المصارف الأهلية في العراق.. واجهات براقة تخفي الإفلاس والفواتير المزورة

2016-12-18 | 10:07
المصارف الأهلية في العراق.. واجهات براقة تخفي الإفلاس والفواتير المزورة

على الرغم من أن المصارف تعد واحدة من أهم مقومات النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد، لاسيما فيما يتعلق بدعم مشاريع البناء والإعمار، وهذا ما تشهده دول العالم وحتى دول الجوار للعراق، الا أن المصارف الأهلية في العراق التي تمارس عملها حاليا والبالغة أكثر من 44 مصرفا عراقيا و15 مصرفا عربيا وأجنبيا هي مصارف صغيرة ذات رأسمال محدود، وغالبا ما يغلب عليها الروتين والفواتير المزورة والإفلاس ومجالات عمل محدودة ويكاد يقتصر على مزاد العملة الأجنبية.

السومرية نيوز / بغداد
على الرغم من أن المصارف تعد واحدة من أهم مقومات النهوض بالواقع الاقتصادي للبلد، لاسيما فيما يتعلق بدعم مشاريع البناء والإعمار، وهذا ما تشهده دول العالم وحتى دول الجوار للعراق، الا أن المصارف الأهلية في العراق التي تمارس عملها حاليا والبالغة أكثر من 44 مصرفا عراقيا و15 مصرفا عربيا وأجنبيا هي مصارف صغيرة ذات رأسمال محدود، وغالبا ما يغلب عليها الروتين والفواتير المزورة والإفلاس ومجالات عمل محدودة ويكاد يقتصر على مزاد العملة الأجنبية.

مافيات وأموال مهربة

ويقول عضو لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية عبد السلام المالكي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "اغلب الفواتير والسندات التي تقدمها المصارف الاهلية للحصول على العملة الاجنبية من مزاد البنك المركزي هي مزورة ولا تتطابق مع الواقع التي هي تمنح لها لأجل استيراد البضائع"، مؤكدا ان "اغلب هذه الاموال تهرب الى خارج العراق".

ويوضح ان "هنالك بعض الاموال التي تذهب عن طريق التهريب تصل الى جماعات ارهابية لتمويلها ناهيك عن الاستنزاف المقصود لثروات البلد بغية تخريب الاقتصاد المحلي وصولا الى انهياره بشكل كامل"، داعيا الحكومة الى "اضافة بند داخل الموازنة ينظم عملية الاستيراد وإيقاف الاستيراد العشوائي واستيراد المواد الرديئة وإيقاف الهدر باحتياطي البنك المركزي".

ويصف المالكي بعض المصارف الأهلية بـ"المافيات"، ويشير الى أنها "تحارب وتعمل على تشويه سمعة كل من يحاول استهدافها من خلال وسائل اعلام مشبوهة او شبكات عنكبوتية عبر وسائل التواصل الاجتماعي ناهيك عن وجود حيتان فساد واحزاب متنفذة سياسيا توفر الدعم والغطاء لتلك المصارف بغية تنفيذ اهدافها بتدمير اقتصاد البلد".

ويلفت المالكي الى ان "البنك المركزي عمل على وضع اليد والوصايا على بعض تلك المصارف المتلكئة لإعادة تأهيلها لكن بعض تلك المصارف عمدت الى نقل اموالها الى مصارف اخرى للعمل تحت مسميات مختلفة لتضفي عليها سمة القانونية على الرغم من انها تمثل بابا من ابواب الاحتيال".

محال صيرفة

ويقول الخبير الاقتصادي السابق في البنك المركزي باسم عبد الهادي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "المصارف الاهلية اعتمدت على التحوطات في عملها المصرفي ولم تؤد الدور المطلوب لها نتيجة المخاوف الموجودة في السوق، وبالتالي فإن هذه المصارف تحولت الى محال صغيرة اعتمدت في عملها على مزاد العملة وهو ما يعرف بالتسرب الداخلي".

وأضاف عبد الهادي ان "المصارف الاهلية ركزت على تحقيق الارباح من خلال التحوط في عملها والاتجاه الى مزاد العملة للاستفادة من فرق السعر عنه في السوق والذي توسع في الاونة الاخيرة ليصبح الى حوالي عشر نقاط"، مؤكدا ان "هذه الارباح التي يتحصل عليها هذه المصارف من مزاد العملة يجعلها في غنى عن الاتجاه للسوق وتحمل المخاطر والقروض في اطار تقديم الخدمة للمواطن".

من جانبه، يقول الخبير الاقتصادي ضرغام محمد علي في حديث لـ السومرية نيوز، ان "المصارف الاهلية لم تبلغ في مستوى خدماتها المقدمة للمواطن مفهوم المصارف وإنما عملت على شكل محال صيرفة"، مبينا ان "هذه المصارف قامت بتوظيف رؤوس اموالها في عمليات البيع والشراء للدولار واستلام الودائع ووضعها ودائع خزينة لدى البنك المركزي للحصول على فرق الفائدة ولم تقدم خدمات مصرفية بمستوى الطموح".

وتابع ان "تواضع رؤوس اموالها جعلها عاجزة عن اعطاء قروض تدعم التنمية او ان ترسم سياسات تكتسب ثقة العملاء"، لافتا الى ان "سوء تصرف ادارات بعض المصارف ادى الى مشاكل كبرى بأموال المودعين، ما دعا البنك المركزي لوضعها تحت الوصاية".

روتين وإفلاس

المواطن محمد نايف يقول في حديث لـ السومرية نيوز، ان "المصارف الاهلية لا تؤدي عملها بالشكل المطلوب اسوة بباقي دول العالم"، مبينا ان "هذه المصارف عاجزة عن تقديم القروض الكبيرة للمواطنين كشراء المنازل او تمويل مشروع استثماري".

ويضيف ان "العمل الروتيني في عمل هذه المصارف هي نفسها ما موجود في المصارف الحكومية والذي يجعل المواطن يعزف على ايداع امواله فيها".

سالم صالح يقول في حديث لـ السومرية نيوز ان "ما تقدمه المصارف الاهلية هو فقط اغراءات مصرفية وهمية دون تطبيقها على ارض الواقع"، مؤكدا ان "اغلب المصارف الاهلية التي تمنح فائدة عالية للودائع سرعان ما اعلنت عن افلاسها ووضعت تحت الوصايا وبقي المواطن متحيرا في كيفية اعادة امواله".

ويطالب صالح الحكومة والبنك المركزي بـ"منح الرخصة لهذه المصارف حين تكون قادرة فعلا على تقديم الخدمة للمواطن اسوة بباقي دول العالم لا ان يكون كلامها على ورق".
>> انضم الى السومرية علىواتساب

خاص السومرية

اقتصاد

+A
-A
facebook
Twitter
Whatsapp
telegram
Messenger
telegram
Alsumaria Tv
أحدث الحلقات
أغمض عينيك
Play
الحلقة ١٨ | رمضان 2024
16:00 | 2024-03-28
Play
الحلقة ١٨ | رمضان 2024
16:00 | 2024-03-28
أحمر لو أسود
Play
الحلقة ١٨ | رمضان 2024
15:00 | 2024-03-28
Play
الحلقة ١٨ | رمضان 2024
15:00 | 2024-03-28
تل الراهب
Play
الحلقة 18 | رمضان 2024
14:15 | 2024-03-28
Play
الحلقة 18 | رمضان 2024
14:15 | 2024-03-28
من كثر حبي لك
Play
الحلقة ١٨ | رمضان 2024
13:00 | 2024-03-28
Play
الحلقة ١٨ | رمضان 2024
13:00 | 2024-03-28
العراق في دقيقة
Play
العراق في دقيقة 28-03-2024 | 2024
12:30 | 2024-03-28
Play
العراق في دقيقة 28-03-2024 | 2024
12:30 | 2024-03-28
حديث رمضان 2024
Play
التآخي في رمضان - الحلقة ١٨ | رمضان 2024
12:00 | 2024-03-28
Play
التآخي في رمضان - الحلقة ١٨ | رمضان 2024
12:00 | 2024-03-28
خل نتصالح
Play
استدراج وابتزاز عبر التيكتوك - الحلقة ١٨ | رمضان 2024
11:00 | 2024-03-28
Play
استدراج وابتزاز عبر التيكتوك - الحلقة ١٨ | رمضان 2024
11:00 | 2024-03-28
جولة رمضانية
Play
شارع بغداد اسطنبول - الحلقة 13 | رمضان 2024
09:15 | 2024-03-28
Play
شارع بغداد اسطنبول - الحلقة 13 | رمضان 2024
09:15 | 2024-03-28
بالمختزل
Play
مثنى السامرائي، رئيس تحالف العزم - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
18:00 | 2024-03-27
Play
مثنى السامرائي، رئيس تحالف العزم - الحلقة ١٧ | رمضان 2024
18:00 | 2024-03-27
نشرة أخبار السومرية
Play
نشرة ٢٧ اذار ٢٠٢٤ | 2024
13:45 | 2024-03-27
Play
نشرة ٢٧ اذار ٢٠٢٤ | 2024
13:45 | 2024-03-27
الأكثر مشاهدة

رمضان 2024

خير وبركة مع العائلة

نعم حل ممتاز
نعم حل ممتاز
لن تحل المشكلة
لن تحل المشكلة
المشكلة مو بالنقل
المشكلة مو بالنقل
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.
النتائج تعكس آراء المشاركين وليست قياساً للرأي العام.

برجك للسنة الجديدة

إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
إشترك
حمل تطبيق السومرية
المصدر الأول لأخبار العراق
Alsumaria mobile app on Android Alsumaria mobile app on Android
Alsumaria mobile app on IOS Alsumaria mobile app on IOS
Alsumaria mobile app on huawei Alsumaria mobile app on huawei
إشترك بخدمة التلغرام
تحديثات مباشرة ويومية