هدية سياسية مزدوجة
قالت صحيفة ”واشنطن بوست“ الأمريكية، إن تصاعد العنف يمكن أن يكون هدية سياسية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وزعماء حماس في قطاع غزة.
وأضافت في تحليل إخباري نشرته اليوم الخميس، على موقعها الإلكتروني: ”التصعيد المفاجئ للعنف بين إسرائيل والفلسطينيين في غزة يمكن أن يكون هدية للقادة في كلا المعسكرين، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، وقادة حماس، إذ يجاهد الطرفان لإنقاذ مكانتهما السياسية".
ومضت تقول: ”بالنسبة لنتنياهو، فإن تصاعد القتال كان بمثابة فرصة أخيرة مما كان من الممكن أن يكون نهاية لسجله السياسي على قمة الهرم الإسرائيلي. كانت هناك مجموعة من الأحزاب السياسية الإسرائيلية على بُعد أيام وربما ساعات من تشكيل حكومة إسرائيلية لا تضم نتنياهو للمرة الأولى منذ 12 عاما“.
وتابعت: ”على الجانب الآخر، بالنسبة لحماس، التي تسيطر على قطاع غزة، فإن الصراع يسمح للجماعة أنْ تضع نفسها في موقف حامي الفلسطينيين في القدس، على حساب حركة فتح، التي ينتمي إليها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، والتي تحكم الضفة الغربية المحتلة“.
ونقلت الصحيفة عن ”غايل تالشير“، أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية، قولها: ”كان الأمر يقف على مكالمة هاتفية مع الرئيس، يقولون خلالها إنهم توصلوا إلى اتفاق، ولدينا ائتلاف. إلا أن الاضطرابات وقعت، ومنعت تغيير الحكومة في إسرائيل“.
وأردفت قائلة: ”أدى اندلاع العنف إلى تعقيد جهود خصوم نتنياهو، كي تكون لهم قضية مشتركة. ربما يعتمد تشكيل ائتلاف الأغلبية على الأحزاب العربية الإسرائيلية الصغيرة، وهو التحالف الذي يمكن أن يكون مثيرا للجدل بالنسبة للكثير من الإسرائيليين بشكل عام، ولكنه سيكون مضاعفا خلال الفوضى الحالية“.
واستطردت ”غايل تالشير“، ”في الوقت الذي يجاهد فيه نتنياهو لتمديد حكمه لمدة أشهر، فإن يحيى سنوار، وزملاءه من القادة في حركة حماس، لديهم مباراة أطول، وفقا لمحللين فلسطينيين، يرون أنه يريد الاستفادة من المواجهة مع إسرائيل“.
ونقلت ”واشنطن بوست“ عن محللين سياسيين وعسكريين قولهم، إن حماس التي اعترضت على قرار الرئيس عباس بإلغاء الانتخابات، ستحاول استخدام الصراع في تحسين مكانتها ضد الرئيس عباس البالغ من العمر 86 عاما، والمستمر في الحكم منذ 16 عاما.
مواجهات مشتعلة في الداخل الإسرائيلي
وتحت عنوان ”إسرائيل في فوضى“، قالت صحيفة ”جيروزاليم بوست“، إن الشرطة الإسرائيلية اعتقلت 374 شخصا في أعقاب العنف المشتعل بين العرب واليهود، وأحداث الشغب التي وقعت في بضع مناطق، وذلك في ظل القتال المشتعل حاليا بين إسرائيل وحماس بقطاع غزة.
وأضافت في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني،: ”أصيب مواطن يهودي في الثلاثينات من عمره بجروح خطيرة، بعد تعرضه لهجوم على يد مجموعة من المتظاهرين العرب بالقرب من ميدان (إيجد) في مدينة عكا، إذ قالت الشرطة الإسرائيلية، إنه تعرض لهجوم داخل سيارته على يد متظاهرين من عرب إسرائيل مسلحين بهراوات وحجارة“.
وتابعت الصحيفة: ”في واقعة أخرى، قام متطرفون يهود، بحي (بات يام) بمدينة تل أبيب، بتنظيم مسيرات في الشوارع الرئيسة، حيث قاموا بتحطيم شركات مملوكة للعرب، والاعتداء على المارة.. راكب دراجة نارية، قالت تقارير إنه عربي، تعرض لهجوم من جانب المتطرفين اليهود، وتم تصويره على الهواء، وتم القبض على 4 من المعتدين، الذين هتفوا (الموت للعرب)“.
وقالت ”جيروزاليم بوست“، شوهد مثيرو الشغب من اليمين الإسرائيلي المتطرف في مدينتي ”طبريا“، و“اللد“، ومن المتوقع ظهور أعداد كبيرة منهم في المدن التي تضم سكانا إسرائيليين وعربا.
وأصدرت السلطات المحلية في ”طبريا“ بيانا، أدانت فيه أعمال الشغب، وطالبت الجميع بالتوقف عن كل الاحتجاجات غير الضرورية، التي لن تسفر عن شيء، إذ يمكن أن تتسبب في أضرار لا داعي لها، وتصل إلى مرحلة تهديد حياة المواطنين.
ماكرون في موقف حرج بسبب الحجاب
بدورها قالت صحيفة ”ذي تايمز“ البريطانية، إن مرشحة مسلمة ترتدي الحجاب أصبحت مركزا للصراع في حزب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ”الجمهورية إلى الأمام“، بعد أن هدد قادة الحزب بسحب تأييدهم لها، ما لم تقم بتغيير صورتها التي ترتدي فيها الحجاب على ملصقات الدعاية الخاصة بالانتخابات.
وأضافت الصحيفة: ”سارة زماحي، المهندسة التي تم جرّها إلى أحدث صدام سياسي حول زيّها الإسلامي في فرنسا، عندما تحدثت مارين لوبان، زعيمة حزب التجمع الوطني اليميني، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، عن صورتها وهي ترتدي غطاء رأس أبيض برفقة زملاء لها، في ملصقات دعائية انتخابية في مونبيلييه، حيث تخوض الانتخابات الإقليمية الشهر المقبل“.
ونقلت عن ”جوردان بارديلا“، نائب رئيس حزب التجمع الوطني، الذي تتزعمه ”لوبان“، قوله: ”هل يريدون محاربة الانفصالية بتلك الطريقة؟“، وذلك في توبيخ مباشر لماكرون، في حملته المزعومة ضد جهود الإسلاميين للانفصال عن المجتمع الفرنسي.
ومضت ”ذي تايمز“ تقول: ”يضع هذا النزاع ماكرون في موقف حرج، خاصة أن الرئيس الفرنسي كان يفخر بالتركيب العرقي المتنوع لحزبه بعد انتصاره في الانتخابات الرئاسية عام 2017، ولكنه الآن يحذّر من التهديد الذي تتعرض له الوحدة القومية الفرنسية من الثقافة الإسلامية المثيرة للخلافات، والتي انتشرت في قطاعات عريضة من المجتمع الفرنسي خلال العقدين الأخيرين“.
وتابعت: ”تشير نتائج استطلاعات الرأي أن الغالبية العظمى من الفرنسيين، بما في ذلك غالبية الناخبين اليساريين، يوافقون على أن القيم العلمانية للبلاد، بما في ذلك حرية التعبير والمساواة بين الجنسين، تتعرض للتهديد من قبل المذاهب الأصولية والراديكالية“.