السومرية نيوز/
كركوك
التلكؤ والتأخير، أضحى الصفة الملازمة لتنفيذ المشاريع بشتى أشكالها، كما أن تبادل الاتهام بين الجهات ذات العلاقة بتنفيذ المشاريع أو الإشراف عليها أصبح من الأمور المألوفة التي تدفع المواطنين في كثير من الأحيان إلى نسيان هذا المشروع أو ذاك وعدم الحديث عنه أو التساؤل بشأنه، خاصة بعد التضارب الكبير في تصريحات المسؤولين بشأن نسب إنجازه.
وفي كركوك، يبدو أن مشروع إعمار وتأهيل الملعب الأولمبي الذي اقر تنفيذه في العام 2012، أخذ موقعه في قائمة المشاريع المتلكئة، على الرغم من رصد التخصيصات المالية له، وتحديد جهات التنفيذ، ووضع التصاميم والمخططات، كما نال نصيبه من تبادل الاتهام بين الشركتين المنفذتين من جهة، وبين الجهات المشرفة والمستفيدة من جهة أخرى.
يقول مدير دائرة المشاريع في مديرية شباب ورياضة كركوك عبد الواحد شهاب، في حديث لـ"
السومرية نيوز"، إن "
وزارة الشباب والرياضة في العام 2011 رصد مبلغ 24 مليارا و500 مليون دينار لتطوير وإعادة تأهيل ملعب كركوك الأولمبي، وقد رسى العقد على شركة
الرشيد العامة بالشراكة مع شركة فا سبور التركية".
ويضيف شهاب، إن "وزير الشباب والرياضة
جاسم محمد جعفر أمهل الشركة التركية نحو شهر لإنهاء التصاميم النهائية لملعب كركوك الاولمبي"، مبيناً أن "هذا الأمر تم خلال جولة تفقدية أجراها الوزير بشكل ميداني في العام الحالي"، لافتا إلى إنه "إذا لم يتم وضع التصاميم النهائية من قبل الشركة سيصار إلى اعتماد تصاميم ملعب
ميسان الاولمبي التي وضعتها شركة
إماراتية".
ويوضح شهاب أن "الأعمال الجارية في الملعب وصلت نسب الانجاز فيها إلى 55 %، مشيرا إلى إن "المرحلة الأولى للملعب شملت بناء سياج حول موقع المشروع، ورفع الأنقاض وتسوية الأرضية، فيما تشمل المرحلة الثانية تطوير الساحات الداخلية، فضلاً عن فندق وملاعب متعددة"، موضحاً أن "الملعب سيتسع بعد تطويره لأكثر من 25 ألف متفرج".
وحمل شهاب، الشركتين المنفذتين مسؤولية "التأخير والتلكؤ في المشروع الذي كان من المفترض أن يسلم في 22 أيار 2013".
وكان رئيس
مجلس محافظة كركوك، انتقد يوم الاثنين (18 آذار 2013)، التأخير الحاصل في تنفيذ مشروعي القاعة الرياضية المغلقة والملعب الاولمبي، محملا مدير دائرة المشاريع في شباب ورياضة المحافظة الشركات المنفذة مسؤولية التأخير.
وملعب كركوك الاولمبي أطلق العمل في إنشائه في1981، وتم انجازه في العام 1986، وتقرر تطويره واعماره ليكون مؤهلاً لاستقبال النشاطات الرياضية والبطولات المحلية والدولية.
من جهته، يقول مسؤول شركة أفا سبور التركية، وهاب رشيد كريم، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "لا صحة لما يشاع بشأن تأخر الشركة في تنفيذ مشروع تطوير الملعب الأولمبي، إذ تم توقيع العقد على تأهيل الملعب مع
وزارة الشباب والرياضة، وباشرنا العمل بعد مدة قصيرة، وعلى الرغم من التطور الذي طرأ على عقد التطوير، عملنا على بدء التنفيذ وقمنا ببناء السياج الخارجي ورفع الأنقاض".
ويشير كريم، إلى إنه "قدمنا أربعة تصاميم، رفضت جميعا من قبل وزارة الشباب والرياضة، وتم قبول التصميم الخامس، لأمور تتعلق بأغطية الملعب المسقف"، مستدركا إن "الروتين وكثرة التصاميم هي السبب في تأخير المشروع، والعمل الآن يسير إلى الأمام، إذ تم انجاز بناء أربعة ملاعب خارجية، ووصول الفندق الملحق بالملعب إلى مراحله النهائية، علما أن نسبة الانجاز وصلت الى 43 %".
وتمضي كريم الى القول بأن الملعب "سيراعى في تطويره المواصفات الدولية والمعتمدة لدى
الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إذ ستتم زراعة أرضيته بالثيل الهولندي، واعتماد أربعة ركائز تثبت عليها سقيفة الملعب مع 372 ركيزة فرعية"، معربا عن أمله في إنجاز العمل "في غضون الأشهر العشرة المقبلة أو قبلها بقليل".
من ناحيته، يقول المهندس المقيم لشركة أرما كروب التركية المشرفة على تصاميم الملعب، محمد وهبي، في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "التأخير والتلكؤ الحاصل في تنفيذ مشروع ملعب الاولمبي سببه تأخر تنفيذ التصاميم، بسبب التغييرات الكبيرة التي تطرأ على المشروع"، لافتا إلى ان "وضع التصاميم وانجاز أعمال الترميم والتطوير من صلب عمل الشركة المنفذة التي تراعي أن التصاميم للمواصفات الدولية".
يذكر أن
محافظة كركوك (255 كم شمال العاصمة بغداد)، تفتقر إلى ملاعب رياضية حديثة، فيما تضم ملعبين فقط وسط المدينة هما، نادي كركوك الذي أنشئ عام 1947 ونادي
الثورة الرياضي الذي أنشئ عام 1954.
وتعرف كركوك بكونها، واحدة من المحافظات التي رفدت المنتخبات الوطنية العراقية بالعديد من اللاعبين أمثال
عادل عبد الله وكريم فندي وفاضل مجيد وستار البرزنجي وخلفية اسود وحلمي شوكت وعماد قادر ويونس محمود، فضلا عن لاعبين آخرين في شتى الأنشطة والألعاب الرياضية.