ونشبت الحرب العراقية الإيرانية أو كما يطلق عليها في العراق قديما "قادسية صدام"، وفي إيران بحرب "الدفاع المقدس" يوم 22 أيلول 1980، واستمرت حتى آب 1988.
ثمان سنوات وصفت بالأكثر دموية، لأنها خلفت وراءها أكثر من مليون قتيل تقريبا، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي."
وتسببت الحرب العراقية الإيرانية في خسائر مادية بالغة للبلدين، بلغت أكثر من 400 مليار دولار أمريكي.
وسبب اندلاع تلك الحرب المؤلمة، هو خلاف حدودي بين الدولتين النفطيتين، بسبب ما أطلق عليه حينها "اتفاق الجزائر".
واحتدم الصراع، بعد إعلان الرئيس العراقي حينها، صدام حسين، إلغاء "اتفاق الجزائر" الذي يقتضي تقسيم نهر شط العرب بين الجانبين.
وقال صدام حسين حينها: "شط العرب، يجب أن يكون عراقيا وعربيا".
وطالب صدام حسين حينها إيران برفع يدها عن 3 جزر استراتيجية في مضيق هرمز.
وتمكن العراق، في بداية الحرب، في 10 تشرين الثاني 1980، من تحقيق انتصارات متتالية، وسيطر على مدينة خرمشهر.
ولكن في
أيلول 1981، بدأ الإيرانيون في إحراز تقدم من خلال فك الحصار على مدينة عبدان، وانسحب العراق إلى نهر قارون.
وبعدها بشهرين تقريبا، قاد الإيرانيون هجوما آخر، مضادا شمال غربي منطقة الأحواز، ذات الأغلبية العربية.
أما في آذار 1982، هزمت القوات الإيرانية العراق في منطقة دزفول وشوش.
ثم أطلقت بعدها القوات الإيرانية هجوما واسعا لاستعادة خرمشهر، وتمكنوا من تحريرها من أيدي القوات العراقية.
وفي حزيران 1982، تمكنت القوات الإيرانية من استعادة كل الأراضي التي فقدتها.
ولكن كانت التطورات السريعة في 6 آذار 1984، عندما اندلعت ما يطلق عليه "حرب الناقلات".
استهدفت القوات الإيرانية والعراقية ناقلات بترول خاصة بكل دولة وأي سفن مارة عبر المياه الإقليمية.
وفي 23 كانون الأول 1985، أطلقت إيران عملية عسكرية واسعة النطاق، على شط العرب.
وفي عام 1988، وافق الخميني، على قبول محادثات وقف إطلاق النار.
ووضعت بالفعل الحرب أوزراها في 8 آب، بعد خسائر فادحة لكلا البلدين.
وفي 20 آب 1988، انتهت الحرب بقرار من مجلس الأمن رقم 598 وقبله الطرفان.