فنانون تشكيليون من بابل: الفن يمر بأسوأ حالاته بسبب هيمنة التيارات الاصولية

السومرية نيوز/ بابل

اعتبر فنانون تشكيليون واكاديميون في محافظة بابل، الاربعاء، ان الفترة الحالية هي من "أسوأ" الفترات التي يمر بها الفن العراقي، عازين ذلك إلى هيمنة بعض التيارات "الاصولية الدينية"، معتبرين أن الفنانين يحلمون بطرح نتاجاتهم في العواصم العربية لاحتضانهم للفن والثقافة.

وقال الفنان عاصم عبد الامير على هامش المعرض السنوي لكلية الفنون الجميلة الذي اقيم في قاعة الود للثقافة والفنون بمحافظة بابل في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "في العراق تجاهل واضح في المؤسسة الثقافية والفعاليات الفنية بسبب هيمنة بعض التيارات الاصولية الدينية سواء كانت من هذا الجانب او ذاك"، مبينا أن "الفن مورس عليه من العزل السياسي ولذلك ترى الفنانين يحلمون في الذهاب الى العواصم الاخرى باعتبار ان الاجواء فيها هادئة وطبيعية ووجود متلقي من الممكن خلق حوار هنالك".

واضاف عبد الامير "ليست هنالك جهة راعية في العراق تحتضن الفن والفنان العراقي"، معتبراً أن "الفترة الحالية مظلمة بحق وهي اسوأ فترة يمر بها الفنان العراقي لانها فترة انتقالية من الصعب التأسيس عليها ويحتاج الى بعض الوقت كي نقيم الدليل على ان الفن العراقي بدأ بداية صحيحة لكنه للان لم يبدأ بصورة صحيحة تخدم الفنان العراقي".

وتابع عبد الامير أن "الفنان العراقي لا يمكن ان يموت وبإمكانه ان يوصل رسالة حقيقية من ان العراق يسمعه المبدعون والشرفاء والوطنيون من بينهم الفنانين"، مشيرا الى ان "اعمال السياسيين تعتبر فاصلة مرتبكة في حياة العراقيين".

واكد عبد الامير ان "العراقيين يتطلعون الى انتاج خطاب يبشر بالدولة المدنية والفن هو واحد من اهم المرجعيات الاساسية التي تحتاجها الدولة المدنية وتجاوز العقدة".

من جانبه، قال مدير دار الود للثقافة والفنون باسم العسماوي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المعرض التاسيسي العاشر الذي يقيمه مجموعة من الاكاديميون في كلية الفنون الجميلة التابعة الى جامعة بابل وضم 50 لوحة زيتية تحكي معاناة الشعب العراقي والتحديات التي يمر بها من قتل عشوائي وهي خلاصة تجربة الفنانين من عمرهم الفني يتجاوز الـ40 عاما سخروا كل تقنياتهم بلوحات فنية وباسلوب جديد لاقى استحسان المتلقين".

واضاف العسماوي ان "ثمة عزم لجعل المعرض تقليدي سنوي ليمثل مساحة امل يريد لها ان تتسع لتمحو ضلال الارهاب الثقيلة الزاحفة على ثرى البلد".

الى ذلك، قال الفنان التشكيلي مجيد حميد حسون الذي شارك في لوحة زيتية سماها الفنان وتحديه "للارهاب"، إن "العمل الذي قدمته عبرت عن الاختلافات النسبية بين فنان وفنان وجسدت حالة التحدي لما يمر به البلد من ارتباكات واختناقات وتنغصات في عمل واحد لابعث رسالة ان الفنان العراقي حاضر في كل الاوقات".

يذكر ان محافظة بابل ومركزها مدينة الحلة، (100 كم جنوب العاصمة بغداد) برز فيها عدد من الفنانين التشكيليين الذين انتشرت اعمالهم الفنية في دول العالم بينهم فاخر محمد وصفاء السعدون ومجيد حميد حسون ومؤيد محسن وباسم محمد.