي يحمل نفس هذا الاسم، إذ يوجد جبل سنام آخر في جنوب اليمن، وكان بحسب مصادر تاريخية يستخدم كسجن قبل الإسلام، والجبل الآخر الذي يحمل اسما مشابها للجبل العراقي هو (سنام سان) الذي يقع ضمن مقاطعة كانغوون في كوريا الجنوبية، ويبلغ ارتفاعه 881 مترا، فيما يعد (خاو سنام) ثالث أكبر جبل في تايلند، ويقع ضمن مدينة تامبون. وأبرز ما يميز (سنام) العراقي هو انه لم يستغل سياحيا أو كمحمية طبيعية أو كمحطة للرصد البيئي، بل كان على مدى أكثر من نصف قرن يستغل لأغراض عسكرية، ولم تزل تنتشر على سفوحه بقايا دبابات ومدرعات ومدافع مدمرة، كما توجد آثار مقالع قديمة للصخور والحصى.