السلطات الباكستانية تعتقل المرأة الأفغانية الشهيرة التي ظهرت على غلاف مجلة "ناشيونال جيوغرافيك" عام 1985
اعتقلت السلطات الباكستانية المرأة الأفغانية التي اشتهرت بظهورها عام 1985 على غلاف مجلة ناشيونال جيوغرافيك، حين كان عمرها 12 عاما، بتهمة تزوير وثائق هوية.
وتواجه شربات جولا عقوبة السجن 14 عاما، فضلا عن غرامة مالية، إذا أدينت بالتهمة.
وفي حديث مع الشرطي الباكستاني طاهر خان إن شربات جولا التي حصلت صورتها المتميزة التي التقطها المصور ستيف مكوري على لقب " موناليزا الحرب الأفغانية "، احتجزت من منزلها في مدينة بيشاور شمال غربى باكستان.
وأضاف خان أن جولا اتهمت بالحصول على هوية باكستانية بتزوير وثائق على نحو مزعوم وسوف تواجه السجن لما يصل إلى سبع سنوات في حال ثبتت أدانتها.
وأكد اعتقالها مسؤول بوكالة التحقيقات الاتحادية وهي إدارة تتعامل مع قضايا التزوير. وقال عمران للوكالة الالمانية من بيشاور: " داهم فريقنا مع الشرطة منزلها وصادر هوياتها الباكستانية والأفغانية ".
وفرت عائلة جولا إلى باكستان إلى جانب الآلاف من العائلات الأفغانية عندما غزت قوات الاتحاد السوفييتي أفغانستان عام 1979.
وتشن باكستان في الفترة الأخيرة حملة على تزوير وثائق الهوية.
وقال مسؤول في هيئة تسجيل الهويات إن الشرطة الفديرالية تبحث عن ثلاثة موظفين أصدروا وثيقة الهوية لصالح شربات جولا، وقد اختفوا منذ أن انكشفت عملية التزوير المزعومة.
وجاء في صحيفة الفجر الباكستانية أن شربات حصلت على وثيقة هوية لها ولرجلين يدعيان أنهما ابناها.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول في هيئة تسجيل الهويات قوله "إن الرجلين قد لا يكونا ابناها، ولكن هذه الممارسة منتشرة بين اللاجئين الأفغان إذ يسجلون اشخاصا غرباء على أنهم أبناؤهم، بهدف الحصول على وثائق هوية".
وقد التقط صورة "الطفلة الأفغانية" الشهيرة المصور ستيف مكاري عام 1984 في مخيم لاجئين غربي باكستان، خلال الغزو السوفييتي لأفغانستان، وكانت من أشهر أغلفة المجلة منذ إنشائها.
وفي عام 2002، عثر المصور على "الطفلة التي صورها"، بعد بحث دام 17 عاما، وكانت شربات جولا تعيش في قرية نائية بأفغانستان مع زوجها صاحب مخبزة، وبناتها الثلاث.
ويقول مسؤول باكستاني إن الحملة التي تشنها السلطات على تزوير وثائق الهوية في البلاد كشفت 60675 بطاقة مزورة عند غير باكستانيين.
واشارت إحصائيات الأمم المتحدة الأخيرة أن باكستان تؤوي 1.4 مليون لاجئ أفغاني، ويعتقد أن مليون لاجئ غير مسجلين يعيشون أيضا في البلاد.
وبدأت الحكومة الباكستانية العام الماضي حملة إجراءات صارمة على اللاجئين الأفغان الذين يزعم أنهم استخدموا وثائق مزورة للحصول على الجنسية الباكستانية. وهنا ظهر اسم جولا على السطح.
وقالت باكستان إنها تعتزم إعادة كل اللاجئين الذين يقدر عددهم بـ.2.5 مليون لاجئ إلى أفغانستان نظرا لأنهم أصبحوا عبئا " لا يحتمل " على الاقتصاد.