الشاعر نعمة حسن علوان لموقع السومرية: الحب هو "الازميل الحادّ" لمواصلة الحياة

على الرغم من تخصّصه في علوم الزراعة، لم يأسره هذا المجال من ترجمة موهبته الشعرية في مجموعة من القصائد النثرية.
إنه الشاعر العراقي نعمة حسن علوان الذي سبق أن أصدر مجموعتين من القصائد، الاولى بعنوان "بقايا أسئلة " والثانية "مرايا الذاكرة". أما اليوم فقد صدرت المجموعة الشعرية الثالثة له وهي"الكتابة بإزميل حاد" وتتضمن 33 نصا شعرياً.

في مقابلة مع موقع السومرية ، أوضح علوان أن "هذه المجموعة تميزت عن سابقاتها بكونها نصوصًا نثرية خالصة، فلا وجود للنصوص التفعيلية على عكس سابقتيها ( بقايا أسئلة ) و( مرايا الذاكرة ) اللتين جاءتا على نمطي التفعيلة والنثر"، لافتاً الى أن "الكتابة تجربة إبداعية تنمو مع نمو ونضج مسيرة الشاعر" .

الحب..."الإزميل الحاد"

وكشف علوان عن "الإزميل الحاد" في مجموعته الشعرية الثالثة ليتبيّن أنه الحب. وتؤكد قصائده أهمية مواصلة الحياة رغم الخراب الذي تخلفه الحروب، "فلا بد من امتلاك الإنسان لهذا الازميل الحاد كي يحفر الجمال على صخرة العبث والقبح اللذين تصنعهما إرادات الشرّ".

وأعلن علوان في قصائده "انتصار هذا الفرد في نهاية المطاف الذي همشته الحروب والطغاة لأنه فقط يمتلك هذه الإرادة على مواصلة الحفر في حجارة الواقع والتي تبدو له في النهاية مجرد حجارة هشة يمكن تحطيمها بسهولة إذا ما واصل نقش أحلامه بإرادة صلبة وتصميم حاد ".

الشاعر نعمة حسن علوان قرّر منذ وقت مبكر جدا في حياته، أن يكون وفيًا للشعر رغم كل الصعاب التي مرّ بها، والتي حالت دون الإعلان عن كتاباته بشكل رسمي إلا بعد عام 2003.

"الشعر هو الاكسير الذي أتنفس منه"

في حديثه مع موقع السومرية، وصف علوان الشعر بالـ"إكسير" الذي يتفس منه، قائلاً: "الشعر بالنسبة لي هو العمود الفقري لحياتي أو هو الإكسير الذي من خلاله أتنفس وقد أردته أن يكون منفصلا تماما عن سفاسف الحياة وتفاصيلها المرة وغير خاضع لتجاذباتها وتناقضاتها كي أتمكن من قول كلمة الحق دون تأثيرات أو مجاملات ."

وفي سؤال عن المشهد الثقافي العراقي اليوم، رأى علوان أنه "مرتبك خاصة بعد العام 2003 لكني اعتقد أن المرحلة القادمة ستتمخض عن جيل من الشباب سيضطلع بالمسؤولية ويحمل الهم الثقافي بوعي تام مستفيدا من هذا الإرث الثقافي والمعرفي الذي يتميز به العراق".

واعتبر أن "قراءة الشعر قليلة وتكاد تكون معدومة ومقصورة على وسائل الاتصال وهذا له أسبابه لعلّ أهمها عزوف الناس عن القراءة الورقية واللجوء إلى المعلومة السريعة التي وفرتها هذه الوسائل".

أخيراً، لفت الشاعر نعمة حسن علوان الى أنه يحاول في كتاباته أن يصيب الهدف بأقل قدر ممكن من الخسائر ويوجّه ذهن القارئ إلى صميم المشكلة دون أن يشغله بالتفاصيل ويحرك في داخله نوازع الحب والجمال، وقال: " أنا أحاول أن أشرك المتلقي معي في الكتابة والقراءة في أن معا" .