السومرية نيوز/ الانبار
شغلت زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى محافظة الانبار بال الشارع الانباري، علها تكون بارقة آمل لتخطي الظروف الصعبة التي تشهدها المحافظة بفعل القتال الدائر مع "داعش".
برد وخوف وجوع، ظروف قاسية أعيت ألاف العوائل في الانبار بعد أكثر من 45 يوماً من المعاركة الضارية بين الجيش والعشائر من جهة ومسلحي "داعش"، لتأتي زيارة المالكي التي أعتبرها الكثير من سكان الانبار بداية حل للأزمة بدأ يلوح في الأفق، في حين يرى آخرين أن الحل غير سهل، والزيارة لن تنفع المحافظة بشيء.
باب للحل يبدد اليأس
ويقول رئيس مجلس انقاذ الانبار حميد الهايس الذي حضر الاجتماع مع رئيس الوزراء في قاعدة عين الاسد الجوية غربي الانبار، إن "الزيارة كانت ناجحة، والمالكي منح الانبار ما لم يمنحه أحد قبله".
ويوضح الهايس أن "المالكي وافق على 14 مطلباً تقدم بها وفد العشائر والحكومة المحلية"، مبينا أن "أهل الانبار يشعرون بالارتياح للزيارة، ومتفائلون بحل يعزل داعش عن السكان، وفي حال تلبية تلك الطالب سينتهي كل شيء".
ويؤكد الهايس أن "المالكي منح الانبار ما لم يمنحه لبغداد او البصرة، وهذا الشيء يعد بادرة حسن نية من الحكومة يجب استغلالها".
أما الشيخ جاسم الدليمي أحد شيوخ الدليم بالانبار، فهو يرى أن "الزيارة قد تفتح باباً للحل بعد ان سادت حالة يأس من وجود حل سريع للازمة"، لافتاً الى "أهمية ترميم العلاقة بين الشعب في الانبار وبين الجيش، وهي مهمة مشتركة بين الطرفين".
المحافظة منكوبة والزيارة متأخرة
القيادي في ائتلاف متحدون وليد المحمدي يختلف مع سابقه الهايس، بالقول "كنا نتمنى هذه الزيارة منذ أكثر من عام عندما خرجت التظاهرات السلمية للشوارع في الانبار تطالب بحقوقها"، معتبراً "الزيارة متأخرة جدا، ففي الوقت الذي كان يلقي المالكي خطابه بالقاعدة العسكرية، كان هناك أطفال ونساء ورجال يدفنون في الفلوجة والرمادي".
ويضيف المحمدي أن "المالكي كان يمكنه تجنب خسائر المدنيين والجيش وهذه الحرب منذ البداية، بعد أن وافق على مطالب الانبار"، مبينا أن "الزيارة لن تنفع بشيء، لان المحافظة منكوبة والجميع ناقم على الحكومة".
أما رئيسة لجنة الصحة في مجلس محافظة الانبار أسماء العاني، فذهبت الى ما ذهب إليه المحمدي، واعتبرت الزيارة "فاشلة" وغير مؤثرة على الوضع بالانبار.
وتوضح العاني أن "المالكي لم يجتمع بأهل الحل والعقد الحقيقيين بالانبار، وكان أهالي المحافظة ينتظرون اوامر منه للجيش بعدم استهداف المدنيين وايقاف القصف، لكن ذلك لم يحصل".
المواقف الشعبية بين الترحيب والانتقاد
مواطنون من جانبهم رحبوا بالزيارة، لأن همهم الوحيد هو العودة الى منازل وانتهاء القتال ليعيشوا بسلام، وعلى ذلك يعلق المواطن عبد الله خلف 45 عاماً قائلاً، إن "الحكومة تعلم جيدا أن أهل الانبار ليسوا بداعش او قاعدة، وكما ابتلي أهل الجنوب بالمليشيات المتطرفة ابتلينا نحن بالجماعات المسلحة".
ويلفت خلف الى "ضرورة أن يميز الجيش بين المدني والمسلح في قتاله لداعش، عندها سيرى أن جميع الانبار تقف الى جانبه".
في حين اعتبرت الحاجة خميسة علي 55 عاما الزيارة بمثابة اقتراب لموعد العودة الى المنازل والحياة الطبيعية، مؤكدة أن "الناس يريدون العودة الى منازلهم، لأن البرد والمطر والخوف والجوع لا يقبله أي عراقي لأخيه العراقي".
وتبدي خميسة "أملها بأن تكون الزيارة بادرة خير، لإنهاء كل شيء، وأن تضع الأطراف المتخاصمة حال الناس نصب أعينها".
من جهته يرى المواطن خليل سعدي 43 عاماً، أن "المالكي لم يقدم شيئا لأهالي الانبار بل قدمه للشخصيات الموالية له"، مرجحاً "ذهاب الوظائف التي خصصت لشباب الانبار إلى أقرباء المسؤولين وعناصر احزابهم وكتلهم".
وأكد عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية حامد المطلك، في (15 شباط 2014)، ان زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي الى الانبار ستكون بمثابة "باكورة أمل" لحلحلة الازمة الراهنة، فيما دعا الاخير الى تلبية المطالب المشروعة لاهالي المحافظة.
وكان رئيس الحكومة نوري المالكي زار، أمس السبت، محافظة الانبار برفقة عدد من المسؤولين، وقرر منح رتبة لواء ركن للعميد الركن نومان عبد نجم الزوبعي تقديرا لمواقفه الوطنية في محاربة التنظيمات "الإرهابية".
فيما أكد أن القوات الأمنية وعشائر الانبار حققا نصرا على القاعدة "وداعش والارهابيين"، في حين امر بتكريم عناصر القوات المسلحة في الرمادي، وتعيين 10 ألاف من ابناء عشائر الانبار في صفوف الأجهزة الأمنية.