سياسيون ورجال دين وشيوخ عشائر يؤكدون على ضرورة التعايش خلال مؤتمر في البصرة

السومرية نيوز/ البصرة

أكد سياسيون ورجال دين وشيوخ عشائر خلال مؤتمر عقده المجلس السياسي في البصرة، السبت، على أهمية إشاعة ثقافة التعايش السلمي ونبذ العنف والتطرف، مطالبين رئاسة المجلس الحكومة بتبني برامج وتنفيذ مشاريع ترسخ مفاهيم التعايش السلمي.

وقال رئيس المجلس السياسي في البصرة محسن حامد في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المؤتمر الذي شارك فيه عشرات السياسيين وشيوخ العشائر ورجال الدين يعد خطوة باتجاه إشاعة ثقافة التعايش السلمي بدل ثقافة الكراهية والتحريض"، مبيناً أن "المشاركين في المؤتمر خرجوا بتوصيات منها مطالبة الحكومة بوضع استراتيجية متكاملة للتعايش السلمي، تشمل تدريس هذه الثقافة في المدارس والمعاهد والكليات".

ولفت رئيس المجلس التي يتكون من معظم الأحزاب والحركات السياسية في المحافظة الى أن "المؤتمر جاء بعد أن لاحظنا أن الخطاب التحريضي بشقيه الديني والسياسي قد تصاعدت وتيرته في الآونة الأخيرة"، مضيفاً أن "التعايش السلمي هو السبيل الوحيد لمنع العراق من السقوط في هاوية حرب أهلية، وبالتالي يجب أن تتظافر جهود الجميع في الدعوة الى التسامح وعدم إلغاء الآخر".

من جانبه، قال مدير مكتب وزارة حقوق الإنسان في البصرة مهدي التميمي في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "المؤتمر ينطوي على رسالة مفادها أن البصريين ينبذون العنف والتطرف"، موضحاً أن "التعايش السلمي كان ولم يزل سائداً في البصرة، لكن من الضروري تنمية هذه الحالة وتأصيلها من خلال المؤتمرات والندوات التي تجمع قادة المجتمع".

بدوره، قال راعي كنيسة العذراء للسريان الارثوذكس في البصرة القس سمعان كصكوص في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العراقيين أحوج ما يكونون في المرحلة الحالية الى اعتناق ثقافة التعايش السلمي، وبهذا الفكر يمكننا أن نحارب تنظيم (داعش)، إذ يصعب تحقيق النصر على الإرهاب باستخدام السلاح فقط"، معتبراً أن "البصرة حالها أفضل قياساً بمحافظات أخرى من حيث التعايش السلمي، فهي محافظة تتسع لكل العراقيين بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وقومياتهم".

يذكر أن البصرة طالما عرفت منذ مئات السنين بالتعايش السلمي والتنوع الديني والمذهبي والعرقي والفكري، ولم تزل المحافظة التي يعد معظم سكانها من المسلمين الشيعة تتميز خارطتها السكانية بالتنوع، فعلى سبيل المثال يعيش فيها الى جانب سكانها العرب مئات العراقيين من الكرد الفيلية، كما يعيش فيها المئات من أتباع الديانة المندائية، وما لايقل عن 300 أسرة مسيحية من طوائف الأرمن والكلدان والسريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والآشوريين والبروتستانت واللاتين.