السومرية نيوز/ بغداد
نشر المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية أوفير جندلمان، الخميس، بيانات واحصائيات حول عدد اليهود في الدول العربية قبل هجرتهم إلى إسرائيل التي أقيمت على أنقاض الدولة الفلسطينية في عام 1948، متهماً الدول العربية بـ"معاداة" اليهود ومصادرة ممتلكاتهم دون نشر مستند أو ووثائق رسمية تثبت صحة هذه المعلومات.
وقال "جندلمان" عبر صفحته الشخصية على "الفيس بوك" إن اليوم تستذكر إسرائيل مصير أكثر من 850 ألف يهودي طردوا من البلدان العربية وإيران خلال القرن العشرين، كما زعم أن هذا اليوم يصادف ذكرى مأساة اليهود الذين أجبروا على ترك منازلهم والدول التي عاشوا فيها لمدة لا تقل عن ألف سنة، وذلك بسبب هويتهم اليهودية فقط.
وادعى "جندلمان" أنه تم حرمان الكثير من اليهود من أملاكهم كما عانوا من العنف والاضطهاد، وقال إن قضية نفي جميع الطوائف اليهودية عن الأراضي العربية تعتبر جزءا مهما لا يتجزأ من التاريخ اليهودي المعاصر، مشيرا إلى أنه عند إقامة إسرائيل كان يعيش في البلدان العربية وإيران ما يزيد عن 850 ألف يهودي، وأن هناك أرقاما أخرى تشير إلى أن عدد اليهود يقترب من مليون نسمة.
وقال "جندلمان" إن منطقة شمال أفريقيا هرب منها حوالي 259 ألف يهودي من المغرب، 140 ألف يهودي من الجزائر، 100 ألف يهودي من تونس، 75 ألفا من مصر و38 ألفا من ليبيا. وفى الشرق الاوسط نفي 135 ألف يهودي من العراق، و55 ألف يهودي من اليمن، و34 ألفا من تركيا، و20 ألفا من لبنان و18 ألفا من سوريا، بينما أجبرت إيران 25 ألف يهودي على المغادرة.
وفي العراق، يقول "جندلمان" أنه ذات الطائفة اليهودية التي عاشت هناك لمدة 2600 عام، انطلقت في شهر يونيو سنة 1941 اضطرابات، تسمى بالفرهود، والتي استهدفت اليهود، خاصة في العاصمة بغداد. الجنود والغوغاء الوحشي اعتدوا على اليهود وقتلوا 179 بريئا وجرحوا أكثر من 2100، وأصبح 242 طفل يهودي أيتام. واُحتفل بهذا الاقتحام العنيف في انحاء العالم العربي وفي ألمانيا النازية.
وأشار إلى أنه فى عام 1948 وردا على قرار الأمم المتحدة 181 (الخطة لتقسيم المنطقة ما بين البحر الابيض المتوسط ونهر الأردن لدولتين – عربية ويهودية) شرّعت العراق قوانين التي اعتبرت الصهيونية بمثابة جريمة.
وقال "جندلمان" إن آلاف اليهود أبعدوا من وظائفهم الحكومية وقيّمت منازلهم بقيمة أقل من -%80 من قيمة منازل جيرانهم العرب. وما بين 1948 و-1951 هاجروا أكثر من 120 ألف يهودى من العراق لإسرائيل ليبدؤوا حياة جديدة وهكذا فقدوا هويتهم العراقية وبعد ذلك املاكهم. واليوم الطائفة اليهودية العراقية القديمة غير موجودة.
وزعم "جندلمان" أنه فى مصر خلال الأربعينيات من القرن الماضى ازداد حجم العدوانية ضد الطائفة اليهودية التى كان عددها تقريبا 80 ألف نسمة.
وشرّعت مصر – على حد زعمه - قوانين قيّدت الامكانيات لتشغيل اليهود، وأمرت الحكومة بأن تكون أغلبية حاملى الاسهم للشركات تكون مصرية خالصة، وبعد سحب الجنسية من اليهود فى مصر حرموا من فَقَدَ الكثير منهم أشغاله وأعماله.
وقال إنه خلال حرب 48 اُعتقل يهود كثيرون وتم إرسالهم لمخيمات خاصة بتهمة التعاون مع دولة عدوة. مدعيا قصف معبد يهودي ومنازل ومحلات وقُتل أو اُصيب العديد من اليهود. وهاجر لإسرائيل ما يزيد عن 14 ألف يهودي خلال هذه الفترة.
وأضاف أنه فى الفترة 1948-1958 فرّ أكثر من 35 ألف يهودي من مصر. ولم يكن الاضطهاد المستمر السبب الوحيد لهذه المهاجرة بل أيضا العواطف الصهيونية وإرادة اليهود للعيش فى دولة إسرائيل الصغيرة السن، بحسب "جندلمان" الذي قال إنه هاجر من مصر 38 ألف يهودب إضافي بين 1956 و1968، أي في فترة جمال عبد الناصر، خاصة لإسرائيل لينجو من أشكال الظلم النظامي بما في ذلك المصادرة الحكومية للبيوت والمحلات والاعتقال الاستبدادب لليهود.
واضاف "جندلمان" أن اليهود اليمنيون واجهوا أسوأ اضطهاد لما في 1947، حيث قرر العرب في مدينة عدن أن يضربوا لمدة 3 أيام احتجاجا للقرار الاممي 181 (خطة التقسيم). فأصبح الاحتجاج عنيفا مما أدى إلى ذبح اكثر من 80 يهودي واغتنام ما يزيد عن 100 محل يهودي واحتراق منازل ومدارس وكنس يهودية، بحسب "جندلمان"، الذي ادعى أنها كانت من أعنف الاعتداءات على اية طائفة يهودية في العالم العربي.
وكحل إبداعى للظروف المأساوية التي عاش فيها اليهود اليمنيون، يقول "جندلمان": قامت الحكومة الإسرائيلية بعملية خاصة (1949-1950) نُفّذت عن طريق طائرات امريكية وبريطانية حيث نُقلت الطائفة اليهودية من اليمن لإسرائيل. ونتيجة لهذه العملية نجا اكثر من 47 ألف يهودي من الاضطهاد اليمني وبدأوا حياتهم الجديدة في وطنهم إسرائيل.
وتابع أن الطائفة اليهودية في ليبيا والبالغ عددها 37 الف نسمة عاشت لمدة تزيد عن 2300 عام متمتعين بثقافة مزدهرة، وخلال الحرب العالمية الثانية بعث النظام الليبب أكثر من 2000 يهودب لمعسكرات اعتقالية فب الصحراء، مما أدى إلى موت المئات منهم، وبعد الحرب ونتيجة ازدياد العواطف القومية العربية في ليبيا انطلقت اعتداءات عنيفة على اليهود المحليين حيث قُتل في مدينة طرابلس عام 1945 أكثر من 140 يهوديا كما قُتل 12 يهوديا آخر اثناء اضطرابات لا سامية في 1948 ودُمّر أكثر من 280 منزل، مضيفا انه نتيجة السياسة العدوانية للحكومة الليبية هاجر من ليبيا إلى إسرائيل تقريبا 31 ألف يهودى ما بين 1948 و1951.
وقال "جندلمان": إن اليهود استطاعوا الهجرة من البلدان العربية شغل مناصب مهمة في إسرائيل في الوزارات الحكومية كما في القطاعين العام والخاص ويكوّنوا جزءا لا يتجزأ من المجتمع الاسرائيلي. وآن الأوان أن يسمع العالم قصتهم.