السومرية نيوز/ نينوى
الظروف غير الآمنة التي يتسم بها طريق بغداد – الموصل، خلقت أجواء من "القلق" وجعلت السفر عبره "مجازفة"، الأمر الذي زاد كثرة الإقبال على التنقل جواً، وبالذات منتسبي الأجهزة الأمنية بعد تكرار استهدافهم في نقاط تفتيش وهمية تتصيدهم أثناء عودتهم لديارهم أو التحاقهم بوحداتهم.
يفضل الجنود ومنتسبو الأجهزة العاملين في الموصل التنقل بالطائرة ذهاباً وإياباً لتجنب طريق طويل محفوف بالمخاطر، ولا يعرفون متى يلقون حذفهم فيه، طالما وجد مايسمى باللهجة الدارجة "العلس"، أي من ينقل الأخبار الى الجماعات الإرهابية لقطع طريق العسكريين وقتلهم في وضح النهار.
تأتي مواعيد الرحلات بما لا يشتهي المنتسبون
وفق ذلك يقول أحمد علي، وهو أحد المسافرين عن طريق مطار الموصل وأحد منتسبي الأجهزة الأمنية، "نحن نفضل السفر جوا، كونه أكثر أمانا بالنسبة لمنتسبي الأجهزة الأمنية".
ويشير علي إلى وجود "مشكلة تتعلق بمواعيد الطيران في مطار الموصل، فهي محصورة فقط في أيام الأحد والثلاثاء والخميس، وتلك الأيام كثيراً ما لا تنسجم مع مواعيد إجازاتهم"، مطالباً وزارة النقل بـ"تسيير رحلات يومية من الموصل الى بغداد من أجل تأمين تنقلهم بسلاسة".
كلفة تذكرة الطيران .. كضريبة تدفع من راتب المنتسب
أما طالب حيدر عبود، وهو منتسب آخر في الأجهزة الأمنية، فهو يشاطر زميله السابق الرأي، داعيا "وزارة النقل الى تخفيض أسعار الرحلات من واحد وخمسين ألف الى مبلغ أقل".
ويبين عبود "أنهم يسافرون أربعة مرات في الشهر الواحد، وهذا الشيء يضر بدخلهم الشهري"، عادا "تكلفة تذكرة الطيران هذه كضريبة يدفعها المنتسب من راتبه الشهري".
وتعد كلفة الطيران المرتفعة "الهاجس" الأكبر لمنتسبي القوى الأمنية، خاصة أن منهم من يحتاج الى السفر الى محافظات أخرى لايوجد بينها وبين الموصل طيران مباشر، كالنجف والبصرة.
وبهذا الشان يقول عبد الحسن محمد منتسب آخر، إن "سكنة محافظة النجف والبصرة يعانون من عدم وجود رحلات جوية مباشرة من الموصل الى النجف و البصرة".
ويشير إلى أنهم "يهبطون في مطار بغداد ومن ثم يستقلون السيارات الى المحافظات الوسطى والجنوبية، الى جانب أجرة السيارة من داخل المطار الى البوابة، والتي تبلغ عشرة آلاف دينار للشخص الواحد، الأمر الذي يثقل كاهلهم".
دعوات لزيادة الرحلات لتلبية الحاجة
ويطالب النائب عن محافظة نينوى زهير الاعرجي، الحكومة المحلية في المحافظة بـ"دعم إدارة مطار الموصل الدولي مادياً ومعنوياً"، لافتا الى "أهمية تخصيص درجات وظيفية للمطار من اجل تسهيل الأمور على المسافرين في التفتيش ومنح التأشيرة".
ويدعو الأعرجي قيادة عمليات نينوى بـ"تسهيل دخول المسافرين الى المطار أكثر مما موجود حاليا، لكون المطار يشهد إقبالا كثيراً على السفر".
وبدوره يؤكد مدير مكتب الخطوط الجوية العراقية في نينوى مجبل حسن، إن "أسعار الرحلات تحددها وزارة النقل، وهي من يملك صلاحية تخفيضها"، مبينا أن "مكتب نينوى قدم طلبا الى الشركة العامة للخطوط الجوية العراقية بتسيير رحلات جوية للخطوط العراقية الى البصرة والنجف فضلا عن مدينة اسطنبول التركية لحاجة ابناء المدينة الى هذه الرحلات، بعد أن ازدادت كثافة الرحلات عن طريق المطار".
وكثيرا ما يشهد الطريق البري الرابط بين بغداد والموصل، قيام مسلحون ينتمون لمايسمى بتنظيم "داعش" بنصب نقاط تفتيش وهمية وتدقيق وتدقيق هويات المسافرين، الأمر الذي أدى الى مقتل العشرات من منتسبي الأجهزة الأمنية، وبالذات في أطراف الموصل الجنوبية، كونها مناطق مترامية الأطراف تتيح المجال للإرهابيين بالحركة واستهداف المسافرين.
يذكر أن محافظة نينوى، ومركزها مدينة الموصل، نحو (405 كم شمال العاصمة بغداد)، تعد من المناطق الساخنة أمنياً، وتشهد عمليات مسلحة بشكل شبه يومي تتمثل بتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة وعمليات اغتيال تستهدف المدنيين والأجهزة الأمنية على حد سواء.