لجنة حل النزاعات العشائرية في البصرة تتوقع انحسار النزاعات خلال العام المقبل

السومرية نيوز/ البصرة

أعلنت اللجنة العليا لحل النزاعات العشائرية في البصرة، الاثنين، أن المحافظة شهدت خلال العام الحالي نزاعات عشائرية مسلحة أقل عدداً وحدة من النزاعات التي حدثت خلال العام الماضي، وتوقعت انحسار تلك النزاعات أكثر خلال العام المقبل.

وقال رئيس اللجنة الشيخ يعرب المحمداوي في حديث لـ السومرية نيوز، إن "النزاعات العشائرية المسلحة التي وقعت في البصرة خلال العام الحالي تعد أقل عنفاً وعدداً بكثير من النزاعات التي شهدتها المحافظة في غضون العام السابق"، مبيناً أن "نوعية تلك النزاعات اختلفت عن السابق، إذ كانت عندما تندلع سرعان ما تتفاقم، لكنها عندما تحدث حالياً يتم تطويقها بسرعة مع ممارسة ضغط على الأطراف المتنازعة للقبول بهدنة، كما أن العشائر المتنازعة أصبحت لا تتردد في الكشف عن أفرادها الذين يرفضون الصلح ويسعون الى التأجيج".

ولفت المحمداوي الى أن "النزاعات العشائرية من المؤمل أن تنحسر أكثر خلال العام المقبل، ولكنها سوف تستمر، إذ من غير الممكن القضاء عليها بسهولة لانها ناجمة عن عادات وأعراف اجتماعية راسخة منذ زمن بعيد"، موضحاً أن "دور لجنتنا يقتصر على التدخل الفوري عند نشوب نزاعات عشائرية مسلحة من أجل التهدئة والحد من فرص تطور النزاع".

وأشار رئيس اللجنة التي تم تشكيلها قبل أقل من عام وتضم 25 شيخاً عاماً الى أن "التخفيف من ظاهرة النزاعات العشائرية المسلحة يتطلب من المؤسسة الدينية لعب دور أكبر على مستوى التوعية بمخاطر تلك النزاعات وانعكاساتها السلبية على الأوضاع الاجتماعية والأمنية والاقتصادية"، مضيفاً أن "اللجنة عقدت اليوم في مقرها اجتماعاً مع عدد من مسؤولي منظمات المجتمع المدني الفاعلة تمخض عن وضع خطة عمل تقضي بتنفيذ حملة تطوعية من قبل تلك المنظمات للتثقيف ضد العنف القبلي والنزاعات المسلحة ذات الطابع العشائري".

وكانت بعض المناطق الريفية الواقعة ضمن ناحية الهارثة شهدت قبل اسبوعين توتراً أمنياً حاداً بسبب نزاع عشائري بين عشيرتي الحلاف والكرامشة، وهو ما دفع بالقوات الأمنية الى تطويق تلك المناطق وإقامة نقاط تفتيش مؤقتة من أجل منع وقوع اشتباكات مسلحة بين أفراد من العشيرتين، وفي (14 تشرين الثاني 2015) أعلنت اللجنة العليا لحل النزاعات العشائرية في البصرة التوصل الى هدنة (عطوة) بين العشيرتين المتنازعتين.

يذكر أن البصرة واجهت بعد عام 2003 الكثير من النزاعات العشائرية المسلحة التي استخدمت فيها أنواع مختلفة من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، وأسفرت تلك النزاعات عن مقتل وإصابة العشرات، وأغلبها جرت أحداثها في مناطق ريفية تقع شمال المحافظة، وهو ما دفع بقيادة فرقة المشاة الرابعة عشر في عام 2007 الى إنشاء (مضيف) تقليدي من القصب داخل أحد معسكراتها من أجل التعامل مع أطراف النزاعات العشائرية.

وأعلنت الحكومة المحلية مطلع العام 2014 عن تشكيل لجنة عليا لحل النزاعات العشائرية المعقدة، ثم أعلنت بعد أشهر عن تشكيل قوة أمنية وصفتها بـ"الضاربة" مهمتها فض النزاعات العشائرية، إلا أن تلك الاجراءات لم تضع حداً للنزاعات العشائرية التي غالباً ما تكون ناجمة عن مشاكل وخلافات شخصية بسيطة، بحسب مراقبين.