مشاهدة دلافين تتقافز قرب سواحل الفاو في حالة نادرة من نوعها

السومرية نيوز / البصرة
أفاد أحد المرشدين الملاحيين العاملين في الشركة العامة للموانئ بمحافظة البصرة، السبت، بأنه شاهد عدداً من الدلافين وهي تتقافز قرب سواحل قضاء الفاو، مبيناً أن تلك حالة نادرة من نوعها، فيما أكدت إدارة مركز أبحاث علوم البحار أن الدلافين انحسر وجودها في المياه الإقليمية العراقية.

وقال المرشد الملاحي الأقدم في الشركة العامة للموانئ الكابتن كاظم فنجان الحمامي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "عدداً من الدلافين شاهدتها قبل ساعات وهي تتقافز فوق سطح الماء قرب موقع ميناء الفاو الكبير"، مبيناً أن "وجود دلافين في منطقة ساحلية قريبة من اليابسة يعد حالة غريبة ونادرة، إذ أن البحر هو موطنها الطبيعي".

ولفت الحمامي، وهو أحد أبرز الخبراء البحريين العراقيين، الى أن "أسباب توغل الدلافين في منطقة ذات أعماق منخفضة من الصعب تحديدها بدقة، لكن من الواضح أن التيارات المائية دفعتها وساعدتها على الوصول".

من جانبه، قال مدير مركز أبحاث علوم البحار التابع لجامعة البصرة الدكتور مالك حسن الربيعي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الدلافين تلاحق أحياناً الأسماك وتتبعها، وربما هذا السلوك يفسر وجودها في منطقة قريبة من اليابسة"، معتبراً أن "الدلافين التي تعيش في المياه الاقليمية العراقية تناقصت أعدادها بشكل كبير في غضون الأعوام القليلة الماضية".

وأشار الربيعي الى أن "فرص مشاهدة الدلافين المتواجدة في المياه الاقليمية العراقية تزداد بالقرب من موقع ميناء البصرة النفطي (البكر العميق سابقاً)"، مضيفاً أنها "كانت في حالات نادرة تتوغل في شط العرب".

يذكر أن محافظة البصرة تتميز بتنوعها البيئي، حيث توجد مناطق الأهوار في أطرافها الشمالية، فيما تضم الأجزاء الغربية منها مناطق صحراوية تعد امتداداً للبادية الجنوبية، كما أنها تطل على شمال الخليج العربي من أقصى جنوبها، وقد أوجد التنوع البيئي حالة من التنوع الإحيائي الفريد من نوعه على مستوى المنطقة، إذ تعيش في البصرة أنواع كثيرة من الزواحف، بما فيها أفاع برية ومائية، ومن الحيوانات الثديية بنات آوى والغريري والخنازير والقطط البرية والذئاب العربية.

أما البيئة البحرية فهي زاخرة بالتنوع الإحيائي، حيث تعيش في المياه الإقليمية العراقية أنواع كثيرة من الأسماك والرخويات والحيوانات الثديية المائية، ومنها بعض أنواع الدلافين، كما رصد مركز علوم أبحاث البحار في عام 2010 حوتين صغيرين في المياه العراقية، وبالنسبة إلى أسماك القرش فهي شائعة منذ القدم، وتتسلل صغارها خلال فصل الصيف إلى شط العرب، وفي حالات نادرة تصل عبر شط البصرة إلى مناطق الأهوار، والأخيرة تقصدها مع بداية كل فصل شتاء نتيجة لاعتدال مناخها أعداد هائلة من الطيور التي تتكاثر فيها وتعود قبيل فصل الصيف إلى مواطنها الأصلية ضمن هجرات عابرة للقارات.