ولعدة محافظات نصيبهن من التجريف، ففي النجف، شكا الأهالي من وجود جهات وصفوها بـ "المتنفذة"، تستمر بالتجاوز على الأراضي الزراعية وتعرّض الزراعة لخطر مخيف.
وينذر ملف تجريف الأراضي بحدوث الجفاف والتصحر، ونقص في سلة البلد الغذائية، لتزداد المناشدات وتكثر ليس في النجف فحسب، بل في بغداد وكربلاء أيضاً.
أكثر من ألفي دعوى قضائية!
مدير زراعة النجف الاشرف منعم شهيد، أكد رفع قرابة الـ 2500 دعوى قضائية ضد المتجاوزين على الأراضي الزراعية والذين جرفوها لبناء المساكن العشوائية.
وقال شهيد في حديث للسومرية نيوز، إن "دائرته رفعت إلى القضاء ما يقارب 2500 دعوى قضائية ضد المتجاوزين على الأراضي الزراعية والذين جرفوها لبناء المساكن العشوائية ولحد الان لم يحسم القضاء تلك القضايا".
بينما بيّن رئيس اتحاد الفلاحين في النجف الاشرف، أحمد سوادي حسون، أن "8 الى 9% من أراضي النجف الاشرف الزراعية المحيطة بمركز المدينة والاقضية والنواحي جرفت وقضي على الزراعة فيها"، مشيرا الى ان "هذه الاراضي كانت تشكل احزمة خضراء للمحافظة قبل سنوات انتهت كلها بسبب التجاوز السكني العشوائي".
الى ذلك، قال نائب محافظ النجف الاشرف هاشم الكرعاوي إنه "تم توجيه روساء الوحدات الإدارية في عموم المحافظة بمنع التجريف وازالة البناء قيد الانشاء وتوجيه دائرة الزراعة باستخدام جميع الصلاحيات القانونية والتعليمات النافذة لحماية اراضيهم وبدأت مراحل الازاله في بعض المناطق".
واشار الى ان "البيوت القديمة لا نستطيع إزالتها، لكن نمنع الاسكان الجديد وهنالك مناطق أصبحت احياء من المستحيل إزالتها".
ويقول محمد الشمري الذي تعاقد قبل عشر سنوات مع مديرية الزراعة لاستصلاح ارض زراعيه تبلغ مساحتها عشر دونمات جنوبي النجف، إن "الأراضي المحيطة بأرضه كلها تم تجريفها وتحولت خلال العقد الأخير من ارض كانت تزرع كل انواع الخضروات إلى ارض سكنية ثم تفاجأ بمستثمر قادم من محافظة ذي قار يأتي مع قوة من شرطة النجف الاشرف ويجرف أرضه ويقتلع كل اشجارها ويضع كرفاناً من الشرطة فيها ويسورها بحجة أنه أخذ الأرض استثماراً من هيئة استثمار المحافظة".
وأضاف أنه كفلاح لايملك إلا أن يترك الأرض ويتوجه إلى هيئة استثمار النجف التي نفى رئيسها ضرغام گيگو في تصريح للسومرية نيوز ان تكون دائرته أعطت هكذا اجازة استثمارية، ليدخل المزارع في دوامه المراجعات.
وفي محافظة كربلاء، تستمر العواصف الترابية بقتل المحاصيل الزراعية، وسط غيابٍ للحلول، وتجريفٍ مستمر للأراضي الزراعية، ليبقى الخطر يحيط بزراعة العراق من كل جانب.
ويقول أحد الفلاحين من كربلاء لـ السومرية نيوز، إن "العواصف الترابية تؤثر مباشرةً على النخيل والفواكه، ومنها فاكهة المشمش والكوجه، حيث بدأت تتلف وتتساقط بشكل مفاجئ".
ويضيف قائلاً: "أثرت العواصف الترابية في زراعة الطماطم والخيار، وتسببت بخسائر فادحة"، مطالباً "وزارة الزراعة بالنظر لمعاناتهم، بعد خسارة كبيرة تسببت بها العاصفة الترابية".
ورغم دور الأراضي الزراعية بتقليل حدة وشدة العواصف الترابية، إلا أن التجريف يقطع الحياة بتلك الأراضي، ويجعلها تعاني، ليزيد فرص التصحر.
وفي وقت سابق، طالب عدد من شيوخ عشائر محافظة كربلاء، بإيقاف عمليات التجريف التي تتعرض لها أراضيهم، والتي قالوا عنها إنها تحدث بشكل متكرر.
أما العاصمة بغداد، فلها نصيب أيضاً من التجريف الذي يقتل الأراضي الزراعية، وتحويلها إلى سكنية، لكي تفيد بعض الجهات المتنفذة، وفق ما قاله مواطنون غربي العاصمةب غداد.
واتسعت الدعوات الشعبية المطالبة بوقف تجريف الأراضي الزراعية، بذريعة إنشاء مجمعات سكنية في تلك المنطقة، إذ أظهرت لقطات مصورة، حصلت عليها السومرية نيوز، عودة آليات التجريف، مع محاولات تغيير جنس الاراضي الزراعية بعد توقفها لأشهر.