*اقتراض
غياب الدعم الحكومي، دفع المزارعين إلى الاقتراض من الاسواق المحلية وشراء الاسمدة بأسعار مرتفعة، بحسب محمد شلاكة وهو أحد مزارعي التين في قضاء السنية التابع إلى محافظة الديوانية، الذي أشار أيضاً إلى تراجع إنتاج محصول التين هذا الموسم إلى النصف خلال هذا العام.
ويقول شلاكة لـ السومرية نيوز، إن "إنتاج محصول التين هذا الموسم تراجع الى النصف؛ لعدم تقديم وزارة الزراعة الاسمدة والمبيدات إلينا ما أثر بشكل كبير على الانتاج".
وأضاف، أن "أغلب مزارعي محصول التين توجهوا إلى الاقتراض من الأسواق المحلية وشراء الاسمدة بأسعار غالية؛ كون الحكومة العراقية لم تقم بتوفيرها للمزارعين".
*العواصف تضرب
الأجواء الغبارية التي لا زال يشهدها العراق منذ نحو أربعة أشهر، تركت هي الأخرى اثارها السلبية على واقع زراعة التين، إذ أثرت بشكل مباشر على مسألة انتاج هذا المحصول.
يقول أحد تجار التين في محافظة الديوانية، حيدر موسى، إن "هذا المحصول شهد الموسم الحالي إصابة في نوعيته وقلة في انتاجه".
ويضيف موسى لـ السومرية نيوز، "كنت في السابق أصدر إلى أغلب المحافظات الجنوبية بالإضافة إلى العاصمة بغداد من تين الديوانية المعروف بجودته، لكن هذا الموسم اقتصر الانتاج على السوق المحلية في المحافظة ولم استطع تصديره الى محافظات البلاد؛ كونه تضرر جراء العواصف الترابية وقلة الاسمدة التي استخدمها المزارعين لاشجار التين".
ويعاني العراق أزمة جفاف أدت إلى هلاك أراض زراعية كما تسببت بحركة نزوح للعديد من سكان القرى ممن يعتمدون الزراعة والري كمصدر رئيسي لكسب قوتهم.
في ذات الصدد، يرى المستشار السابق للجنة الزراعة والمياه النيابية، عادل المختار، أن القطاع الزراعي بالكامل يعاني من التدهور.
ويستدرك المختار في حديث لـ السومرية نيوز، إن "انتاج التين يعاني التدهور بسبب الإهمال الحكومي وشح المياه".
ويلفت إلى أن "العواصف الترابية تؤثر لكن بنسب قليلة"، مبيناً أن "الإهمال من ناحية عدم توفير الدعم والاسمدة والمبيدات ومياه السقي كلها أدت الى تدهور انتاج التين".
وأتم المختار، "إن أسعار التين كبيرة ويصل سعر الكيلو الواحد إلى 5 الاف دينار، وهذا يفترض أن يكون محفزاً للفلاحين لخدمة النبات وزيادة الإنتاج".
*معدل الإنتاج
يبين مدير زراعة الديوانية حسن الوائلي، الفرق في معدل الإنتاج العام الماضي والموسم الحالي.
ويقول الوائلي لـ السومرية نيوز، إن "الشحة المائية والعواصف الترابية التي شهدتها البلاد في الاشهر القليلة الماضية أثرت بشكل كبير على تراجع إنتاج التين في المحافظة هذا الموسم".
ويشير إلى أنه "وصلت نسبة الانتاج في العام الماضي إلى أكثر من ألف ومئتي طن، فيما تقدر نسبة الإنتاج لهذا الموسم بـ500 طن".
وتفاقمت حدة أزمة الجفاف في العراق مؤخراً، على أثر انخفاض مناسيب المياه في نهري دجلة والفرات وتلاشي العديد من البحيرات واختفائها جراء السياسات المائية التي تتبعها دولتي المنبع والروافد تركيا وإيران بإقامة السدود وحرف مسارات الأنهر.
وبحسب منظمة اليونيسف، كان موسم الامطار 2020-2021 في العراق هو الموسم الأكثر جفافاً في الأربعين عاماً الأخيرة، مما تسبب في تناقص حاد بتدفق المياه في نهري دجلة والفرات بلغت نسبته 29% و 73% على التوالي.