متقاعدو الموصل والبطاقة الذكية معاناة مستمرة.. ومطالب لا يمكن أن تتحقق

السومرية نيوز / نينوى
المتقاعد محمد حسين هاشم، 70 عاماً، من أهالي مدينة الموصل تعرض لسرقة راتبه التقاعدي مرتين بالقرب من مكتب البطاقة الذكية الـ(كي كارد) المخصص لتسليم الرواتب في منطقة باب السراي وسط المدينة بسبب زحام المنطقة الخانق.

ويشكوا هاشم وعدد من المتقاعدين والأرامل وكبار السن في مدينة الموصل، ممن يستلمون رواتبهم عن طريق منافذ البطاقة الذكية المنتشرة في الأزقة والأسواق القديمة والمزدحمة، من صعوبة الوصول إلى منافذ تسليم الرواتب، التي تتركز في مناطق وسط الموصل المزدحمة، بالإضافة لعمليات السرقة ومعاناة البعض منهم كونهم من سكان الأقضية والنواحي.

يقول هاشم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الأماكن التي تتواجد فيها مكاتب البطاقة الذكية لتوزيع راتب المتقاعدين في المناطق المزدحمة والأسواق الرئيسية غير مناسب لنا نحن كبار السن، لان الوصول لها صعب بسبب زحام الناس وعربات الحمل"، مشيراً إلى أنه "تعرض للسرقة مرتين بعد استلامه لراتبه التقاعدي بسبب طوابير المتقاعدين على المكتب بالإضافة إلى زحام السوق".

ويطالب هاشم الحكومة المحلية والمسؤولين في دائرة التقاعد بـ"تحويل رواتب المتقاعدين إلى مكاتب خارج هذه الأسواق والمناطق المزدحمة التي يصعب الوصول إليها أو إعادتها إلى المصارف كما كان في السابق".

المبيت في الموصل لاستلام الراتب التقاعدي

يقول المتقاعد محمود عبد الله، 65 عام، يسكن في ناحية ربيعة، (110 كم شمال غرب الموصل)، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إننا "مجموعة من المتقاعدين نقطع كل هذه المسافة إلى مدينة الموصل لاستلام رواتبنا التقاعدية"، مبيناً أننا "نضطر إلى المبيت في الموصل في بعض الأحيان بسبب انقطاع شبكة الانترنت عن مكتب البطاقة الذكية أو وجود خلل في الجهاز".

ويطالب عبد الله الحكومة والمسؤولين في محافظة الموصل بـ"وقف معاناتنا وفتح منافذ لسكان الأقضية والنواحي كل حسب سكنه، لأننا ذقنا المرارة ".

من جهته، يقول أحد المتقاعدين من الجيش السابق ويدعى مهدي باسم، 69 عام، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "وجود مكاتب صرف البطاقة الذكية في الأزقة الضيقة والأسواق المكتظة مثل سوق باب السراي يحملنا عبء كبير لأننا لا نتمكن من الوقوف وسط الزحام الخانق"، مشيراً إلى أن "عربات الحمل تأتي المحملة بالبضائع وتدفعنا إلى جانب الجدار وفي بعض الأحيان تمزق ملابسنا".

ويعرب باسم عن أمله أن "يقدر المسؤولون كبر أعمارنا وعدم قدرتنا على تحمل عناء الذهاب لاستلام رواتبنا ويخرجوا هذه المكاتب إلى أماكن واسعة وبعيدة عن زحام الأسواق".

واعتبرت دائرة التقاعد في محافظة نينوى أن شمول المتقاعدين بالبطاقة الذكية الـ(كي كارد) لاستلام رواتبهم خطوة جيدة أقدمت عليها وزارة المالية ودائرة التقاعد العامة من اجل تخفيف العبء عنهم وذويهم من اجل استلام رواتبهم ومستحقاتهم المالية من أي منفذ قريب عليهم، فيما أشارت إلى وجود بعض الإخفاقات التي حصلت بسبب عدم إمكانية تغيير مفردات رواتب المستفيدين من هذه الخدمة لوجود خلل في عمل الشركة التي جهزت البطاقة الذكية.



إخفاقات سببها الشركة التي جهزت البطاقة الذكية

ويقول مدير عام دائرة تقاعد نينوى وليد قاسم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "دائرة التقاعد ستقوم خلال شهر آب المقبل بإطلاق إصدار البطاقة الذكية إلى المتقاعدين المشمولين بها والذين لم يستلموا البطاقة الذكية حتى الآن"، مبيناً أن "الدائرة اختزلت الكثير من الروتين عن طريق استخدام الطرق الالكترونية في المراسلات والبريد من اجل تخفيف العبء عن المتقاعدين والأرامل".

ويضيف قاسم أن "دائرة التقاعد وبالتعاون مع المصرفي الرشيد والرافدين افتتحت منافذ معينة لتسليم رواتب المتقاعدين عن طريق البطاقة الذكية الـ(كي كارد) وتمت مراعاة قرب هذه المنافذ من سكن المتقاعدين"، مشيراً إلى أننا "نتجه نحو انجاز المعاملات والإجراءات الإدارية عن طريق الحكومة الالكترونية".

ويشير قاسم إلى أن "30% من هذه المنافذ تقع في وسط سوق باب السراي وفي منطقة البورصة في الكورنيش، وسط الموصل، اما ما نسبته 70% من المنافذ موزعة على بقية مناطق الموصل"، معتبراً أن "شمول المتقاعدين بالبطاقة الذكية خطوة جيدة اقدمت عليها وزارة المالية ودائرة التقاعد العامة من اجل تخفيف العبء عن المتقاعدين وذويهم من اجل استلام رواتبهم ومستحقاتهم".

وفي ما يخص المعوقات والمشاكل التي يعاني منها المتقاعدون والمستفيدون من نظام البطاقة الذكية الـ(كي كارت)، أكد مدير دائرة تقاعد محافظة نينوى أن "هنالك بعض الإخفاقات التي حصلت بسبب عدم إمكانية تغيير مفردات التي طرأت على بعض رواتب المتقاعدين"، مشيراً إلى أن "الخلل يكمن في الشركة التي جهزت البطاقة الذكية والتأخر في إدخال المتغيرات على حاسبات الشركة".

ويوضح قاسم أننا "لم نحدد مواقع المنافذ الخاصة بصرف البطاقة الذكية كون هذه المنافذ موجودة ومعتمدة من قبل المصرفي الرشيد والرافدين وحاصلة على رخص رسمية من وزارة المالية ومعتمدة، وهي بالسابق كانت مخصصة لبيع وشراء العملة الأجنبية"، مؤكداً أن "تغيير مواقع هذه المنافذ او منح الرخص لها هي مسؤولية وزارة المالية والمصارف، ومهمتنا تزويد الجهة المسؤولة عن البطاقة الذكية بمفردات الراتب ومقدارها والعلاوات ان وجدت والاستقطاعات لا غير".

تغيير مكان مكاتب توزيع الرواتب عملية معقدة

ويقول صاحب منفذ للبطاقة الذكية في منطقة باب السراي ويدعى سعد جاسم في حديثه لـ"السومرية نيوز"، أن "المشكلة ليست في موقع المنفذ بل عدم وجود شبكة لأجهزة البطاقة الذكية داخل هذه الأسواق"، مشيراً إلى أننا "لا نستطيع تحويل مكان مكاتبنا إلا بعد الحصول موافقات روتينية طويلة وهي عملية معقدة جداً، وفي نهاية المراجعات قد لا نُمنح إذناً بتحويل مكان المكتب".

ويلفت جاسم إلى أن "الإقبال الكبير من قبل المستحقين سبب الزحام على المنفذ خلال شهر رمضان المبارك ما أدى إلى تأخر صرف الرواتب على مستحقيه"، مؤكداً أننا "قمنا بفتح مكاتبنا حتى في أيام العطل من اجل إكمال توزيع رواتب المتقاعدين مراعاة لكبر سنهم".

من جهته، يقول تاجر لبيع المواد البلاستيكية في سوق باب السراي وسط الموصل ويدعى طالب أبو محمد الجادرچي في حديثه لـ"السومرية نيوز"، إن "وجود منافذ تسليم رواتب المتقاعدين والمستفيدين من البطاقة الذكية في السوق أدى إلى تعطيل عمل اغلب المحال بسبب الطوابير الطويلة من المتقاعدين"، مشيراً إلى أن "السوق مخصص للبضائع والبيع والشراء ودكاكينه صغيرة وأزقته ضيقة وهي لا تناسب أعمال مكاتب البطاقة الذكية".