موظفو نفط الجنوب يتظاهرون في البصرة للمطالبة بصرف أرباح متراكمة منذ عام 2010

السومرية نيوز/ البصرة
تظاهر المئات من موظفي شركة نفط الجنوب، الثلاثاء، قرب مقر ديوان الرقابة المالية في البصرة للمطالبة بصرف نصيبهم من الأرباح السنوية بأثر رجعي منذ عام 2010، كما طالبوا وزارتهم بتحسين ظروف عملهم في الحقول والمنشآت النفطية.

وقال أحد منظمي التظاهرة والنشاط النقابي عبد الكريم عبد السادة في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "لجنة منتسبي شركة نفط الجنوب نظمت تظاهرة سلمية أمام مقر ديوان الرقابة المالية في البصرة إحتجاجاً على تأخر الديوان في الموافقة على صرف أرباح سنوية متراكمة لموظفي شركتنا"، مبيناً أن "مئات المتظاهرين طالبوا الرقابة المالية بالكشف عن الأرقام الحقيقية للأرباح التي حققتها شركة نفط الجنوب خلال الأعوام الماضية، ومن ثم الإيعاز لإدارة الشركة بصرف حصة الموظفين من الأرباح بأثر رجعي منذ عام 2010".

ولفت عبد السادة الى أن "الشركة ملزمة بتوزيع 10% من صافي أرباحها على الموظفين، إلا أن الشركة لم تصرف لغاية الآن ديناراً واحداً من الأرباح"، مضيفاً أن "ما دفعنا الى التظاهر قرب الرقابة المالية هو تأخرها في المصادقة على الحسابات الختامية للشركة لاكتشافها أخطاء فيها، وبالتالي لا تستطيع إدارة الشركة صرف الأرباح للمستفيدين".

وأشار عبد السادة الى أن "الموظفين سوف يستمرون بالتظاهر لحين منحهم إستحقاقهم من الأرباح، وتلبية مطالب أخرى من أهمها تحسين ظروف العاملين في الحقول النفطية، فضلاً عن تثبيت المتعاقدين الذين يعملون في الشركة منذ أعوام، خاصة وأن بعضهم على وشك بلوغ سن التقاعد".

بدوره، قال المتظاهر عبد الله كاظم عبيد الذي يعمل في الهيئة الهندسية لشركة نفط الجنوب في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الموظفين لا يجدون غير التظاهر وسيلة للمطالبة بحقوقهم"، معتبراً أن "من غير المعقول أن لا تمتلك شركة نفط الجنوب التي تعد أهم رافد للاقتصاد العراقي تصوراً دقيقاً عن أرباحها للأعوام الماضية، كما نرفض المقترح الذي يقضي بتجزئة الأرباح وصرفها على شكل دفعات، بل نريدها دفعة واحدة".

يذكر أن شركة نفط الجنوب التي يقع مقرها في محافظة البصرة هي أكبر وأهم شركة عامة في العراق، ويعمل فيها ما لايقل عن 19 ألف موظف يتوزعون على عشرات الحقول والمنشآت النفطية والإدارية، وقد أسست الشركة في عام 1969، وبلغت قمة إزدهارها خلال السبعينات عندما وصل إنتاجها الى مليونين و750 ألف برميل يومياً، إلا أن الكثير من منشآتها ومستودعاتها تعرضت الى التدمير خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988)، فيما أدت حرب الخليج الثانية التي إندلعت في عام 1991 الى تدمير المزيد من منشآت الشركة، وفي عام 2003 تعرضت مواقعها الى أعمال نهب وتخريب أضرت بنسبة 85% منها، بحيث لم يتجاوز إنتاج الشركة من النفط الخام خلال النصف الثاني من عام 2003 الـ150 ألف برميل يومياً، لكن الشركة عاودت النهوض مجدداً، وتمكنت في غضون الأعوام العشرة الماضية من استعادة عافيتها تدريجياً.