انفجار قسم المقسم من جديد، ومنصة تويتر باتت افضل نافذة ل" فش الخلء " للبنانيين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، صدمة فقد الاحبة وفقد الثقة بالطبقة السياسية..
الا إن الخطابات الساخنة الموجهة سرعان ما استغلت من البعض لتغيير مسار القضية من التنديد بالجاني والجناية الى صراع محوري الشر والخير، وكل يلقي التهم على من يراه السبب في دمار البشر والحجر..
على الارض شبان غاضبون، ورجال أمن يفضون الاحتجاج بالقوة، قتيل وجرحى كُثر، خلال ال٧٢ ساعة الماضية في أحدث تطور للاحتجاجات في لبنان والتي اضرمت على اثرها النيران في محيط البرلمان اللبناني،
في هذه الاثناء بدأ القضاء اللبناني بجلسات التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، مع الموقوفين والمتهمين بالاهمال والتقاعس عن حماية امن لبنان، لتتوالى بعد ذلك الاستقالات في مفاصل الحكومة اللبنانية التي توجت باستقالة رئيسها ووزرائها جميعا بعد ان بات ان لا مكان لها في مرحلة ما بعد ٤ آب.. الانفجار قلب الموازين الغربية مع لبنان، سيما وان الاهداف الخارجية المتمثلة بالحصار كانت ترمي لخنق لبنان واقتصاده وأحزابه، وليس قتله لكن الانفجار اخذ لبنان إلى أبعد من الخنق والقتل ، ايمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي كان اسرع الرؤوساء وصولا إلى بيروت المثكله ، لم يكن للتعزية حصراً. زيارته أعلنت عودة الفراغ إلى السلطة التنفيذية، تمهيداً لإعادة ملئها سيما وان مباركة اميركا للزيارة لم تخفى على عيون من راقب..
تكمن العقدة بغياب البديل حتى اللحظة، وان تحرر سعد الحريري من الضغط الأميركي الذي يمنعه من تولي رئاسة حكومة تضم حزب الله، لكنه لم يحصل على الضوء الأخضر السعودي بعد، وفيما تعهد ماكرون من بيروت بإعداد الأرضية لتأليف حكومة الوحدة الوطنية في كل من إيران والسعودية، لكن يبدو أن السعودية ليست متحمسة لعودة الحريري، وليست مستعدة بعد للتسليم لحزب الله بالبقاء بالحكومة.