الأزمة المالية تخفي مظاهر عيد الحب في كردستان

شكا عدد من أصحاب محال بيع الورود والهدايا في إقليم كردستان، الأحد، من تراجع مبيعاتهم بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام الماضية نتيجة الأزمة المالية التي يمر بها الإقليم، ما دفع بعض المواطنين إلى شراء الهدايا بـ"الدين" لتقديمها إلى أحبتهم في عيد الحب، في حين رأى آخرون أن الاحتفال بهذه المناسبة لم يكن سوى "تقليد غربي" لا علاقة له بالمجتمع الكردستاني.

السومرية نيوز/ أربيل

شكا عدد من أصحاب محال بيع الورود والهدايا في إقليم كردستان، الأحد، من تراجع مبيعاتهم بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام الماضية نتيجة الأزمة المالية التي يمر بها الإقليم، ما دفع بعض المواطنين إلى شراء الهدايا بـ"الدين" لتقديمها إلى أحبتهم في عيد الحب، في حين رأى آخرون أن الاحتفال بهذه المناسبة لم يكن سوى "تقليد غربي" لا علاقة له بالمجتمع الكردستاني.

وقال صاحب محل لبيع الورود في أربيل ويدعى مسعود محمد في حديث لـ السومرية نيوز، إن "حركة بيع الورود الحمراء شهدت تراجعا ملحوظا في عيد الحب"، لافتا إلى أن "الأعوام السابقة كانت هذه المناسبة تشكل فرصة لبيع المزيد من الورود نتيجة الطلب الكبير عليها".

وأرجع محمد أسباب ذلك إلى "الأزمة المالية التي يعاني منها إقليم كردستان"، مشيرا إلى أنه "قام ببيع بعض الورود والهدايا للشباب بالدين لعدم امتلاكهم المال الكافي".

وعيد الحب أو عيد العشاق أو "يوم القديس فالنتين" مناسبة يحتفل بها العديد من الناس في 14 من شهر شباط من كل عام في مختلف أنحاء العالم، ويعتبر هذا هو اليوم التقليدي الذي يعبر فيه المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقات عيد الحب أو إهداء الزهور أو الحلوى لأحبتهم.

من جانبه، قال الشاب كاروخ عمر وهو من أهالي إقليم كردستان في حديث لـ السومرية نيوز، إن "أغلبية الشباب والشابات لا يملكون المال الكافي لشراء الورود والهدايا بسبب سوء الأوضاع الاقتصادية التي أدت إلى شلل ملحوظ في معظم مفاصل الحياة".

وأضاف عمر، أن "شباب كردستان عملوا على إيجاد بدائل من خلال مواقع التواصل الاجتماعي لتقديم التهاني لبعضهم البعض بمناسبة عيد الحب".

من جهتها، اعتبرت الشابة الكردية جيهان كورماركي أن "الاحتفال بعيد الحب ليس سوى تقليد غربي فقط ولا علاقة له بمجتمعنا"، مستطردة "هذه المناسبة لا تليق بمجتمعنا المحافظ".

وأوضحت كورماركي خلال حديثها لـ السومرية نيوز، أن "التعبير عن المشاعر في مجتمعنا مازال يحمل نوعا من الخجل"، داعية إلى "جعل هذا اليوم يوم المحبة بين الجميع وليس حصرا بين الشباب والشابات".

إلى ذلك، رأى الباحث الاجتماعي بيار والي أن "هناك أهمية للاحتفال بمناسبة عيد الحب كونها توطد العلاقات الاجتماعية"، لافتا إلى أن "نشر ثقافة المحبة تسهم في بناء مجتمع متسامح وخال من الكراهية".

يذكر أن إقليم كردستان يعاني من أزمة مالية حادة بسبب تراجع أسعار النفط والمشاكل العالقة بين بغداد وأربيل بشأن ملفات النفط والموازنة والحرب ضد "داعش" وإيواء أكثر من مليون ونصف المليون نازح ولاجئ في الإقليم.