إستمتع بخصوصيّتك ما دمت تستطيع حمايتها، ولا تفصح عن إسمك إذا كان ذلك خيارًا لك. أما السبب فيعود الى إطلاق تطبيق جديد يمكن أن يخترق حياتك الخاصّة.
على الرّغم من أنّ الاستعلام عن شخصٍ ما يعتبر أمراً خاصًّا في مكاتب التحقيقات، إلاّ أن الروسيّين، أرتم كوخارنكو وألكسندر كاباكوف ، تمكّنا من إنشاء تطبيقٍ يمنح هذه الميزة لجميع الرّوسيّين الذين ذهلوا بهذا الاختراع.
وتُعدّ طريقة استخدام هذا التطبيق الذي ابتركه شابان في العشرينات من عمرهما قفط، سهلة للغاية إذ لا يتطلّب من محمّل التطبيق إلّا أخذ صورة للشخص الغريب وتحميلها عليه.
وبعد ثوانٍ قليلةٍ، يكشف تطبيق الـ"فايندفايس"، أي إيجاد الوجه، عن هويّة الشخص الذي تمّ تصويره إضافةً إلى 10 هويات أخرى تتجانس مع الصورة. ويمكن الاعتماد على فايندفايس بنسبة 70% بحسب تحدٍّ تمّ في جامعة واشنطون حيث تعرّف التّطبيق على 73،3% من مليون وجه.
لكن، ألا يشعرك هذا التطبيق بتوتّرٍ شديدٍ؟
تخيّل نفسك جالسًا في القطار أو في الحافلة والشّخص المقابل لك يتفقّد حسابك الشخصي على فيس بوك، أو إنستاغرام، أو تويتر، أو لينكدإن حتى لو كان حسابك خاصًّا. أو أنّ الغريب الذي يقف خلفك قد بدأ يطارد أعزّ أصدقائك إلكترونيًّا على جوجل بلَس، والفتاة بقربك قد وجدت حسابك على تندر!
الى ذلك، تكمن خطورة هذا التطبيق في إستخدامه بطريقة معاكسة أيّ أنّك تستطيع تحميل صورة أحد المشاهير لتكشف لك النتائج عن جميع الغرباء الموجودين في محيطك الذين يشبهونه.
ووفقًا لشون واكر، صحافي في ذا غارديان، "حقّق تطبيق فايندفايس 3 مليون عمليّة بحث منذ إطلاقه منذ شهرين وحمّله 500.000 مستخدم."
والمدهش أنّ تطبيق فايندفايس، يذكّرنا بشبكة إجتماعيّة مشهورة في روسيا و الاتحاد السّوفياتي السّابق تتضمّن أكثر من 200 مليون حساب وحوالي مليار صورة.
وقال كاباكوف للصحافي واكر: "جرت أكثر من ثلاثة ملايين عملية بحثٍ لحوالي مليار صورة، اي ما يوازي مئات التريليونات من المقارنات في أربع خوادم عاديّة فقط. من خلال هذه الخوارزمية، يمكنك البحث عن مليار صورة والحصول على نتيجة في أقلّ من ثانية."
وأضاف : "في حال أعجبك شخص ما، يمكنك تصويره لإيجاد هويّته وإرسال طلب صداقة إليه أو حتى تحميل صورة أحد المشاهير لتكشف لك النتائج عن جميع الغرباء الموجودين في محيطك الذين يشبهونه. وعلى هذا النحو ترسل لمن تريد رسالةً."
وفي حال كنت تظنّ أنّ تطبيقات التعارف هي الأكثر خطورة، فإنّك مخطئ. والأمر المثير للجدل هو طريقة التعدي على خصوصيّة الغير إذ أنّ مصوّر في سان بطرسبورج قام بنشر صور ناس عشوائيين في المترو مع هويّاتهم في ظل غياب أي ضوابط تمنعه من .
وأصرّ الشّابان اللذان اخترعا فايندفايس أنّ نشر معلومات النّاس من دون إذن لا يمثّل هدفهما من إنشاء هذا التطبيق، والغرض وراءه هو المساعدة في حلّ الجرائم من خلال تحديد المجرمين في الشوارع .
ويتخيّل كاباكوف عالمًا حيث تراك الكاميرات تحدّق بشيء معيّن وتنقل صورتك إلى القسم المعني، فيصلك إتّصال من موظّف التسويق يقنعك بشراء ما ترغب به.
ولحسن الحظّ، لا يعمل هذا التطبيق إلا مع فكونتاكتي، أكبر خدمة أوروبية للشبكات الاجتماعية على الانترنت. لذلك، لا يمكن لهذه الشبكة أن تطال صور الناس ومعلوماتهم الخاصة على الفايسبوك. إذًا، إنّنا آمنون حتى الآن، لكنّ الأمر لن يطول حتى يتمكن هذا التطبيق من خرق نظام أمان فيس بوك.