لماذا لم يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات مطار إسطنبول ؟

2016-07-01 | 03:21
لماذا لم يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن هجمات مطار إسطنبول ؟

في سيناريو مكرر في عدة هجمات "إرهابية" من بغداد وصولاً إلى بروكسل، استخدم تنظيم "داعش" استراتيجية معروفة لتوصيل رسائله، وهي التفجير، ثم إطلاق الحملة الدعائية لإعلان مسؤولية التنظيم عن الهجوم.

السومرية نيوز/ بغداد
في سيناريو مكرر في عدة هجمات "إرهابية" من بغداد وصولاً إلى بروكسل، استخدم تنظيم "داعش" استراتيجية معروفة لتوصيل رسائله، وهي التفجير، ثم إطلاق الحملة الدعائية لإعلان مسؤولية التنظيم عن الهجوم.

وبحسب مجلة Foreign Policy الأميركية، فأن الأمر كان مختلفاً في أعقاب الهجوم الانتحاري الثلاثي على مطار إسطنبول الذي راح ضحيته 43 شخصاً، إذ ظلت الآلة الدعائية لتنظيم داعش هادئة بشكل واضح. ووجّه المسؤولون الأتراك أصابع الاتهام على الفور إلى التنظيم، إلا أن إعلام التنظيم ظل هادئاً، وهو في الحقيقة ما يحدث في كل مرة يوجه له الاتهام فيها بتنفيذ هجوم على الأراضي التركية.

وتنقل المجلة عن خبراء الإرهاب قولهم إن صمت التنظيم بشأن الهجمات في تركيا نابع من رغبته في الحفاظ على دعم المتعاطفين معهم، واستغلال الصراع المرير بين الحكومة التركية والمتمردين الأكراد، وكذلك لتقويض حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي صعد من حملته ضد التنظيم.

وبالتزامن مع تحقيق القوى المدعومة من الغرب لانتصارات في مواجهة تنظيم "داعش"، والتشديد التركي على الحدود مع سوريا، قرر المتطرفون الموالون للتنظيم شن هجمات إرهابية مروعة لرد الضربة لأنقرة.

وقال جون برينان، رئيس وكالة الإستخبارات الأميركية، في تصريح لـ Yahoo News الأربعاء الماضي: "ضيقت تركيا الخناق على عبور المقاتلين الأجانب، كما أن تركيا جزء من تحالف يحارب التنظيم، حيث تسمح باستخدام أراضيها من قبل طيران التحالف، لذلك، هناك الكثير من الأسباب لرد داعش".

ورغم عدم إعلان التنظيم مسؤوليته عن الهجوم، إلا أن هناك مبرراً قوياً للشك في أن تنظيم "داعش" يقف خلف المجزرة، وهو أن الميليشيات الكردية كثيراً ما تستهدف أهداف تابعة للجيش أو تابعة للجهات التي تنفذ القانون في تركيا، كما أن استخدام الأحزمة الناسفة هو من بين الطرق المستخدمة من قبل التنظيم ، بالإضافة إلى أن تكتيك الهجوم – استهداف مطار بأكثر من تفجير انتحاري - يشبه ما قام به التنظيم في مارس/آذار الماضي في مذبحة مطار بروكسل.

إذا كان الأمر كذلك، فهذه ليست المرة الأولى التي يهاجم فيها التنظيم تركيا، فمنذ يوليو/تموز 2015، فقد ربط مسؤولون رسميون في تركيا التنظيم بعدة هجمات انتحارية كبرى في البلاد، وفي كل تلك الهجمات لم يعلن التنظيم مسؤوليته عن ارتكابها.

وعلى النقيض، عندما نفذ التنظيم عمليات انتحارية في باريس وبروكسل، سارعت الآلة الإعلامية للتنظيم لإعلان مسؤوليته عنها، وهو الحال نفسه مع هجمات في العراق، والسعودية، واليمن، وسوريا. لم يتوان التنظيم أيضاً عن ربط نفسه بمنفذي الكثير من عمليات القتل الجماعي في أورلاندو، وفلوريدا، وسان برناردينو، على اعتبار أنهم تابعون للتنظيم.

يقول علي صوفان، وهو عميل سابق بمكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي، ومن أهم الخبراء في شؤون تنظيم القاعدة "في تركيا، يحظى تنظيم داعش ببعض المؤيدين المتشددين داخل تركيا، وهو ما يجعل التنظيم متردداً أمام إعلان مسؤوليته عن الهجمات هناك".

ويقول إيجي سيكين، المحلل بشركة IHS Country Risk للاستشارات الأمنية والاقتصادية، إن التنظيم يحتفظ حالياً بنقطة وصول واحدة للحدود التركية السورية، وأن تقدم القوات الكردية والعربية في مدن مثل منبج والباب يهدد بقطع طريق "داعش" للحدود، وربما يكون هجوم إسطنبول محاولة من التنظيم لتحذير الحكومة التركية من إغلاق ذلك الطريق.

وبتجنُبِ إعلانِ أي مسؤولية عن الحادث، يمهد التنظيم الطريق لتوجيه أصابع الاتهام نحو خصومهم الأكراد الذين يقاتلون ويحققون الانتصارات أمام تنظيم داعش شمال سوريا، وهو ما أكده مسؤول أميركي اشترط عدم الإعلان عن اسمه، قائلاً إن "داعش" يسعى لاستغلال "الصدع بين تركيا والأكراد لدفع أجندته الخاصة".

وكان تقدم الأكراد أمام تنظيم داعش قد سبب عدم ارتياح في أنقرة التي خاضت حرباً أهلية طويلة مريرة مع حزب العمال الكردستاني.

وأعلنت قوات الأمن التركية في يناير/كانون الثاني الماضي، أنها عثرت على جهاز كمبيوتر محمول في أحد المنازل بمدينة غازي عنتاب، وأن الجهاز يخص أحد عناصر تنظيم "داعش"، ويدعى يونس دورماز. وتحدثت الوثائق التي حملها الجهاز عن خطط لضرب 26 هدفاً في البلاد بغرض تأجيج الصراع بين تركيا والمتمردين الأكراد، وزعزعة استقرار البلاد، بحسب ما أكده هارون شتاين، وهو باحث بارز في المجلس الأطلسي.

وقال شتاين في تصريح لمجلة فورين بوليسي "لقد نجحوا في تحقيق الهدفين. ويبدو أنه من مصلحتهم عدم إعلان مسؤوليتهم عن الحادث، حيث يسهم ذلك في تحقيق أهدافهم السياسية، وهي إحداث الفوضى وخلق التوترات العرقية داخل تركيا بحسب ما أشارت إليه الوثائق".

وتركيا تضع على سلم أولوياتها مواجهة نظام الرئيس السوري بشار الأسد والتصدي لأي حركة من شأنها تمكين "حزب الاتحاد الديمقراطي" الكردي السوري المقرب من حزب العمال الكردستاني، على حدودها وزيادة قوته. هذا التوجه التركي وضع أنقرة في موقف دقيق أمام واشنطن التي وافقت ضمنياً على بقاء الأسد في السلطة مبدئياً على الأقل لأن الأولوية الأميركية هي في ضبط السيطرة على تنظيم " داعش" لا في تغيير النظام.

وكانت تركيا بدأت تأخذ من تنظيم " داعش " موقفاً متشدداً عندما استشعرت بخطره عندما أقدم التنظيم على خطف 49 دبلوماسياً تركياً في العراق واستبقتهم أسرى لديها 3 أشهر عام 2014. ففي ذلك العام ضربت تركيا بيد من حديد على حدودها ثم سمحت عام 2015 للولايات المتحدة لشن هجمات جوية على تنظيم داعش من قاعدتها الجوية الضخمة في إنجرليك. وجاء الرد من داعش بإطلاق حرب إعلامية شعواء وحملة تفجيرات في تركيا.

منذ 18 شهراً والتنظيم الجهادي يطلق وينشر المقاطع المصورة الدعائية واحداً تلو الآخر باللغة التركية فضلاً عن غيرها من وسائل الدعاية، يتهم فيها الرئيس التركي وحكومته بخيانة الإسلام بتعاونها مع الولايات المتحدة وإيران. تصاعد كثيراً تركيز هذه الحملة الدعائية على إردوغان وبنت توقعات كثيرة بأن المجموعة ستشن عما قريب هجوماً داخل تركيا حسب ما قاله مايكل سميث الرئيس التنفيذي في مؤسسة كرونوس للاستشارات الأمنية، الذي يتابع الحملات الدعائية الجهادية.

يقول سميث: "نظراً للبعد المسرحي لهذا الهجوم فإن الحسابات الاستراتيجية قد تصب في مصلحتهم وتقوض الثقة بالحكومة التركية".

كانت داعش قبل هجوم يوم الثلاثاء متهمة بتخطيط وتنفيذ 4 تفجيرات في تركيا منذ يوليو/تموز 2015: أحدها في سروج قرب الحدود السورية، و2 في إسطنبول، وواحد في أنقرة راح ضحيته 102 شخص.

استهدفت التفجيرات الأكراد لكي تصب الزيت على نار الصراع بين أنقرة والمتمردين من الأكراد وغيرهم من المواطنين الأجانب كالسياح الألمان والإسرائيليين.

ورغم أن تركيا قد صعّدت من حدة قتالها لداعش وأمطرت المسلحين بوابل من قذائفها الصاروخية على طول الحدود السورية، إلا أنها ما زالت تحجم عن إرسال جنودها إلى سوريا للمشاركة في الحرب على الأرض.

وقال شتاين إن لتركيا جيشاً عرمرماً وقوة عسكرية يحسب لها حساب، لكنها حذرة من أن تُستجرّ إلى رمال متحركة في سوريا تجد فيها نفسها مضطرة لخوض معارك ضد كل من داعش وبشار والأكراد دفعة واحدة ومن دون رؤية طريق واضح للخروج والانسحاب من الصراع.

وختم قائلاً: "لأنها حينئذٍ ستجد نيران الأكراد في الظهر ونيران داعش في الوجه".

>> انضم الى السومرية على واتساب  
+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
بالمختزل
Play
مثنى السامرائي، رئيس تحالف العزم - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
18:00 | 2024-03-27
Play
مثنى السامرائي، رئيس تحالف العزم - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
18:00 | 2024-03-27
أغمض عينيك
Play
أغمض عينيك ١٧ | رمضان 2024
16:00 | 2024-03-27
Play
أغمض عينيك ١٧ | رمضان 2024
16:00 | 2024-03-27
أحمر لو أسود
Play
احمر لو اسود - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
15:00 | 2024-03-27
Play
احمر لو اسود - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
15:00 | 2024-03-27
تل الراهب
Play
الحلقة 17 | رمضان 2024
14:15 | 2024-03-27
Play
الحلقة 17 | رمضان 2024
14:15 | 2024-03-27
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٢٧ اذار ٢٠٢٤ | 2024
13:45 | 2024-03-27
Play
نشرة ٢٧ اذار ٢٠٢٤ | 2024
13:45 | 2024-03-27
من كثر حبي لك
Play
الحلقة ١٧ | رمضان 2024
13:00 | 2024-03-27
Play
الحلقة ١٧ | رمضان 2024
13:00 | 2024-03-27
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 27-03-2024 | 2024
12:30 | 2024-03-27
Play
العراق في دقيقة 27-03-2024 | 2024
12:30 | 2024-03-27
حديث رمضان 2024
Play
غزوة بدر الكبرى - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
12:00 | 2024-03-27
Play
غزوة بدر الكبرى - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
12:00 | 2024-03-27
خل نتصالح
Play
العيشة صعبة! - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
11:00 | 2024-03-27
Play
العيشة صعبة! - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
11:00 | 2024-03-27
جولة رمضانية
Play
حديقة السلاطين اسطنبول - الحلقة 12 | رمضان 2024
09:00 | 2024-03-27
Play
حديقة السلاطين اسطنبول - الحلقة 12 | رمضان 2024
09:00 | 2024-03-27
الأكثر مشاهدة

رمضان 2024

خير وبركة مع العائلة

ندفع ما نسأل
ندفع ما نسأل
نموّن قبل رمضان
نموّن قبل رمضان
نقارن ونشتري من الارخص
نقارن ونشتري من الارخص
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.

برجك للسنة الجديدة

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية