"التدفق البشري" يدق ناقوس الخطر...والعراق في أزمة اللجوء!

على حدود اليونان، نزل اللاجئ العراقي محمد حسن من السفينة، وتمكّن بالكاد من التعريف عن نفسه أمام عدسة الكاميرا، طالباً من المسعفين وهو يلهث كوبًا من الشاي.

"المخرج الصيني يجول في الموصل"

هكذا بدأ الفيلم الوثائقي "Human Flow" أو التدفّق البشريّ من إخراج الصيني آي وي، الذي جال في 23 دولة، بينها العراق وتحديدا الموصل، على مدى عام تقريبًا.

لم يستثنِ أحدًا، فهو صوّر معاناة اللاجئين العراقيين، السوريين، الفلسطينيين، الأفغان، الأفارقة وحتّى اللاجئين الروهينغا، مذكراً بأن أزمة اللجوء لا تنحصر في منطقة معينة من هذا العالم بل يمتدّ إلى أمكان لا يسلّط عليها الاعلام مثل مخيم داداب الواقع في أفريقا والذي يُعتبر المخيّم الأكبر حيث يستقبل الآلاف من اللاجئين.

المخرج آي وي دخل في أبسط التفاصيل من حياتهم، عاش معهم لحظات صعبة لكنها لم تخلُ ايضا من بعض المواقف الطريفة، كعرضه على أحد اللاجئين تبديل جواز سفرهما (على سبيل المزاح)، أو قصّة النمر الذي مرّ في غزة وبدا أنه يعيش في حريّة أكثر من اللاجئين.

"أفدح أزمة انسانية عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية"

"Human Flow " تم عرضه في الصالات اللبنانية بدعوة من مؤسسة Italia Film وبرنامج الامم المتحدة الانمائي UNDP، وقبل افتتاح العرض الأول للفيلم، ألقى المنسق المقيم والمنسق الانساني للامم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في لبنان، فيليب كلمة تحدّث فيها عن رسالة هذا الوثائقي.

واعتبر أنه يبيّن مدى هول مشكلة اللجوء ولا يكتفي بعرض لمحة عامة عن أزمة اللاجئين وتعدادهم أو المناطق التي هربوا منها وإليها، وإنما يشرح بوضوح للعالم بأسره كيف أن اللامبالاة وعدم القدرة على التعبير عن التعاطف هي أخطر الاسلحة على الاطلاق.

كما لفت الى أن "الفيلم يتناول الجانب الانساني للأزمة وما معنى أن تنفصل عن أحبائك وأن يتم تجريدك من كلّ ما تملك".

وبرأيه، سيسمح هذا الفيلم "لكل منّا بأن يصبح شاهدًا على أفدح أزمة انسانية عرفتها البشرية منذ الحرب العالمية الثانية حين تعهدت منظمات وبلدان بالمحافظة على كرامة البشر وأمنهم".

"التدفق البشري يدقّ ناقوس الخطر"

ورأى فيليب أن "رسالة الفيلم بسيطة تبرز أن السبيل الوحيد لفهم الازمة، حتى لا نقول حلّها هو عبر العودة الى الانسانية والى التعاطف والرحمة".

وأضاف: "فالبشر يعرفون بسمات عديدة تشكل جزءاً من ذكائهم. ولعلّ السمة الاهم والاساسية أكثر هي ذاكرتهم الجماعية والفردية".

أخيراً، أكد فيليب أن "هذا الوثائقي يعتبر بمثابة إنذار وتنبيه من الخطر المحدق في المجتمع عندما يصبح غير آبه لمعاناة البشر. فالتجرد من السمات الانسانية يمهّد الطريق الى الوحشية".

وقال: "التدفق البشري يدقّ ناقوس الخطر ويستحدث إنسانيتنا وتعاطفنا لبناء عالم أفضل، إن انسانيتنا هي هويتنا الجماعية".