سبق وسمعنا عن الكثير من الثمار وغيرها من العلاجات الطبيعية التي تحارب مرض السرطان. لكن ثمّة حمية غذائية مهمة جداً في محاربة هذا المرض تُعرف بـ "الغذاء الكيتوني".
سبق وسمعنا عن الكثير من الثمار وغيرها من العلاجات الطبيعية التي تحارب مرض السرطان. لكن ثمّة حمية غذائية مهمة جداً في محاربة هذا المرض تُعرف بـ "الغذاء الكيتوني".
ماهو الغذاء الكيتوني؟
مصطلح الغذاء الكيتوني (The ketogenic diet) لا يعتبر جديداً فى مجال الطب، ولكنه قد يكون كذلك للكثيرين. كما أن مصطلح الدهون النافعة غير مُشاع، إذ ان الدهون مرتبطة في الأذهان بأمراض القلب والشرايين، وهذه معلومة صحيحة.
لكن الدهون النافعة لا غنى للجسم عنها، وهي التي تقاوم تأثير الدهون الضارة.
في هذا النظام، تزداد القشدة والزيوت والزبد والمايونيز والأسماك واللحوم والطيور والجبن والمكسرات والبيض على حساب الخبز والأرز والمعجنات والبطاطس والمعكرونة والعسل والسكر.
75% من الدهون و20% من البروتين
الغذاء الكيتوني فى صورة مبسطة هو تغيير في النسب المأخوذة من مكونات الغذاء، فتزداد الدهون حتى تصل إلى 75% من السعرات، يليها البروتين بنسبة جيدة (20%) وتقل نسبة النشويات بشدة حتى تصل إلى 5% فقط من مجمل السعرات.
وقد تصل كمية الدهون بالوجبة إلى أربعة أو ثلاثة أضعاف كمية البروتين والنشويات مجتمعات، وعندها يتكون ما يعرف بالأجسام الكيتونية (ketone bodies ) والتي تقوم بدور فعال في تغيير النشاط العصبي والكيميائي بالجسم.
كيف تتكون الأجسام الكيتونية؟
عندما نتناول الكربوهيدرات فإنها تتحول إلى غلوكوز (سكر الدم) سريعاً، وعندما تزيد هذه النسبة يقوم الإنسولين بدفع الغلوكوز للدخول داخل خلايا الجسم، حيث يتكسر مولداً الطاقة ومن ثم تنخفض نسبة السكر بالدم.
لكن في حالة الحمية الكيتونية، حيث تكاد تنعدم الكربوهيدرات يضطر الجسم إلى استخدام الدهون لإنتاج الطاقة بدلاً من الغلوكوز، مما يؤدي إلى إنتاج الأجسام الكيتونية، وعندها تظهر الكثيرٌ من الفوائد الطبية، خصوصاً في مكافحة الصرع والسرطان.
كيف تحارب هذه الحمية السرطان؟
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان، وتتعدد العوامل المساعدة للإصابة به، وما زالت الأبحاث حثيثة في هذا المجال للوصول إلى السبب الرئيسي له.
في العموم، تستخدم خلايا الجسم مادتين للحصول على الطاقة، المادة الأولى والأساسية هي الغلوكوز أو سكر الدم، ولكن عند انخفاض سكر الدم وازدياد الدهون، تستخدم المادة الثانية وهي الأحماض الدهنية من دون أي مشكلة، فتنتج الطاقة خاصة في خلايا الدماغ والخلايا العصبية.
أما في حالة الخلايا السرطانية، فهي خلايا مريضة لا تستطيع أن تستخدم الغلوكوز للحصول على الطاقة، فإن لم تجد الغلوكوز الكافي نتيجة لانعدامه تقريبا في الغذاء، يقلّ حجمها ومن ثم تنحصر وتموت.
هذه هي الفكرة العامة من استخدام النظام الكيتوني كعامل مساعد في علاج السرطان.
عند استخدام الكربوهيدرات كمصدر للطاقة، يقوم الإنسولين، اي الهرمون الأساسي المسؤول عن تنظيم مستوى السكر في الدم بدفع المزيد من سكر الدم إلى داخل الخلايا، فإذا كانت هذه الخلايا خلايا سرطانية استفادت من تدفق السكر داخلها، فنمت وتكاثرت وزاد حجمها، وبالتالي تزيد شراسة المرض وانتشاره إلى مناطق أخرى.
للسيطرة على الورم السرطاني، لابد من تنظيم مستويات الغلوكوز والإنسولين والثبات على مستويات منخفضة لمدة طويلة، ولذلك تلعب الحمية الكيتونية دوراً فعالاً في علاج هذا المرض والسيطرة على حجمه إلى جانب العلاجات الأخرى الخاصة بكل حالة.