منذ أن أصبح جيولوجيا ومتخصصا في مجال النفط، بدأ بجمع الأحجار التي يعثر عليها خلال تنقيبه في بلد معروف بمخزونه الكبير من النفط، حيث يجمع حجرا وراء حجر إلى أن أصبحت أحجارا كثيرة يحقق بها حلمه في إقامة متحف شخصي خاص به للأحجار الكريمة.
السومرية نيوز/ بغداد
منذ أن أصبح جيولوجيا ومتخصصا في مجال النفط، بدأ بجمع الأحجار التي يعثر عليها خلال تنقيبه في بلد معروف بمخزونه الكبير من النفط، حيث يجمع حجرا وراء حجر إلى أن أصبحت أحجارا كثيرة يحقق بها حلمه في إقامة متحف شخصي خاص به للأحجار الكريمة.
من هاو إلى صاحب متحف
سربست مجيد من سكان بلدة شقلاوة التابعة لمدينة أربيل بإقليم كردستان العراق، تحول من هاو لجمع الأحجار الكريمة إلى صاحب متحف يعتبر الوحيد من نوعه على مستوى إقليم كردستان والعراق، ويطمح في فتح فروع له في مدن أخرى من البلاد.
ونقلت الجزيرة نت عن مجيد قوله عن هذه التجرية الشخصية، "جمعت الأحجار الكريمة المعروضة في المتحف بنفسي وعلى نفقتي الخاصة خلال مسيرة علمية استمرت لأكثر من 35 سنة".
وتمكن سربست من تأسيس المتحف في عام 2015 في مدينة شقلاوة حيث مسقط رأسه، بعدها، وبناء على أمر من محافظ أربيل نوزاد هادي، انتقل إلى أحد الأبنية الأثرية داخل قلعة أربيل التاريخية سنة 2016، وتمكن من الحصول على الموافقات الرسمية من حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية.
ورغم الإقبال الكبير على المتحف سواء من قبل الزوار الأجانب أو من طلبة الجامعات والمدارس، فإن الدعم الحكومي ما زال مقتصرا على الجانب المعنوي.
واضطر سربست لأن يتفرغ ليواصل تحقيق حلمه بنجاح. ويؤكد أنه يتحمل جميع التكاليف المالية للمتحف سواء رواتب الموظفين أو الكهرباء من واردات المتحف التي تأتي من خلال سعر بيع بطاقات الدخول البالغة 1500 دينار عراقي.
عالم من الجمال
وخلال التجوال في أروقة المتحف الواقع في المنزل الطيني المبني من الطابوق الترابي تأخذك كل قطعة معروضة في المتحف إلى عالم من الخيال والجمال، أحجار الياقوت والزمرد وحجر العقيق ومتحجرات مثل بيضة الديناصور الأكثر جذبا للزوار.
ويعتبر المتحف حاليا بمثابة مختبر لطلبة الكليات ولأقسام عديدة من جامعات ومعاهد ومدارس إقليم كردستان ومن العراق، الذين يسمح لهم بزيارة المتحف مجانا، حيث يحتوي على نماذج نادرة تدرس لا وجود لها في مختبرات الجامعات والمدارس.
واضاف سربست "قطعت الطريق الصعب حتى وقف المتحف على قدميه، لكن الاستمرارية والتطور بحاجة إلى الدعم والإسناد من حيث المكان الأوسع والدعم المادي والمعنوي لكي يصبح المتحف الأكثر تطورا في الشرق الأوسط".
وتابع "أمنيتي أن أنقل خبرتي وتجربتي إلى مدن أخرى في إقليم كردستان العراق وفي العراق وإلى دول المنطقة".
تشجيع وتحفيز
واكد المتخصص في علم الآثار الدكتور عبدالله خورشيد مدير دائرة صيانة الآثار العراقية في أربيل أن "المتحف خطوة جيدة لتذكير وتشجيع المواطنين والجهات الحكومية بأهمية الأحجار الكريمة وتحفيزهم على الاهتمام بها علميا واقتصاديا".
يذكر أن قلعة أربيل تعتبر من المواقع الأثرية المهمة في كردستان العراق، حيث يزورها كل من يأتي إلى أربيل.
وتقع القلعة في قلب المدينة على تلة قديمة يبلغ ارتفاعها ما بين 25 إلى 30 مترا فوق سطح الأرض، ويعود تاريخها إلى عهد الآشوريين.
وبنيت القلعة أساسا لأغراض دفاعية، وكانت عند إنشائها تضم المدينة بالكامل، وقد أصبحت جزءا من التراث العالمي بقرار من منظمة اليونسكو في 2007.