تسود حالة من "الإحباط" و "الاستياء" الشارع الانباري الناقم على سلوك مجلس النواب الذي تسبب بتأجيل الجلسة الاستثنائية التي كانت مخصصة لمناقشة أزمة المحافظة.
السومرية نيوز/ الانبار
تسود حالة من "الإحباط" و "الاستياء" الشارع الانباري الناقم على سلوك مجلس النواب الذي تسبب بتأجيل الجلسة الاستثنائية التي كانت مخصصة لمناقشة أزمة المحافظة.
متى يخجل النواب من أنفسهم ويضعون خلافاتهم جانباً لحل أزمة تؤرق آلاف المدنيين وتسبب بتركهم للانبار؟ وهل كانوا يؤجلون الجلسة لو تضمنت قضية تهمهم أو امتيازات تزيدهم ثراء؟، الحوار مع مواطنين من الانبار طرحوا هذه الأسئلة، وضاقوا ذرعاً بنواب لم يجلبوا لهم منفعة، فيما يرون أن حل أزمة الانبار سياسي بحت وليس عسكرياً فقط، وربما يتم بمجرد تبادل قبلات بسيطة بين السياسيين المتخاصمين!
وبهذا الخصوص يقول المواطن ليث حسين الدليمي 43 عاماً، "أخطئنا عندما توقعنا بأن يأتي خيرا من هذا البرلمان"، مشيرا إلى أن "جلسة البرلمان فشلت مراراً، ولم تعد معها آمال معقودة على التوصل لحل سياسي".
الأمر ذاته يثير استياء إمام وخطيب أحد جوامع ناحية الخالدية شرق الرمادي أحمد والي الدليمي، إن "إخفاق البرلمان يدل على فشله وضعف دوره الرقابي"، مشيرا إلى أن "جلسة البرلمان لو كانت مخصصة لمناقشة رواتب أو قانون انتخابات أو أي قضية أخرى تهم النواب، لجاءوا قبل ساعات من موعد الجلسة، لكن المسألة تناقش دماء أهل الأنبار من أطفال ونساء ورجال، ولا تهمهم".
ويرى الدليمي أن "حل أزمة الانبار الحالية سياسي وليس عسكري"، لافتا الى أن "الأزمة ربما تحل بمجرد تبادل قبلات بسيطة بين السياسيين".
"استخفاف" بمصير أهل الانبار
ويعتقد رئيس مجلس محافظة الانبار صباح كرحوت، أن "تأجيل جلسة البرلمان إلى يوم الخميس المقبل، دليل على استخفاف المسؤولين بدماء ومصير أهل الانبار الذين يواجهون أوضاعا أمنية وإنسانية صعبة منذ أكثر من شهرين".
ويوضح كرحوت أن "الجلسة أرجئت إلى إشعار آخر، إذ لم يحضر إلا 53 نائبا، كما لم يحضر أصلا رئيس الحكومة نوري المالكي والمعنيين بملف الانبار".
وقال رئيس كتلة العراقية البرلمانية سلمان الجميلي، الثلاثاء (25 شباط 2014)، إن "أزمة الانبار تزداد تعقيدا، بسبب القصف العشوائي وسقوط قتلى وجرحى من ابناء الانبار والقوات الامنية"، مطالباً بـ"عقد جلسة خاصة للبرلمان يستضاف فيها القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ورئيس الأركان ووزراء الهجرة وحقوق الإنسان لتوضيح صورة أزمة المحافظة أمام الشعب".
وطالبت كتلة متحدون البرلمانية، الخميس (6 آذار 2014)، قادة الكتل السياسية بعقد اجتماع عاجل لإلزام القادة الأمنيين والوزراء المعنيين بالحضور إلى الجلسة الاستثنائية في حال تم تحديد موعدا آخرا لها، فيما اعتبر تخلفهم عن الحضور هو "استهانة" بالسلطة التشريعية.
وكشف مصدر برلماني، يوم الثلاثاء (4 آذار 2014)، أن رئاسة مجلس النواب اجل جلسته الـ12 إلى إشعار آخر، فيما أشار إلى أن إلغاء الجلسة الاستثنائية التي خصصها لمناقشة أزمة الانبار.
وتشهد محافظة الأنبار، ومركزها الرمادي، (110 كم غرب العاصمة بغداد) ، منذ (21 كانون الأول 2013) لملاحقة تنظيم ما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية "داعش"، عقب مقتل قائد الفرقة السابعة في الجيش اللواء الركن محمد الكروي ومساعده، وانتشار مسلحي التنظيم الإرهابي في أجزاء واسعة من المحافظة، وفيما تمكنت القوات المسلحة العراقية من تحقيق بعض التقدم في طرد المسلحين من الرمادي، لم تشن بعد هجوما على الفلوجة المتاخمة لبغداد، فهي ما تزال تحت سطوة "داعش".
وأجبرت ضراوة المعارك أكثر من خمسين ألف عائلة على النزوح من الانبار تجاه كردستان وكركوك وصلاح الدين، بينما تتواصل المعارك في العديد من انحاء المحافظة رغم إعلان الحكومة عن بسط سيطرتها على الرمادي وبقاء بعض جيوب الإرهاب.