السومرية نيوز/
بغداد
ليس بجديد على التنظيمات الدينية
المتطرفة أن تدعو لتصفية المختلفين عنها بالدين أو المذهب واستباحة دمائهم وممتلكاتهم، إلا أن الجديد هو ما كشفته رسالة لمتطرف مصري يدعى
العاصي بن أبي بكر بعثها إلى زعيم تنظيم القاعدة في
العراق أبو بكر البغدادي "مستنجداً" به لإعلان الحرب على "أقباط مصر وعلمانييها"، مخاطباً إياه بصفة "أميرنا"، ما يجعل من القاعدة في العراق مصدراً للعنف في المنطقة.
ويحيي العاصي بن أبي بكر في رسالته التي اطلعت عليها "
السومرية نيوز"، زعيم تنظيم القاعدة في العراق مخاطباً إياه بـ"أميرنا وشيخنا
أبو بكر البغدادي".
وجاء في الرسالة "نعلم يا شيخنا الكريم أنك ماضٍ في طريق قادة
الإسلام الذين لم يتخلوا أبداً عن نصرة
المسلمين، والسعي الدؤوب للتمكين للإسلام في الأرض، ولن تتخلف أبداً عن نصرة المسلمين في أي مكان في العالم إذا تمكنتم من ذلك".
ويستشهد أبي بكر المصري على ذلك بالتذكير بمجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد قائلاً "وقد نصرتم مسلمة أرض الكنانة كاميليا شحاتة من قبل، ولم تتركوها نهبة لصليبيي مصر ولا لنظامها الكافر".
واقتحم مسلحون كنيسة سيدة النجاة، في (31 تشرين الأول 2010)، واحتجزوا عشرات الرهائن من المصلين الذين كانوا يقيمون قداس الأحد، وأسفر الاعتداء عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 125 شخصاً، وتبنى تنظيم ما يعرف بـ"دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة، الهجوم في وقت لاحق، وأمهل الكنيسة القبطية المصرية في حينها 48 ساعة للافراج عن مسلمات مأسورات في سجون أديرة في مصر.
ويذكر أبي بكر في رسالته "وها نحن الآن نتعرض شيخنا، لحملة صليبية يقودها الجيش والشرطة والبلطجية وما يسمى أقباط مصر أو صليبيي مصر، حملة ذات طابع خاص تجاوزت كل الحدود أميري".
يشار إلى أن الأحداث في مصر اتخذت طابعاً تصعيدياً، فبعد أن بدأت بتظاهرات واحتجاجات نظمها جماعة
الإخوان المسلمين احتجاجاً على عزل الرئيس المصري
محمد مرسي، تطورت الأوضاع لتصل مؤخراً إلى مرحلة
اللجوء للعنف من قبل الجماعة، راح ضحيتها مئات القتلى والجرحى من الإخوان ومعارضيهم وقوات الأمن المصرية لغاية الآن، بحسب تصريحات أعلنتها
وزارة الداخلية المصرية.
ويدعو أبو بكر "نحن إخوانك في مصر نطلب منكم النصرة في ظل تلك الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا المسلمة ونعلم أن هذا لن يغيب عن بالك ولا عن بال إخواننا
المجاهدين"، مختتماً رسالته بالقول "وأعلن صليبيي مصر نهاية الإسلام في مصر وبداية الدولة القبطية على حد زعمهم ولذا نهيب بك وبإخواننا المجاهدين نصرتنا في هذا الموقف العصيب".
يذكر أن أحد المواطنين في قرية الديابية الوسطى التابعة لقرية الواسطي شمال بني سويف المصرية أقام في الشارع أمام منزل أحد المسيحيين، مطباً صناعياً يوم السبت (10 آب 2013)، ما تسبب بخلاف انتهى بإشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين والمسيحيين، بلغت حصيلتها إصابة 30 من أبناء القرية من الطرفين، بينهم شاب مسلم يُدعى أحمد سالم في حالة خطرة، واحتراق 9 منازل للمسيحيين ومنزلين للمسلمين وكنيسة وسيارة و12 دراجة بخارية.
ويبدو أن الحرب التي أعلنتها
الولايات المتحدة الأميركية على العراق لـ"للقضاء على الإرهاب"، حولت العراق ومن ثم
سوريا إلى مصدر للعنف في المنطقة، في تجربة مشابهة لما حدث في
أفغانستان التي تعد المصدر الرئيس لتصدير تنظيم القاعدة إلى العراق بعد إعلان الحرب عليها من قبل الولايات المتحدة عام 2001.