الجبوري: ثورات الربيع العربي انتجت خارطة سياسية جديدة تداخل فيها العنف وتحالفات مضادة

السومرية نيوز/ بغداد
اكد رئيس البرلمان سليم الجبوري، الاحد، ثورات الربيع العربي انتجت خارطة سياسية جديدة تداخل فيها العنف وتحالفات مضادة، فيما دعا الدول الى مواصلة الدعم بمسيرة اعادة اعمار ما دمرته الحرب.

وقال الجبوري خلال كلمة في اجتماع لجنة العلاقات الخارجية البرلمانية التشاوري مع سفراء الاتحاد الاوربي، واطلعت عليها السومرية نيوز، ان "العالم كله يمر الان بمنعطف خطير تعود جذوره الى ثلاثة عوامل اساسية"، مبينا ان "اول هذه العوامل هو ان نهاية الحرب الباردة لم تفرز سلاما حقيقيا، بل انها كبحت الجنوح الى الحرب الساخنة، وابقت العالم على سطح من التوجس والتوجس المضاد، والريب المتضادة والنيات الملتبسة، مما وفر ظروفا مثالية لعودة نزعات الحرب الباردة".

واضاف الجبوري ان "ثورات الربيع العربي التي انتجت خارطة سياسية جديدة تداخل فيها العنف والعنف المضاد، وتحالفات متضادة"، مشيرا الى ان "السلام هو القاعدة الانسانية الامثل وان الحوار هو احد مفاتيحها المهمة، فاننا نرى ان الحوار بصرف النظر عن نتائجه مهم جدا لانه يمنح فرصة البناء على اية مثابة يصل اليها ويقشع غاشيات الحروب التي تمثل اخطر الكوارث التي تشهدها الانسانية".

وتابع الجبوري ان "العامل الثاني هو الارهاب الذي تحول من مشكلة موضعية محددة في جغرافيتها وتاريخها ونظمها السياسية واتجاهاتها الدينية الى مشكلة كونية عابرة للحدود والقارات، وعابرة للديانات والمذاهبن وعابرة للامم والقوميات"، موضحا ان انها "مشكلة قد توفر الحلول العسكرية فرصة لاخمادها هنا او هناك لكنها لا توفر فرصا مبرمة للقضاء عليها، الامر الذي يدعونا جميعا الى البحث في اسباب الارهاب وجذور افكاره والسعي لايجاد برنامج عالمي للحد من خطورته الراهنة وصولا الى القضاء عليه مستقبلا".

واكد رئيس البرلمان ان "العامل ثالث هو الهوة السحيقة في مجالي الاقتصاد والعلوم والتكنولوجيا بين دول العالم، ويعود جذر هذه الهوة الى غياب البرامج العالمية التي تجسرها وتزيل بعض الفوارق من خلال الاستثمار الامثل للموارد المالية والطبيعية والبشرية، والسعي الى اتاحة التكنولوجيا السلمية لمن يستثمرها لاسعاد شعوبه وليس لمن يجعلها مدخلا لاقامة قوة غاشمة يتم استغلالها لتهديد الشعوب والسلام والامن في العالم".

وبين الجببوري ان "السؤال الديمقراطي مازال يمثل اهم الاسئلة التي تؤرق النوع الانساني، وان البحث عن اجابة لهذا السؤال الملح والخيار الانساني الحتمي قد افضى الى عدة انواع من النظم الديمقراطية، بعضها اقترب كثيرا من مفهوم ان الديمقراطية هي سلطة الشعب، وبعضها تعكز على هذا المفهوم وانتج نظاما مضادا للشعب"، داعيا "الاشقاء والاصدقاء الذين شاركونا في معركتنا ضد الارهاب الى مواصلة الدعم لنا في مسيرة اعادة اعمار ما دمرته الحرب، والبناء الرصين لدولة مؤسساتنا الديمقراطية الدستورية".