"الفتوش" اللبناني يشاكس السَلطة العراقية في موائد إفطار النجفيين

السومرية نيوز / النجف
التمر واللبن كانا حاضرين على مائدة إفطار سليم حتى حين قرر كسر الطوق الغذائي العراقي وتجربة وجبات عربية أخذت تنتشر في محافظة النجف مؤخرا.

وفي خطوة أراد بها تغيير الأجواء اليومية في منزله، اصطحب سليم أسرته الى مطعم لبناني في النجف لإنهاء صيامهم فيه بتجربة أطباق غير مألوفة لدى العراقيين.

وعلى مقربة من طاولة سليم، يضع أحد عمال المطعم أطباق "فتوش" و"تبولة" أمام أسرة جاءت هي الأخرى لتتذوق ما ينتجه المطعم اللبناني من مأكولات.

وما أن انصرف العامل حتى بدأت الأم تقلب محتويات الأطباق بملعقتها وترمقها بنظرة فاحصة توحي بأنها تحاول عمل أطباق مماثلة في مطبخها الذي اعتادت أن تقطّع محتويات السَلطة العراقية فيه، والتي يسمونها العراقيون "الزلاطة".

ويقول سليم لـ السومرية نيوز، إن "المطاعم كثرت في السنوات الأخيرة وتنوعت.. العوائل تريد التغيير.. تريد تجربة أكلات جديدة وأجواء جديدة".

وتترامى في عموم مناطق النجف مطاعم سورية ويمنية أيضا تستقطب أهالي المحافظة الذين يتوقون الى الاستمتاع بوجبات جديدة على مذاقهم بعد ساعات من الامتناع عن الطعام والشراب.

ويقول شاب سوري يعمل في أحد المطاعم العربية لـ السومرية نيوز، إن "العراقيين عموما يحبون الأكل العراقي، لكنهم مع ذلك يريدون تجربة أشياء جديدة.. نقدم لهم الفتوش والتبولة ومتبل الحمص والسناك.. يحبون هكذا أشياء".

ولم تكن ظاهرة المطاعم العربية منتشرة بشكل واسع في العراق قبل سنوات، لكن الانفتاح الاقتصادي وتحسن مستوى القوة الشرائية لدى الفرد العراقي ساعد في خلق رغبة بالاستثمار في هذا الميدان.

ويقول سليم إن "تنوع المطاعم وتعددها يعزز الرغبة لدى العوائل في تجربة الطعام اللبناني والسوري، وحتى الطعام الخليجي مثل المندي".

وخلف قدر كبير يتصاعد منه بخار محمل برائحة التوابل، يتحرك طباخ لبناني بسرعة وخفة لكي يواكب سيل الطلبات التي تنهال عليه دون توقف.

وتحدث "الشيف" لـ السومرية نيوز بينما كان يعد طبق مقبلات لبنانية نثر على حافاته حبات زيتون أسود قائلا "العرائيين بيحبو الحلويات كمان.. متل المشبك، معكرون، عوامات، قطايف.. هيك اشيا".

وعندما ظهر أذان المغرب على شاشة تلفاز معلق في إحدى زوايا المطعم، راحت الملاعق تطقطق فوق الصحون معلنة انتهاء نهار آخر من نهارات شهر رمضان.

وحين انتهى سليم من طعامه، اتكأ على مقعده وقال بنبرة متلهفة للطقس الذي يلي الطعام "ربما نتنازل عن الأكل العراقي أحيانا، ولكن الشاي العراقي لن تنازل عنه أبدا".