شذى مطرود، قصّة لاجئة عراقية لا تشبه أي رواية أخرى. تحدّت المرض، تغلّبت عليه وأصبحت اليوم مستشارة ومدربة للاجئين.
شذى مطرود، قصّة لاجئة عراقية لا تشبه أي رواية أخرى. تحدّت المرض، تغلّبت عليه وأصبحت اليوم مستشارة ومدربة للاجئين.
والى جانب قوّتها وعزيمتها، تلقّت شذى دعماَ كبيراً من الدولة التي تقطن فيها حاليًّا وهي أستراليا. ولم تحقق هدفها بسهولة، بل اجتازت الكثير من المطبّات دون أن تسمح للعمى الذي أصاب عينيها، أن يقف حاجزاً أمامها.
في مقابلة إذاعية، روت شذى المحطّات التي مرّت بها قبل الوصول الى أستراليا، وقالت: " كنت أعيش في العراق منذ طفولتي وكان نظري سليم، تخصصت في مجال التجارة ولكن بعد الحرب انتقلت مع عائلتي الى سوريا لمدة ستّ سنوات حيث كانت حياتنا بسيطة".
"بعد الحرب فقدت نظري كلّياً"
وعن سبب إصابتها بالعمى، ذكرت شذى أنها كانت تعيش مع عائلتها في غرفة واحدة في سوريا، "وتعرّضنا للمطاردة وبالتالي كانت حالتنا صعبة وهناك فقدت نظري كلّياً".
اللاجئة العراقية الجبّارة لم تستسلم للمرض، بل حوّلت وجعها الى قوّة للتقدم نحو الأفضل.
شذى تتابع قصّتها قائلةً: " قدّمت مع عائلتي طلب اللجوء الى استراليا لانه لم يكن لدينا أي مكان آخر نلجأ إليه وسمعنا ان هناك دعمٌ كبير للمهاجرين. ومن ثم بدأت أبحث عن معلومات للحصول على مساعدات كي أثبت وجودي رغم أنني فقدت نظري".
"تكلّفت أستراليا حوالي 40 ألف دولار لمساعدتي"
وفي ما يتعلّق بالمساعدات والدعم الذي تلقّته من الدولة الاسترالية، قالت شذى: "فقدت نظري بالكامل وتقدّمت الى لجنة المساعدة في أستراليا، وتدربت سنة في مجال الإرشاد ، وتكلّفت الدولة لتدريبي على القراءة والعمل على الكمبيوتر حوالي 30 الى 40 ألف دولار".
وتابعت: "تعلّمت أيضا اللغة الانكليزية ومن ثم تخصصت في دراسة الـlife coach لإرشاد ومساعدة الآخرين وحصلت على الشهادة".
شذى مطرود.. مستشارة ومرشدة ومدربة للاجئين
وعن نشاطاتها وأعمالها في مجال الـlife coach، لخّصت شذى مهمّاتها بالقول: " بعد أن التقيت بمنظمة الاستقرار الدولية والمعروفة بـSSI ، قدّموا لي الرعاية والمساعدة الكافية وبعض الدعم كي أمارس مهنة الـlifecoach ".
وتابعت: "أقوم بمحاضرات وندوات وورشات تدريبية وبالتالي أتواصل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وأقدم لهم الدعم والمساعدة كي يعيشوا حياة كريمة مليئة بالأمل ويتعلّموا كيفية الاعتماد على أنفسهم، على سبيل المثال كيفية اجراء المقابلات وايجاد فرص العمل ".
اللاجئة العراقية شذى مطرود، أصبحت اليوم متحدّثة باسم الناس المكفوفين وأصحاب ذوي الاحتياجات الخاصّة. فهي الى جانب مهمّاتها المهنيّة، تقدّم لهم القوّة والدعم المعنوي الذي استمّدته من حبّها لنفسها رغم قساوة المرض.
"المجتمع العربي لا يحترم الانسان المعوّق"
وفي الختام، تعتبر شذى أن "المجتمع العربي لا يحترم الانسان المعوّق، ويتعامل معه كأنّه عار أوعبء على محيطه".
وبناءً على ذلك، تمنّت من جميع ذوي الاحتياجات الخاصّة ألاّ يستسلموا وأن يحاولوا دائماً التفتيش على الفرص والأمكنة التي تساعدهم في تخطّي مرضهم، وقالت: "نصيحتي للمعوقين، لا تستسلموا وابحثوا دائماً عن مكان يحترمكم فيه الناس ويساعدونكم لتحويل الإعاقة الى قوّة".