السومرية نيوز/
البصرة
أعلنت المركز الاقليمي لشؤون الألغام في الجنوب، الخميس، وصول كاسحة ألغام ذات مواصفات حديثة ومصنعة خصيصاً لمعالجة أنواع الألغام الموجودة في الأراضي العراقية، مؤكدة أن الكاسحة مقدمة كهدية من
اليابان، وسوف تتولى تشغيلها منظمة عراقية.
وقال مدير المركز نبراس فاخر
التميمي في حديث لـ
السومرية نيوز، إن "كاسحة ألغام يابانية الصنع وذات مواصفات متطورة وصلت على ظهر باخرة أجنبية الى ميناء
أم قصر التجاري، ونحن بصدد تسلمها بعد انجاز الاجراءات الكمركية التي تتسم بالصعوبة والتعقيد"، مبيناً أن "الكاسحة تعد هدية من اليابان الى
العراق لمساعدته في التخلص من ملايين الألغام التي خلفتها الحروب، وقد تم الاتفاق بشكل مسبق مع المنظمة الوطنية لإزالة الألغام لتتولى تشغيل الكاسحة والاستفادة منها في تطهير مساحات شاسعة من الأراضي".
ولفت التميمي الى أن "الكاسحة عبارة حفارة مدرعة كبيرة الحجم تتميز بالدقة والسرعة في اكتشاف الألغام واستخراجها، بحيث يمكنها تغطية
ثمانية آلاف
متر مربع في اليوم من الأراضي الملوثة بالألغام، وما يجعلها مميزة أكثر انها قادرة على تدمير الألغام موقعياً"، مضيفاً أن "المركز كان يعاني في السابق من صعوبة نقل الألغام المستخرجة لابطال مفعولها، ولكن الكاسحة الجديدة سوف تتولى تدمير الألغام وهي في أماكنها".
وأشار التميمي الى أن "الكاسحة تم تصميمها خصيصاً للتعامل مع أنواع الألغام الأرضية التي خلفتها الحروب في البصرة، كما انها قادرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة في المحافظة خلال فصل الصيف"، موضحاً أن "الجانب الياباني قام باعداد دراسة متكاملة عن واقع الألغام في المحافظة من أجل تصنيع الكاسحة بمواصفات خاصة".
يذكر أن البصرة تحتل المرتبة الأولى على مستوى العراق من حيث كثرة المخلفات الحربية والألغام، حيث تحتوي بحسب تقديرات رسمية على 10 ملايين لغم تنتشر على مساحة مليار و300 مليون متر مكعب، ما يعني نحو 65% من اجمالي مساحة المحافظة.
ويعود تلوث الجانب الغربي من البصرة الى حرب
الخليج الثانية التي اندلعت في عام 1991، فيما خلفت الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) كميات هائلة من الألغام والمقذوفات غير المنفلقة التي يتركز وجودها في أقضية
الفاو والقرنة وشط العرب، والقضاء الأخير يضم ناحية عتبة بن
غزوان التي هجرها كافة سكانها ولم يعودوا لها نتيجة كثرة حقول الألغام فيها، أما الحرب الأخيرة التي جرت أحداثها في عام 2003 فإنها لم تخلف إلا القليل من الألغام الأرضية.
ومن أبرز تداعيات مشكلة الألغام والمخلفات الحربية في البصرة وجود قرية في قضاء
شط العرب تدعى (قرية البتران) لأن الكثير من سكانها بترت أطرافهم كون القرية محاطة بحقول ألغام بعضها غير مسيجة بأسلاك شائكة، وتشير
إحصائية أعدتها
مديرية حماية وتحسين البيئة في الجنوب الى أن القرية يعيش فيها 123 معاقاً من جراء تعرضهم لحوادث انفجار ألغام ومخلفات حربية، فيما نفذت
وزارة البيئة أواخر عام 2013 حملة في عموم المحافظة لإحصاء المصابين بحالات عوق جسدي بسبب تعرضهم الى حوادث من هذا النوع، وتمكنت فرق الوزارة من توثيق أكثر من 5000 حالة عوق ناجمة عن إنفجار ألغام، وخلال الربع الأول من العام الحالي 2016 لقي ما لايقل عن خمسة أشخاص حتفهم في حوادث متفرقة من جراء انفجار ألغام عليهم.