السومرية نيوز/
البصرة
مع اعلان
مديرية الزراعة في البصرة عن تسجيل أول حالة إصابة بحشرة السوسة الحمراء التي تصيب النخيل دون سواها من الأشجار وتؤدي الى هلاكها فإن ذلك يعني أن المحافظة اقتربت أكثر من خسارة سمعتها التأريخية كأفضل بقعة في العالم لزراعة النخيل وانتاج التمور، وبالرغم من الاجراءات
الوقائية والاحترازية السريعة التي تبنتها المديرية لمكافحة الآفة التي ظهرت بشكل مفاجئ في منطقة حدودية، إلا أن تلك الاجراءات تقابلها تحذيرات من إمكانية انتشار تلك الحشرة التي لم تألفها بيئة المحافظة من قبل.
وقال
مدير مديرية الزراعة في البصرة
عامر سلمان عبد الحسين في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "المديرية رصدت أول حالة إصابة في
العراق بآفة السوسة الحمراء داخل
بستان للنخيل في ناحية سفوان الحدودية المتاخمة للأراضي
الكويتية"، مبيناً أن "ما يدعونا الى القلق أن تلك الآفة لديها القدرة على الانتشار بسرعة، كما انها تؤدي الى هلاك النخيل من خلال نخرها من الداخل، وتكمن الخطورة في صعوبة اكتشاف الإصابة بالحشرة".
وعن كيفية وصول الحشرة الى الأراضي العراقية أشار عبد الحسين الى أن "الفرضية الأكثر ترجيحاً هو تهريب فسائل نخيل مصابة من
دولة الكويت المجاورة للناحية"، مضيفاً أن "الفرضية الثانية تفيد بانتقال الحشرة جواً، فهي قادرة على الطيران بل توقف لمسافة تتراوح ما بين 800 الى 1200 متر، في حين أن بعض بساتين النخيل في سفوان تبعد أقل من 3 كم عن بساتين للنخيل تقع ضمن منطقة العبدلي الكويتية".
ولفت مدير الزراعة الى أن "المديرية اتخذت فور تأكدها من حالة الإصابة اجراءات وقائية فعالة لمنع إنتشار الآفة، حيث تم فرض حجر على البستان الذي تم تشخيص الإصابة فيه، كما تقرر منع نقل فسائل النخيل من قضاء
الزبير الذي يضم ناحية سفوان الى أي منطقة أخرى"، موضحاً أن "المديرية تعتزم تنفيذ حملة لمكافحة الآفة باستخدام مبيدات كيمياوية من نوع خاص، وقبل ذلك تم تشكيل فرق للقيام بحملة تفتيش للتأكد من عدم وجود المزيد من حالات الإصابة في بساتين تقع في مناطق أخرى من المحافظة".
يشار الى أن السوسة الحمراء التي تعد أخطر عدو للنخيل قد اكتسبت اسمها من لونها البني المائل الى الاحمرار، وهي نوع من الخنافس ذات الخطم، ويبلغ طولها عند نضوجها نحو 4 سم وعرضها لا يزيد عن 1سم، وتعد الهند موطنها الأصلي، لكنها انتشرت خلال النصف الثاني من
القرن الماضي في الكثير من الدول، وقد سجلت
السعودية أول إصابة بالحشرة مطلع عام 1987، ثم ظهرت الحشرة في دول خليجية أخرى منها دولة
الكويت المجاورة لمحافظة البصرة.
من جانبه، قال نقيب المهندسين الزراعيين في المحافظة علاء هاشم البدران لـ السومرية نيوز، إن "السوسة الحمراء تشكل تهديداً خطيراً للنخيل في البصرة، فهي تفتك بالنخيل من خلال نخر قممها النامية، وعادة ما تهاجم النخيل التي لايزيد عمرها عن 20 سنة لأن جذوعها تكون طرية نسبياً وسهلة الاختراق"، مضيفاً أن "تلك الآفة في حال انتشارها في البصرة سيكون من الصعب التخلص منها لأن المحافظة التي تتميز برطوبتها النسبية العالية تشكل بيئة مثالية لاستيطان هذا النوع من الحشرات".
وأكد البدران أن "خطورة الحشرة تكمن في صعوبة تشخيص إصابة النخيل بها بشكل مبكر، فهي تقضي جميع أطوار نموها داخل جذوع النخيل"، مبيناً أن "بعض الدول لجأت الى أساليب مبتكرة في الكشف عن حالات الإصابة، منها تدريب كلاب تتميز بحاسة شم قوية على تحسس وجود الحشرة داخل جذوع النخيل".
يذكر أن
محافظة البصرة كانت حتى عهد قريب تحتوي على 140 صنفاً من النخيل من أصل 650 صنفاً في جميع المحافظات العراقية، لكن زراعة النخيل شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية تدهوراً كبيراً، حيث تراجعت أعداد النخيل من 33 مليوناً مطلع العقد الثامن من القرن الماضي إلى أقل من ثلاثة ملايين خلال المرحلة الحالية، والكثير من أشجار النخيل القائمة لم تعد مثمرة لقدمها، وكذلك لتضررها من جراء الحروب المتكررة، والآفات الزراعية، وظواهر الجفاف وملوحة المياه، إضافة الى موجات الحر التي عصفت بالواقع الزراعي في الأعوام الأخيرة، وقد إنعكس هذا الحال سلباً على تجارة التمور، بحيث أصبحت البصرة من المحافظات المستوردة للتمور من
إيران والكويت والسعودية ومصر بعد أن كانت المحافظة أكبر منتج ومصدر على مستوى العالم لأجود أنواع التمور، ومنها البرحي، الحلاوي، الخضراوي، الساير، البريم.