السومرية نيوز/ الانبار
الى جانب الوضع المعيشي الصعب بسبب الحرب، طفت للسطح مشكلة من نوع آخر في البغدادي بالانبار، وهي تفشي فايروس "غير معروف" بين أهالي الناحية، الأمر الذي جعلهم يستغيثون مراراً طلباً للمساعدة، فما هي حقيقة المرض؟
توليفة عوامل، من انخفاض منسوب نهر الفرات المار بالمنطقة، وحصار "داعش" لها منذ أشهر طويلة، وقطع المياه وطرق الإمداد عنها، وحرارة الصيف، جعلت الحياة في ناحية البغدادي، (90 كم غرب الرمادي)، صعبة جداً، وتسببت بتفشي الأوبئة والأمراض في صفوف الأهالي.
"المصابون بالفايروس يعانون من هبوط ضغط الدم، وارتفاع درجة حرارة الجسم، فضلا عن وألم بالركبتين"، هكذا لخص عضو مجلس ناحية البغدادي محمد مهيدي صالح أعراض المرض في حديثه لـ السومرية نيوز.
ويضيف صالح، وهو كان موجدا في الناحية، أثناء ظهور الفايروس وانتشاره بين الأهالي وإصابته به، إن "حصار داعش وقطعه المياه عن نهر الفرات، فضلا عن انقطاع الكهرباء وارتفاع درجة حرارة الجو، عوامل اجتمعت وتسببت بظهور الفايروس"، مبينا أن "سوء التغذية وعدم وجود أطباء ومختبرات ورداءة الأدوية المتوفرة، تعد من أهم العوامل الأخرى التي ساعدت على انتشار الفايروس بين الأهالي".
وطالب صالح الحكومة المركزية بـ"إرسال فرق طبية للكشف عن الفايروس ومعالجة المرضى من أهالي الناحية تحسباً من انتشاره بين الأهالي بشكل أوسع، خاصة وأن الناحية تعاني من عدم وجود الأطباء والمختبرات لتشخيصه ومعالجته".
الفايروس لم يكن معروفاً
يقول عضو المجلس المحلي لناحية البغدادي نجم عبد الله في حديث لـ السومرية نيوز، إن "فايروساً غير معروف انتشر في بداية الأمر بين 20 مواطنا من أهالي ناحية البغدادي نتيجة الحصار المفروض عليهم من قبل داعش وصعوبة إيصال الغذاء من الخضر والاحتياجات الضرورية الى الأهالي وانخفاض الماء في نهر الفرات بسبب قطعه من قبل داعش في سوريا".
ويوضح عبد الله، أن "الفايروس انتشر بين الأهالي سريعاً، وتضاعف عدد المصابين بحيث تجاوز الـ300 مصاب، وهم يعانون من هبوط بالضغط وارتفاع حرارة الجسم وألم في الأطراف السفلية"، مبينا أن "المرض يجعل المصاب عاجزاً عن الوقوف على قدمه، ويتسبب بحالات إغماء لقسم منهم، الى جانب الجفاف والتعب".
وبين عبد الله، أن "أسباب انتشار الفايروس ارتفاع درجات الحرارة وقلة المياه الصالحة للشرب، ما دفع بالأهالي الى شرب مياه الآبار بدون تعقيم وتصفية، ما آثر على وضعهم الصحي".
وناشد عبد الله وزارة الصحة ومحافظ الانبار صهيب الراوي بـ"إرسال أطباء وفتح مختبرات وتجهيز المراكز الصحية في البغدادي بكل الاحتياجات اللازمة من الأدوية والكوادر لمعالجة المرضى المصابين بالفايروس وأي حالات طارئة تحدث مستقبلا".
ليس فايروساً
مدير صحة الانبار خضير خلف شلال لديه وجهة نظر أخرى تنطلق من خبرة في مجال الطب، إذ يقول في حديث لـ السومرية نيوز، "لا يوجد أي فايروس منتشر بين أهالي ناحية البغدادي، وإنما هو التهاب بالأمعاء ناتج عن شربهم ماء غير صالح للشرب".
وأضاف شلال، أن "انتشار الالتهاب جاء بسبب انخفاض منسوب المياه في نهر الفرات وظهور الترسبات بالقاع وشرب الأهالي تلك المياه التي هي غير صالحة للشرب"، مؤكدا على "أهمية معالجة سبب انتشار المرض، وهو ان تقوم دائرة ماء الانبار بوضع مضخات تحلية للمياه في البغدادي أو وضع مادة الكلور وبعض المواد الأخرى لتنقية المياه".
وطالب شلال الجهات المختصة والعمليات المشتركة بـ"تسهيل نقل فريق طبي هو يرأسه عبر الجسر الجوي من بغداد الى قاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي لمعالجة المرضى وتوفير العلاج اللازم لهم".
وزارة الصحة والبيئة من جانبها، نفت الانباء التي تحدثت عن إصابة 250 مواطنا من أهالي ناحية البغدادي بفايروس غير معروف.
وقال معاون مدير قسم الإعلام بالوزارة فاروق الاعرجي في بيان تلقت السومرية نسخة منه، إن "المرض ناجم عن انخفاض نسبة المياه في نهر الفرات وارتفاع نسبة الترسبات قام بعض الأهالي في ناحية البغدادي غرب الرمادي بشرب المياه بشكل مباشر من النهر"، مبينا أن "هذا الأمر تسبب بظهور أعراض لدى بعض الأهالي كالمغص المعوي والتقيؤ، ما دفع صحة الانبار الى اتخاذ الإجراءات اللازمة حياله".
وكان مدير ناحية البغدادي بمحافظة الأنبار ناجي عراك أعلن، السبت (12 أيلول 2015)، ارتفاع عدد المصابين بفايروس "غير معروف" إلى 300 شخص، مطالباً بإرسال فرق طبية لتشخيص هذا الفايروس ومعالجة المصابين به، فيما ناشد رئيس مجلس الانبار صباح كرحوت رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ إجراءات سريعة لإنقاذ أهالي البغدادي المرضى.
وتواجه ناحية البغدادي حصاراً خانقاً من قبل "داعش" منذ منتصف عام 2014 نتيجة قيام التنظيم بقطع جميع طرق الإمداد من الأدوية والمواد الغذائية والمستلزمات الأخرى إلى أهالي الناحية.