السومرية نيوز – دوليات
ذكرت وكالة أنباء "بلومبيرغ" الأمريكية، أن السلطات الصينية تمكنت بشكل كبير من "إسكات" المظاهرات التي تهز البلاد منذ يومين والتي اندلعت احتجاجاً على سياسة بكين الصارمة تجاه فيروس كورونا، والمعروفة بـ"صفر كوفيد".
وقالت الوكالة إن "الاحتجاجات فشلت في الاستمرار يوم أمس الإثنين، جراء الإجراءات الصارمة التي اتخذتها البلاد، حيث نشرت السلطات الصينية قوات الأمن النخبة لديها بشكل مكثف في العاصمة، بكين، وغيرها من المدن الكبرى، لردع تكرار مظاهرات السبت والأحد الماضيين".
وأضافت الوكالة، في تقرير لها، أنه "مع وجود أدلة على حملة قمع في شوارع بكين وشنغهاي وهانغتشو ونانجينغ وأماكن أخرى، بقيت الحشود بعيدة إلى حد كبير، حيث تم إغلاق مراكز التسوق في وقت مبكر أمس، وتم إيقاف المارة بانتظام للتحقق من هويتهم".
وأشارت الوكالة إلى أنه "في بكين، كانت الجامعة والمنطقة السكنية في هايديان تعج بمركبات الشرطة، كما أن شرطة مكافحة الشغب قد تمكنت من السيطرة على شارع رئيسي كان المتظاهرون يستخدمونه كمقر لانطلاقهم".
وتابعت الوكالة: "وفي هونغ كونغ، تجمع عشرات الأشخاص في المنطقة التجارية المركزية بالمدينة. وحمل البعض أوراقا بيضاء تضامنا مع ضحايا حريق أورومتشي بمنطقة شينغيانغ الذي وقع الخميس الماضي وراح ضحيته 10 أشخاص، والذي أشعل أيضا فتيل الاضطرابات".
وأردف تقرير الوكالة الأمريكية، أنه "بينما بدت تكتيكات الشرطة الصينية لتفادي هذا النوع من الاحتجاجات الجماهيرية التي انتشرت في جميع أنحاء الصين خلال الأيام الثلاثة الماضية، كانت هناك مظاهرات تضامن في أجزاء أخرى من العالم، بما في ذلك في لندن وسيدني ونيويورك".
ورأت الوكالة أن "المظاهرات ضد سياسة الحزب الشيوعي الحاكم بشأن الإغلاق تمثل "تحديًا مباشرًا" للرئيس الصيني، شي جين بينغ، الذي جعل من سياسة "صفر كوفيد" دعامة مركزية لقيادته".
في غضون ذلك، أشارت صحيفة "بوليتيكو" إلى أن الولايات المتحدة "تعمدت التعامل بحذر مع الاحتجاجات التي تشهدها الصين، مما يعكس جزئيا رغبة واشنطن في تحقيق الاستقرار في علاقة حيوية ولكنها معادية بشكل متزايد مع بكين".
وذكرت الصحيفة في تقرير لها: "لم تكن هناك تصريحات أو تغريدات عن الاحتجاجات من الرئيس جو بايدن، الذي التقى نظيره الصيني في وقت سابق من الشهر الجاري في محاولة لتخفيف التوترات. كما تجنب وزير الخارجية، أنتوني بلينكن، ومستشار الأمن القومي، جيك سوليفان التعليق. ولم يصدر المتحدثون الرسميون أيضاً أي تصريحات".
وقالت الصحيفة: "يدرك مساعدو بايدن تمامًا أن حركات الاحتجاج يمكن أن تكون غير متوقعة. الاحتجاجات في الصين ليست غير عادية، لكنها غالبًا ما تكون محدودة النطاق والموقع، ويميل الحزب الشيوعي الصيني إلى التحرك بسرعة لقمع أي شيء يعتبره تحديًا خطيرًا لسلطته".
وفي هذا الشأن، نقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي رفيع قوله إن "على إدارة بايدن النظر في مجموعة من العوامل في تحديد كيفية الرد".
وأضاف المسؤول أنه "يمكن لبيان أمريكي حاد، على سبيل المثال، أن يقود الحكومة الصينية إلى تحويل التركيز على الولايات المتحدة وادعاء "التدخل الأجنبي" بدلاً من معالجة مطالب المحتجين".
وأضافت الصحيفة: "على الرغم من حدة التوتر، لا تزال الولايات المتحدة تريد الحفاظ على مستوى أساسي من الاستقرار والتعاون مع الصين، القوة العالمية المهمة والشريك الاقتصادي الذي تريد مساعدته في كل شيء من الاستعداد لمواجهة الأوبئة إلى مكافحة تغير المناخ".
وتابع المسؤول – الذي طلب عدم الكشف عن هويته - أن "المسؤولين الأمريكيين على كافة المستويات يراقبون التطورات في الصين عن كثب - بما في ذلك كيفية تعامل الحكومة مع الصحفيين الذين يغطون الاحتجاجات - وهم يشاركون في مناقشات منتظمة بين الوكالات حول كيفية الرد".